سامر الدبس.. "بياع مازوت"!


عندما أصدرت حكومة النظام قراراً يسمح للصناعيين باستيراد مادة المازوت لمنشآتهم من الدول المجاورة، كان الجميع يعلم أن هذا القرار جاء مفصلاً على مقاس أشخاص بعينهم، وبالتحديد سامر الدبس، رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، والرجل المقرب جداً من بشار الأسد..

لذلك وجدنا أن من أشد المعترضين على هذا القرار وشروطه، كان فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، المقيم في حلب، والذي لا يوجد بقربه دول مجاورة لاستيراد المازوت منها سوى تركيا..

لكن يبقى اللافت في الموضوع، أن القرار يسمح لجميع الصناعيين باستيراد المشتقات النفطية، وليس أن تقوم غرف الصناعة باستيراده ومن ثم بيعه للصناعيين..!

وهو ما نقرأه في الإعلان الذي وزعته غرفة صناعة دمشق، وتخاطب فيه الصناعيين، بأن مادة المازوت متوفرة لديها، بسعر 475 ليرة لليتر، مبررة هذا السعر المرتفع، بأجور الشحن، بينما يبلغ سعره في السوق المحلية، 160 ليرة لليتر.


ثم أصدرت الغرفة إعلاناً آخر تخبر فيه الصناعيين أن هذا السعر ليست هي من حددته، وإنما الشركة المستوردة، مشيرة إلى أن السعر قد يتغير بشكل يومي وحسب الظروف.


ونشرت صفحات موالية للنظام، صوراً لـ "سامر الدبس" وهو يستقبل الصهاريج القادمة من جهة مجهولة، معلنة بأن مازوت الصناعيين قد وصل.
 
هامش: في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وخلال مشروع النفط مقابل الغذاء العراقي، كان رئيس غرفة تجارة دمشق، راتب الشلاح، يذهب بسيارته بشكل أسبوعي تقريباً إلى بغداد، لتنسيق عمليات التبادل التجاري وفقاً للمشروع، وهو ما كان يثير الدهشة عن تفاني هذا الرجل من أجل خدمة مصالح التجار في الغرفة، ليتبين لاحقاً أن الشلاح كان يسعى وراء مصالحه وعدد آخر من المستفيدين، الذين سيطروا لوحدهم على كل الصادرات الغذائية للعراق، وجنوا عبرها أطناناً من الدولارات.. ونفس الشيء، لولا أن سامر الدبس هو المستفيد من تجارة المازوت، لما خرج ليستقبل الصهاريج بابتسامة عريضة.. فهي تجارة سوف تدر عليه ملايين الدولارات.. وعلى "البارد المستريح"!

ترك تعليق

التعليق