في مواجهة "كورونا".. النظام يستنفر، على الطريقة الأوروبية!


توحي التعليمات والأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام عن استعدادات النظام وإجراءاته لمواجهة فيروس "كورونا"، بأنك تتابع أخبار بلد من عالم آخر، لا يشبه هذا النظام الذي قتل وهجر نصف شعبه ودمر المنازل فوق رؤوس ساكنيها. بل تستغرب أحياناً لهذه اللمسات الفنية الإنسانية، التي لم تتخذ حتى في أرقى الدول الأوروبية.

فقد أصدرت وزارة الداخلية بياناً، أعلنت فيه منع الزيارات لمدة شهر للمساجين، كما أعلنت عن مجموعة من الإجراءات التي وصفتها بالاحترازية، لمنع وصول فيروس "كورونا" إلى المساجين، ومنها تعقيم السجون، ومنع احتكاك المساجين القدامي بالمساجين الجدد، إلا بعد انقضاء 14 يوماً على استضافتهم، وهي الفترة التي حددتها أرقى المؤسسات الطبية، للتأكد من سلامة الأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم بفيروس "كورونا"..

وأضافت الوزارة في بيانها، أنها أوقفت جميع الأنشطة الثقافية والفنية والسجون، إلا ما يتعلق منها بالأنشطة الخاصة بالتوعية من فيروس "كورونا" وشرح مخاطره وطرق اكتشافه وتجنب الإصابة به.

كما تحدثت وزارة النقل عن فرض الحجر الصحي الإجباري لمدة 14 يوماً، لكل القادمين من الخارج إلى الأراضي السورية، مهما بلغ عددهم، وهو إجراء لم تستطع أي دولة في العالم تطبيقه إلى اليوم، بما فيها الصين وأوروبا وأمريكا.

ولفتت وزارة النقل إلى أن حملات التعقيم لوسائل النقل العامة سوف تظل مستمرة، وأنها تسعى لفرض عمليات التعقيم الإجباري على وسائل النقل الخاصة، من خلال سن تعليمات جديدة سوف تظهر في الأيام القليلة القادمة.

وعلى صعيد الأسواق، أعلنت الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص، عن سلسلة إجراءات، تهيب بـ "الأخوة التجار" عدم رفع أسعار المعقمات والكمامات، التي تضاعفت أسعارها وفقدت من الأسواق. كما ناشد أمين سر غرفة تجار دمشق محمد حمشو، التجار بعدم رفع أسعار المواد الغذائية، بسبب إقبال الناس على تخزينها، مذكراً إياهم بأن فيروس "كورونا" لا يفرق بين الوزير والغفير، وعليهم بالتالي الرأفة بالناس.

وأصدرت غرفة تجارة دمشق بياناً، طالبت فيه أصحاب المحال التجارية بتعقيم محالهم واتباع التعليمات التي تنشرها وزارة الصحة فيما يتعلق بتجنب الاحتكاك مع الآخرين، واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر بما يخص سلامة السلع التي يبيعونها.

بدورها أعلنت وزارة الصحة عن رفع جاهزية الجهاز الطبي والصحي إلى الحد الأقصى، متحدثة عن تخصيص أماكن للعزل، وأخرى للعناية المركزة، لاستقبال المشتبه بهم، وتقديم كافة أشكال الرعاية والاهتمام بهم.

أما على أرض الواقع ، فقد علق الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بأن هذه الإجراءات الاحترازية غير موجودة سوى على وسائل الإعلام، مشيرين إلى أن الحدود وحركة الطيران مفتوحة لكل من هب ودب، ودون اتخاذ أي إجراء بحقهم.

كما انتقدت إحدى وسائل الإعلام، قرار وزارة النقل بالإفراج عن ركاب الطائرة العراقيين، البالغ عددهم 33 راكباً، دون الحجر عليهم سوى ليوم ونصف، بعد الاشتباه بارتفاع درجة حرارة أحد الركاب لـ 38 درجة.. إلا أن الوزارة ردت أنها قامت بالتحاليل اللازمة واكتشفت أن حالة المصاب سلبية، ما يعني عدم الحاجة لاستمرار الحجر الصحي على الركاب الـ 33.

ترك تعليق

التعليق