الإدارة الذاتية تحتفل بذكراها السنوية عبر رفع أسعار المحروقات


جاء قرار رفع أسعار الوقود في مناطق سيطرة إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية، لتزيد معاناة سكان محافظات الجزيرة الذين يراقبون عشرات الصهاريج تغادر مناطقهم إلى مناطق سيطرة نظام بشار الأسد، ولا تفلح احتجاجاتهم سوى بعرقلة مرورها لأيام وربما لساعات عبر الطرق العامة.

وبدلاً من مشاركة الإدارة الذاتية لسكان مناطق سيطرتها بقرارات توسع عليهم ضنك الحياة مع احتفالها بالذكرى السنوية الأولى لتأسيسها في 6 أيلول سبتمبر 2018، عبر دمج الإدارات الذاتية والمدنية السبعة في الرقة والطبقة ومنبج ودير الزور مع عفرين وعين العرب والحسكة، لجأت إلى رفع سعر المازوت والبنزين بنسبة 50% ما أثار موجة استياء بين الأهالي.

تأتي زيادة أسعار الوقود بنسب تصل إلى 50 بالمئة في إطار توحيد الأسعار المتباينة للمادة بين مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بالحسكة ودير الزور، بالتزامن مع تسجيل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية أرقاماً قياسية، حيث تجاوز 670 ليرة سورية.

وتطابقت آراء الناس حول تأثير زيادات أسعار المازوت على وجه التحديد على أسعار المواصلات والخدمات والخبز، المرتفعة أصلاً. ويأتي هذا القرار ليصب الزيت على نار الأسعار في أسواق مدن الجزيرة.

واستغرب من تحدثنا إليهم من أهالي المنطقة رفع أسعار المحروقات بدلاً من تخفيضها نظراً لوقوع معظم حقول النفط ضمن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بالحسكة ودير الزور، مع وجود 3 معامل غاز في كونوكو والجبسة والسويدية.

وأكد "خالد رشاد"، 36 عاماً، أن هكذا قرارات غير مدروسة بشأن مادة المازوت التي تعتبر عصب الحياة، تؤثر سلباً على المستوى المعيشي للمواطن بشكل مباشر، لأنه سوف يرتفع معه كثير من السلع وأجور المواصلات بحجة زيادة التكاليف ومصاريف المحروقات ومنها البنزين الذي يؤثر على الناس من حيث استخدام سيارات الأجرة أو سياراتهم الخاصة والدراجات التي تقضي حوائجهم بأقل التكاليف.

وقال "خالد" لـ "اقتصاد" إنهم يشاهدون بين 40 و 50 صهريجاً من النفط تعبر يومياً طريق حلب - تل تمر إلى الرقة ثم سد الفرات لتصل مناطق النظام بحماة وحمص، وذلك انطلاقاً من حقول دير الزور والحسكة الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية، رغم اعتراضات الأهالي واحتجاجاتهم على نقص المازوت مراراً. وتساءل "خالد": "لمَ هذا التضييق على الناس؟".

وأضاف "خالد رشاد" إنه ذهب إلى السوق بمدينة الحسكة لشراء بعض الأشياء، فوجد السوق "لاهب الأسعار"، فاشترى ربطة خبز سياحي (7-9 أرغفة) بسعر 250 ليرة سورية، وعلبة سمن 8 كغ سعرها 5300 ل.س، وزيت 4 لتر 2500 ل.س، و وزعتر نصف كيلو 500 ل.س، وبطاطا 200 ل.س، خيار 200 ل.س، وبندورة 200 ل.س، وبصل 125 ل.س وفاصوليا خضراء 300 ل.س، وتفاح 450 ل.س، وباذنجان 100 ل.س.

وبدوره، اشتكى "أبو علاء"، كغيره من سكان مدينة الحسكة، وهو موظف حكومي، جراء الغلاء، فقال: "عندي ثلاثة طلاب بالصف الثامن والسابع والرابع.. انخرب بيتنا من المدارس!.. رحت اشتريت دفاتر وأقلام وبقية الأمور تقريباً 20000 ل.س، دفتر واحد للبنت الكبيرة بـ 1000 ليرة. ورفع المازوت رح يزيد لهيب الأسعار وحتى في شائعة حول رفع أجرة السرفيس من 50 إلى 100 مقابل توصيل الطالب من الأحياء الشمالي إلى مدارس حكومية بالمربع الأمني التابع لقوات النظام".

ويبين أبو علاء: "السيارات يأخذون على توصيل الطالب 3 آلاف ليرة شهرياً، ولم أتفق مع سيارة بعد فأبنائي يعتمدون على السرفيس حالياً، لكن بعد هذا الارتفاع بالمحروقات مؤكد سيرفعون الأجرة الشهرية أيضاً".

أما الإدارة الكردية، فقالت في بيانها إنها وحّدت سعر اللتر الواحد من المازوت في كافة مناطقها، وقررت منحه لكل من عوائل "الشهداء" (قتلى قواتها)، والمدارس، بالمجان. وجاء هذا القرار الذي حمل الرقم/6/ بعد الاجتماع الذي عقده المجلس التنفيذي مع هيئاته يوم الخميس 5 أيلول/ سبتمبر من الشهر الحالي.

ووفق القرار، تم تحديد سعر بيع لتر المازوت بـ 75 ليرة سورية فقط، واستثنت الأفران، حيث يتم التوزيع عليها بالسعر المدعوم 55 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق