محمد مخلوف يلقى حتفه بفيروس "كورونا"


لقي محمد مخلوف خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حتفه يوم السبت في دمشق، بوباء كورونا، عن عمر 88 عاماً، وذلك بحسب ما أكدت العديد من المصادر الإعلامية الروسية، ومنها قناة روسيا اليوم.

وذكرت القناة أن أسرة مخلوف نعت عميدها محمد، وهو والد رجل الأعمال رامي مخلوف، الذي كان قبل أشهر، أقوى وأبرز رجل أعمال في سوريا، قبل أن يدب الخلاف بينه وبين بشار الأسد.

ومحمد مخلوف هو أحد أعمدة النهب والسرقة في نظام الأسد الأب، عندما تولى على مدى أكثر من عقد، منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، رئاسة المؤسسة العامة للتبغ، واحتكر لوحده وكالات الماركات العالمية، محققاً منها أرباحاً طائلة، من أموال الدولة التي ذهبت جميعها إلى جيبه.

ثم عينه حافظ الأسد مديراً للمصرف العقاري، الذي حوله مخلوف إلى مؤسسة لجني الأتاوات من المقترضين، مقابل تقديم تسهيلات لهم، حيث أشار الكثير من المتابعين في تلك الفترة، أن محمد مخلوف كان يتقاضى نحو 30 بالمئة من حجم كل قرض كان يمنحه بطرق ملتوية، للمقترضين الكبار.

وبعد موت باسل، ابن حافظ الأسد، في العام 1994، تقول الروايات إن محمد مخلوف لعب دوراً كبيراً، في هندسة الاقتصاد السوري، لكي يغدو على مقاس أولاده من بعده، ومنهم رامي، الذي بدأ ظهوره في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، كرجل أعمال بدأ باستثمارات كبيرة في الدولة، وعبر قروض من المصارف الحكومية.

ويعتقد الكثير من المراقبين، أن محمد مخلوف لعب كذلك دوراً في إدارة الحكم في سوريا، وهندسته، لبشار الأسد، بعد موت صهره حافظ الأسد، حيث انتقل بعد العام 2000، إلى مكتب تسويق النفط، بعد أن كان يستولي عليه مقربون من عائلة الأسد والقصر الجمهوري، فاستحوذ مخلوف الأب، على أغلب عقود الشركات الأجنبية، المستثمرة للنفط في سوريا، محققاً منها كذلك أموالاً طائلة لحسابه الشخصي.

كما أن عقود بيع وشراء النفط كانت تمر كلها عبر محمد مخلوف، وهذا بحسب ما أكده الكثير من المقربين من النظام، ومنهم رجل الأعمال فراس طلاس، الذي روى حادثة عن عزم ماهر الأسد الاستحواذ على بعض عقود النفط مع إحدى الشركات الأجنبية، إلا أن بشار الأسد رفض، وأصر على أن تبقى مسألة النفط بيد خاله محمد مخلوف.

ومنذ نحو عام دخل بشار الأسد في مواجهة مع ابن خاله رامي مخلوف، جرده خلالها من أغلب استثماراته وأعماله في سوريا، في وقت انتقل فيه محمد مخلوف للعيش في روسيا، منذ العام 2016، وهو الأمر الذي أكده أكثر من مصدر مقرب من النظام.

إلا أن موت محمد مخلوف في دمشق، كما تم نقل الخبر، قد يشير إلى أنه عاد إلى سوريا للوساطة بين ابن أخته وابنه رامي، بعد أن تفاقمت الأمور بينهما إلى حد المواجهة الإعلامية ونشر الغسيل الوسخ، بالإشارة إلى منشورات وفيديوهات رامي مخلوف.. وهو الأمر الذي لم تشر إليه أي من المصادر المقربة، لكنها فرضية قائمة، وخصوصاً بعد منح إياد مخلوف حق استثمار الأسواق الحرة، التي تم سحبها من شقيقه رامي.. ما يعني بأن صفقة تم تنسيقها في هذا المجال عبر محمد مخلوف.

أخيراً، إن موت محمد مخلوف يجب أن لا يتبعه طوي صفتحه الوسخة في نهب خيرات الاقتصاد السوري، بل يجب أن تسلط الأضواء على تلك الفترة وفضحها، إلى أن تتاح الفرصة لتقديم كل السارقين والفاسدين للعدالة، وإرجاع ما نهبوه إلى الشعب السوري.

ترك تعليق

التعليق