في سوريا.. حينما تصبح الحلاقة ترفاً
- بواسطة ناصر علي - خاص - اقتصاد --
- 16 تموز 2020 --
- 0 تعليقات
باتت كل المهن في خطر بعد أن انهارت الليرة السورية، وباتت مقوماتها متهالكة في ضوء تردي أوضاع الأطراف المتشاركة فيها سواء أكانت صاحب مهنة أو زبون أو أدوات عمل، أو حتى العلاقة مع حكومة النظام التي تلعب فقط، دور الجابي اللص.
الحلاقة إحدى المهن المتضررة من تصدع هذه العلاقات، فالزبون بات يشتكي من كون حلاقة رأسه أصبحت تتطلب حساباً، فكيف برب الأسرة الذي لديه 4 أطفال يريدون شعراً جميلاً و"قصّة شعر" حديثة، هذا يعني أن كارثة قادمة ستحل بمرتبه وخصوصاً على أبواب المناسبات ومنها عيد الأضحى القريب.
أجور طبقية
بين الريف والمدينة اختلافات كبيرة في أجور الحلاقين، وحتى في المدينة تجد الفارق هذا بين حي وآخر، وكذلك تحكم كفاءة الحلاق وديكور الصالون في تقدير الأجرة ونوعية الزبون، وهكذا تجد أن حلاقة الرأس في المزة على سبيل المثال تكلف 5000 ليرة، وحلاقة الذقن بين 1500-2000 ليرة، ولكنها في الدحاديل وبيادر نادر وهي من الأحياء الفقيرة، تكلف حلاقة الرأس للشخص الكبير 1000 ليرة و500 ليرة للأطفال.
أما في الريف الغربي لدمشق فيقول سالم لـ "اقتصاد": "في مناطق الريف الغربي الحلاقة ما بين 1500- 3000 ليرة، وبعض الصالونات المتخصصة بقصات معاصرة تصل التكلفة ما بين 4000- 5000 ليرة".
حلول شعبية
المواطن الذي أعيته الحيلة بين أن يأكل ويشرب ويدخن ويمرض بات عليه أن يجترح حلولاً بين الكوميديا والمأساة، ولذلك ستسمع من البعض حلولاً خيالية لو كان مصيره أن يتحول إلى رجل كهف كما يقول إبراهيم لـ "اقتصاد": "خليها موديل جديد.. بلا حلاقة أحسن وأنت ترى بعض الشباب يتمنى أن يكون شعره طويلاً وأنا منذ خمسة أشهر لم أحلق شعري وربطته من الخلف والجميع يقول لي.. جميل".
على النقيض تماماً يرى قاسم المسألة أن الحلاقة بالشفرة هي الحل: "شفرة واحدة تكفيك لإزالة كل هذا الشعر الطويل مرة واحدة كل شهرين ولا تدع حلاق يفرض عليك سعره".
حلاقة البيت هي الحل الذي تراه إحدى السيدات ممن تحدثن لـ "اقتصاد": "أقوم بنفسي بقص شعر أبنائي الصغار خصوصاً خلال هذه السنة كان هناك حجر طويل بالمنزل والآن نحن في عطلة، وحتى شعر زوجي أقوم بتخفيفه من الخلف والأطراف والسوالف".
الحلاقون يشكون أيضاً
المشكلة ليست عند الزبون وحده بل الطرف الآخر في المعادلة (الحلاق) يشكو من غلاء المواد الأولية كالزيوت ومعاجين الحلاقة والشفرات والمقصات وبقية اللوازم، وفي نفس الوقت قلّة الزبائن وتململهم من الأجرة، وضرائب المالية المرتفعة.
في هذا الصدد نشرت صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية حول شكوى الحلاقين الذين رأوا أن لا يد لهم في غلاء أجرة الحلاقة فهم ضحايا الوضع الاقتصادي المزري، وعلق أحد الحلاقين حول صعوبات هذه المهنة صحياً ومالياً: "الحلاقة مهنة شاقة تؤثر على السلسلة الفقريه من اعلى الرقبة الى العجز يعني موبس هرش عدة كمان هرش بدن".
وشرح آخر ما يدفعه الحلاق شهرياً من مصاريف لمحله: "اجرة الصالون ١٥٠ الف وكهربا ومياه وماليه وبلديه هاد مالو حساب علبة الشفرات ١٠٬٠٠٠ يلي مو مصدق يشتري ماكينة ومقص اوتوماتيك ويحلق لحالو".
