شركة هندسية تطلق مشروعاً للتحكم عن بعد بمحطات المياه والطاقة الشمسية في سوريا


أطلقت شركة سورية تعمل في تركيا، مشروع تحكم بمحطات المياه في سوريا. ويهدف المشروع، وهو الأول من نوعه، إلى معرفة الأعطال وكميات المياه المستهلكة وكذلك المياه المعقمة وعدد المستفيدين من المشروع.

وتم ترخيص شركة (إيكو الهندسية) ECHO MÜHENDİSLİK صاحبة المشروع، كشركة هندسية سورية في تركيا، العام الماضي 2019، وجاءت امتداداً لمكتب "صدى للحلول التقنية المتكاملة" في سوريا، الذي أسسه المهندس الكهربائي "صلاح بيبرس" قبل سنوات الحرب، وانتقل بسبب الأوضاع إلى تركيا ومن ثم إلى غانا عام 2013 حيث عمل هناك في صيانة المعامل وتركيب الآلات والأعمال الكهربائية بشكل عام، وبقي لثلاث سنوات ونصف ليعود عام 2018 إلى تركيا، ويؤسس شركة متخصصة بتقديم الحلول للمشاكل التي تعاني منها المنظمات وتنفيذ المشاريع في الداخل السوري على مختلف الأصعدة والمجالات الصناعية والزراعية ومنها موضوع الإحصائيات والبيانات في محطات المياه.


وأشار المهندس المتحدّر من مدينة دير الزور، في حديث لـ "اقتصاد"، إلى أن اهتمام شركته منصب على تقديم الدعم لأي منظمة أو جهة داعمة تريد إنشاء محطة مياه في أي منطقة ما في الداخل السوري وتواجهها مشكلة في نقص المعلومات عن مدى إنتاج هذه المحطة واحتياجاتها وعدد المستفيدين منها.

 واعتادت هذه الجهات-كما يقول- على الطريقة البدائية في تسجيل كمية إنتاج المياه المكلورة أو غير المكلورة مثلاً بالمتر المكعب، وعدد المستفيدين، وكلها أرقام محسوبة بشكل غير دقيق، ومن هنا -كما يصف- جاءت فكرة إيجاد حل هندسي لأتمتة هذا الموضوع.

 وكشف بيبرس أنه تلقى دعماً مادياً ومعنوياً من صديقه"ح .ح" الذي يمتلك خبرة في العمل مع المنظمات الحكومية ومعرفة بقوانين العمل التركي لتنفيذ أعمال داعمة في المياه والطاقة الشمسية، ومن خلال التسهيلات المقدمة من الحكومة التركية بدأا بإنشاء مشروع مراقبة محطات المياه والطاقة الشمسية في الداخل السوري عن بعد.


 وأوضح المصدر أن فكرة المشروع تقوم على التحكم في هذه المحطات بشكل آني ولحظي أثناء تشغيلها، وأينما وجدت من قبل الممولين والداعمين في أي مكان خارج سوريا وتتيح لهم هذه التقنية مراقبة كمية ضخ المياه والتحكم بها ومعرفة عدد المستفيدين من هذه المحطة وكمية استهلاك الديزل فيها.


 وأشار المصدر إلى أن هذا المشروع يعتمد على ربط حساسات يتم تركيبها في الموقع فتقوم بقياس كميات المياه المكلورة وغير المكلورة عن طريق معادلات حسابية، وحساب كمية الديزل التي يتم صرفها لإنتاج هذه الكمية أو تلك من المياه وفق معادلات رياضية ونقل المعلومات إلى صفحة مخصصة على "فيسبوك" -"داش بورد"- تعرض في بث مباشر ( أونلاين) حالة المحطة، ويتم الاحتفاظ بأرشيف يمكن العودة إليه متى شاء المشغل لمعرفة كمية ضخ المياه واستهلاك الديزل، وهذا من شأنه –حسب قوله- المساعدة في تقدير المتطلبات من الديزل أو ما يلزمها من احتياجات أخرى.

ولم يقتصر هذا المشروع على المراقبة والتحكم بمحطات المياه فحسب، بل يشمل مراقبة الطاقة الشمسية أيضاً وفق الآلية ذاتها، وأشار المهندس بيبرس إلى أن هذا المشروع يقوم بعرض حالة ألواح الطاقة الشمسية من خلال البرنامج ذاته، ويتم كشف نواقص الطاقة الشمسية وأعطالها، ومدى الاستفادة من هذه الطاقة وتوفير الديزل من خلال "نظام هجين" يأخذ من الطاقة الشمسية والمولد إذا كانت الطاقة الشمسية غير كافية في غير ساعات الذروة واحتياجات المشغل لعدد الإمبيرات المجانية من الطاقة الشمسية، وحاجته من المولد، وهذا يساعد على تقدير الاحتياجات والإحصائيات.



 ولفت بيبرس إلى أن الشركة أنجزت من خلال هذه التقنية 3 مشاريع وهناك فكرة لإنشاء 9 مشاريع أخرى، مشيراً إلى أن هذه التجربة أثبتت نجاعتها كأحد الحلول اللازمة في المنطقة نظراً لصعوبة تأمين الديزل وأسعاره المرتفعة في المناطق المحررة، وهناك مناطق واسعة في الشمال السوري مناسبة لتركيب ألواح طاقة شمسية وخاصة في مواسم الزراعة.

 وأردف أن المشكلة الأساسية التي تواجه المزارعين هناك وفي سوريا عامة هو مشروع الري وعدم تأمين الري يحول دون زراعة مساحات أكبر واذا اضطر لتركيب مولدات بالقرب من النهر ستكون الكلفة عالية.


وأضاف محدثنا أن فريق عمله أشرف على تنفيذ مشروع طاقة شمسية بالتعاون مع مؤسسة "نماء" أحد مشاريع هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية "حيث تم تركيب شبكة ري لمسافة 1650 متراً طولياً يتفرع منها من الجانبين حوالي 10 فروع لتغذية الأراضي الزراعية، وتم تركيب مضخة لسحب المياه من النهر وضخها في الأراضي المجاورة باستطاعة يومية تقدر بـ 600 دونم بشكل مجاني للمزارعين ودون الحاجة لأي مصدر كهربائي، كما أشرفت الشركة على مشروع مماثل في منطقة الكسيبية".


وبدوره، أشار مصدر فضل عدم ذكر اسمه في مشروع نماء بجرابلس، لـ"اقتصاد"، أن المشروع يتمثل في ضخ مياه من خلال الطاقة الشمسية للأراضي الزراعية حيث تم استكمال كافة الأعمال الرئيسية للمشروع –كما يقول- كتركيب الألواح والمضخة وشبكة الري.


 وأوضح المصدر أن المشروع عبارة عن قسمين رئيسين، قسم الطاقة وإنتاج الاستطاعة (الألواح المستخدمة) وهي من نوع "مونو كريستال" استطاعة اللوح الواحد منها 380 واط وعددها 75 لوحاً.

 واستدرك المصدر أن مرحلة الضخ التجريبي التي ستكون لـ 3 أيام من خلالها سيتم اكتشاف أي أخطاء محتملة في المشروع أو فيما إذا كانت منظومة الطاقة غير كافية لإيصال المياه إلى مسافة 1650 متراً.

ترك تعليق

التعليق