أنباء عن تأجيل مؤتمر اللاجئين بدمشق.. المساعي الروسية تفشل مجدداً


رجحت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر روسية، أن يتم تأجيل عقد المؤتمر "الدولي" لعودة اللاجئين، وأن يتم تغيير مكان انعقاده من دمشق، وذلك بعد رفض الأطراف الدولية المشاركة فيه.

ويبدو أن مخططات موسكو لجرّ الأطراف الأوروبية - أو بعضها- إلى المشاركة في المؤتمر، وتعويلها على حجم الضغط الذي يشكله ملف اللجوء على عدد من حكومات الدول الأوروبية، قد فشلت، واصطدمت بتحديات كبيرة، أهمها رفض الأطراف الأوروبية إرسال وفودها إلى دمشق.

وهو ما عبّر عنه، حديث وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، عندما انتقد الدور الغربي في وضع شروط واختلاق حجج واهية لعرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، حسب وصفه.

وأضاف المعلم، أثناء اجتماعه بالمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير يبدرسون، في دمشق، الأحد، أن الأطراف الغربية تقوم بتسييس هذا الملف الإنساني البحت واستخدامه كورقة في تنفيذ أجنداتهم السياسية.

والجمعة، كانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أكدت أن "السلطات السورية ستعقد مؤتمراً دولياً للترويج لعودة اللاجئين، تشارك في تنظيمه روسيا، في دمشق في 11 و12 تشرين الثاني القادم"، معربةً عن أملها في "أن يساهم المجتمع الدولي في حل هذه القضية الإنسانية".

استغلال قضية اللاجئين

وفي هذا الصدد، اتهم الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي بمركز "جنيف للأبحاث"، ناصر زهير، النظام السوري وروسيا باستغلال التذمر السائد شعبياً في الدول الإقليمية والدولية المستضيفة للاجئين.

وأضاف لـ"اقتصاد"، أن روسيا تحاول تصدير الصورة بأن سوريا باتت بيئة آمنة لعودة اللاجئين، وذلك للمساومة على هذه الورقة.

وقال زهير: "تعمل روسيا على إقناع الأطراف الأوروبية بالدرجة الأولى، بأن إمكانية إعادة اللاجئين إلى سوريا باتت ممكنة، وذلك مقابل دفع أموال لبدء مرحلة إعادة الإعمار، وكذلك لتنفيذ برامج إنمائية لخلق بيئة آمنة".

الموقف الأوروبي واضح

وحسب الباحث، فإن كل ما تتطلع روسيا إليه، لن يحدث، وقال: "الموقف الأوروبي واضح، حيث ترى الدول الأوروبية أن من المستحيل إعادة اللاجئين دون تحقيق الانتقال السياسي أولاً".

ومتفقاً مع زهير، رجح رئيس "مجموعة عمل اقتصاد سوريا"، الدكتور أسامة القاضي، فشل المساعي الروسية في عقد هذا المؤتمر، وقال لـ"اقتصاد": "سيغيب الحضور الرسمي الأوروبي عن المؤتمر"، عازياً ذلك إلى الخلافات بين الدول الأوروبية وبين الثلاثي الضامن (تركيا، روسيا، إيران) لمسار "أستانة".

وقال: "رغم عدم اتفاق ثلاثي أستانة على عقد المؤتمر، فإن معاداة قسم من الدول الأوروبية لروسيا، وآخر لتركيا، وآخر لإيران، سيقلل من اهتمامها بهذا المؤتمر، إلى جانب عدم دعم الولايات المتحدة له".

شروط قبل بحث عودة اللاجئين

وتمنى القاضي، أن يعود اللاجئون السوريون إلى ديارهم، مشدداً على أن الحديث عن أي عودة للاجئين يجب أن يكون مسبوقاً بضمانات وشروط.

وقال: "كسوريين نتمنى العودة، لكن شريطة أن تكون العودة آمنة، إلى جانب تعويض من روسيا عن الضرر، لأنها ساهمت في تدمير البنية التحتية للبلاد".

وتساءل القاضي: "هل روسيا التي دمرت سوريا، تريد فعلاً إعادة السكان؟". وأنهى بقوله: "ما زال من المبكر الحديث عن عودة اللاجئين، طالما أن الحل السياسي لا زال معطلاً، في ظل عدم وجود توافق أمريكي- روسي، حتى الآن، على الشكل النهائي للحل".

وحسب أرقام أوردها تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حزيران الماضي، فإن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى نحو 6.6 مليون لاجئ موزعين في 126 دولة، وبهذا العدد يشكلون نسبة 8.25 في المئة من نسبة اللاجئين عالمياً.

ترك تعليق

التعليق