كما كل المهن يصعب العمل في بلاد على حافة الجوع والانهيار، فالكل يشكو الظلم والابتزاز وصعوبة الحياة، وكل هذا في خانة النظام وحكوماته التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه.
الحلاقة إحدى المهن المتضررة من تصدع هذه العلاقات، فالزبون بات يشتكي من كون حلاقة رأسه أصبحت تتطلب حساباً، فكيف برب الأسرة الذي لديه 4 أطفال يريدون شعراً جميلاً و"قصّة شعر" حديثة، هذا يعني أن كارثة قادمة ستحل بمرتبه وخصوصاً على أبواب المناسبات ومنها عيد الأضحى القريب.
أجور طبقية
بين الريف والمدينة اختلافات كبيرة في أجور الحلاقين، وحتى في المدينة تجد الفارق هذا بين حي وآخر، وكذلك تحكم كفاءة الحلاق وديكور الصالون في تقدير الأجرة ونوعية الزبون، وهكذا تجد أن حلاقة الرأس في المزة على سبيل المثال تكلف 5000 ليرة، وحلاقة الذقن بين 1500-2000 ليرة، ولكنها في الدحاديل وبيادر نادر وهي من الأحياء الفقيرة، تكلف حلاقة الرأس للشخص الكبير 1000 ليرة و500 ليرة للأطفال.
أما في الريف الغربي لدمشق فيقول سالم لـ "اقتصاد": "في مناطق الريف الغربي الحلاقة ما بين 1500- 3000 ليرة، وبعض الصالونات المتخصصة بقصات معاصرة تصل التكلفة ما بين 4000- 5000 ليرة".
حلول شعبية
المواطن الذي أعيته الحيلة بين أن يأكل ويشرب ويدخن ويمرض بات عليه أن يجترح حلولاً بين الكوميديا والمأساة، ولذلك ستسمع من البعض حلولاً خيالية لو كان مصيره أن يتحول إلى رجل كهف كما يقول إبراهيم لـ "اقتصاد": "خليها موديل جديد.. بلا حلاقة أحسن وأنت ترى بعض الشباب يتمنى أن يكون شعره طويلاً وأنا منذ خمسة أشهر لم أحلق شعري وربطته من الخلف والجميع يقول لي.. جميل".
على النقيض تماماً يرى قاسم المسألة أن الحلاقة بالشفرة هي الحل: "شفرة واحدة تكفيك لإزالة كل هذا الشعر الطويل مرة واحدة كل شهرين ولا تدع حلاق يفرض عليك سعره".
حلاقة البيت هي الحل الذي تراه إحدى السيدات ممن تحدثن لـ "اقتصاد": "أقوم بنفسي بقص شعر أبنائي الصغار خصوصاً خلال هذه السنة كان هناك حجر طويل بالمنزل والآن نحن في عطلة، وحتى شعر زوجي أقوم بتخفيفه من الخلف والأطراف والسوالف".
الحلاقون يشكون أيضاً
المشكلة ليست عند الزبون وحده بل الطرف الآخر في المعادلة (الحلاق) يشكو من غلاء المواد الأولية كالزيوت ومعاجين الحلاقة والشفرات والمقصات وبقية اللوازم، وفي نفس الوقت قلّة الزبائن وتململهم من الأجرة، وضرائب المالية المرتفعة.
في هذا الصدد نشرت صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية حول شكوى الحلاقين الذين رأوا أن لا يد لهم في غلاء أجرة الحلاقة فهم ضحايا الوضع الاقتصادي المزري، وعلق أحد الحلاقين حول صعوبات هذه المهنة صحياً ومالياً: "الحلاقة مهنة شاقة تؤثر على السلسلة الفقريه من اعلى الرقبة الى العجز يعني موبس هرش عدة كمان هرش بدن".
وشرح آخر ما يدفعه الحلاق شهرياً من مصاريف لمحله: "اجرة الصالون ١٥٠ الف وكهربا ومياه وماليه وبلديه هاد مالو حساب علبة الشفرات ١٠٬٠٠٠ يلي مو مصدق يشتري ماكينة ومقص اوتوماتيك ويحلق لحالو".
كما كل المهن يصعب العمل في بلاد على حافة الجوع والانهيار، فالكل يشكو الظلم والابتزاز وصعوبة الحياة، وكل هذا في خانة النظام وحكوماته التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه.
التعليق