شركات بالشرق الأوسط وأفريقيا تقول إن الإمارات أوقفت تأشيرات


 أشارت شركات سياحة في دول بشتى أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أن دولة الإمارات أوقفت مؤقتا إصدار تأشيرات جديدة لمواطنيها، وهو حظر غير مبرر حتى الآن مفروض على زائرين وسط جائحة فيروس كورونا وبعد اتفاق التطبيع الذي أبرمته الإمارات مع إسرائيل مؤخرا.

انتشر الارتباك بشأن حظر التأشيرات من جانب الإمارات والذي يستهدف 11 دولة ذات أغلبية مسلمة، بالإضافة إلى لبنان وكينيا، بعد ظهور وثيقة مسربة من المنطقة الحرة بمطار دبي المملوك للدولة هذا الأسبوع تعلن فرض قيود على مجموعة من الجنسيات.

لم تعترف السلطات الإماراتية بتعليق إصدار التأشيرات الذي يأتي مع ترحيب الإمارات بالسائحين الإسرائيليين لأول مرة في التاريخ، وفي خضم انتشار جائحة فيروس كورونا بجميع أنحاء المنطقة، وفي صفوف أولئك الذين يبحثون عن عمل في الاتحاد المكون من سبع إمارات والذين يتجاوزون بشكل متزايد مدد تأشيراتهم السياحية وسط سلسلة من إغلاقات الأعمال التجارية وتسريحات العمال.

نقلا عن أمر من سلطات الهجرة في البلاد، أعلنت المذكرة الموجهة إلى الشركات العاملة في المنطقة الحرة بمطار دبي عن توقف مