الكلية بـ 3 ملايين ليرة.. سوريون يعرضون أعضائهم للبيع


أهو الجنون الذي يفضي إلى هذه الصرخات المجنونة الحائرة بعد أن أصبحت الحياة عالة على كثير من السوريين فباتوا لا يتورعون عن بيع أعضائهم وعرضها لمن يحتاج مقابل مال يعينهم على الحياة أو السفر؟، أم أنه اليأس من تبدل الأحوال وقلة الحيلة؟!

كلية لفك مخطوف

صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية نشرت تحقيقاً عن بعض حالات بيع الأعضاء البشرية في مدينة السويداء جنوب البلاد والتي تعتبر من الأكثر فقراً، ومنها منشور لسيدة على "فيسبوك" تعرض كليتها للبيع من أجل أن تحصل على المال المطلوب الذي طلبته عصابة خطفت زوجها، حيث تنتشر العصابات في المدينة وتحميها أجهزة أمن النظام.

الصحيفة تحدثت عن انسداد الأفق لدى هؤلاء المواطنين بسبب يأسهم من إيجاد حلول لمشاكلهم لذلك لا يقيمون وزناً للضرر الصحي والقانوني لهكذا إعلانات. وأما المعلومات عن هذه السيدة فهي مُهجّرة من إحدى المحافظات وتسكن في السويداء والعصابة التي خطفت زوجها لم تأبه لحالها وشدة فقرها مما دفعها للإعلان عن بيع إحدى كليتيها.

عيادات سرية

تنتشر في شوارع العاصمة إعلانات صغيرة عن الحاجة لمتبرعين بالكلى، وتتضمن أرقام التواصل مع ذوي المريض، أما ما يجري بعد ذلك فلا أحد يعرفه، ولا جهات رسمية تلاحق ناشري تلك الإعلانات.

"خالد . ر"، من سكان العاصمة، قال لـ "اقتصاد" في اتصال هاتفي: "هناك عيادات ومشافي خاصة كانت تعمل قبل الحرب في إجراء عمليات زرع الكلى بعد أخذها من متبرعين، وبعد الحرب نشطت هذه التجارة بشكل كبير، وأغلب هذه العيادات في مدينة جرمانا ودويلعة، ولي قريب اشترى كلية بمليوني ليرة سنة 2018".

ومن ريف دمشق الغربي، قال الطبيب "ع . ب"، لـ "اقتصاد": "هذه العمليات شديدة الخطورة ويحتاج المريض بعدها إلى نقاهة طويلة سواء المتبرع أو المتبرع له، ولذلك إن تم إجراؤها بطريقة غير علمية قد تؤدي إلى وفاة الشخصين أو أحدهما، فكلاهما في خطر حتى تجاوز النقاهة والتي تستمر لأشهر حيث يوضعان في حجرة معقمة ويمنع اختلاطهما مع غير الكادر الموكل برعايتهما لانعدام مقاومة الجسم لأي مرض معدٍ حتى الرشح".

الفقر أولاً

الحالة الاقتصادية السيئة التي يمر بها السوريون هي السبب الأول الذي يدفعهم إلى بيع أعضائهم للخلاص من حالة البؤس، وبالتالي تبدو الكلية هي الأغلى التي تدر هذا المال، والتبرع بها قد ينقذ مريضاً، ولا يقتل المتبرع الذي يستطيع العيش بكلية واحدة.

الصحيفة المذكورة روت قصة أخرى عن شاب يدعى "أبو كريم" عرض بيع كليته بثلاثة ملايين ليرة، ولكنه اشترط أن يتم التشخيص في مشفى خاص في حال رغب أحد بشرائها.

الأسباب التي دفعته لهذه الخطوة بحسب الصحيفة: "لم يقدم على هذه الخطوة الخطرة على حياته إلا لأمر أكبر من طاقته بكثير، رغم كل الدعم الذي حصل عليه من المغتربين حتى لا يتخلى عن كليته؛ إلا أنه لا يريد أي مساعدة من أحد، وهو عازب وعازف عن أي فكرة للارتباط كونه لا يجد في نفسه القدرة على تأسيس عائلة في ظل هذه الأوضاع المخيفة".

القانون.. ولكن

في العام 2010 صدر المرسوم التشريعي رقم 3 الذي يحظر الاتجار بالأعضاء البشرية، وحدد العقوبة لمن يقدم على بيع عضو من جسمه وذلك وفق المادة 25 منه، بـ "السجن مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد عن تسعة أشهر وغرامة مالية لا تقل عن 25 ألف ولا تزيد عن 75 ألف لكل شخص باع أو عرض للبيع عضواً أو نسيجاً من أعضاء جسمه".

على أرض الواقع، ووفق مصادر في المعارضة السورية، أقدم النظام عبر منظومته الصحية من مشافٍ وسواها على انتزاع أعضاء حيوية من المعتقلين والجرحى وبيعها بالاتفاق مع أجهزة الأمن والعاملين في هذه التجارة. وتوسع سوق هذه التجارة إلى الدول الحليفة للنظام مثل إيران وروسيا.

ترك تعليق

التعليق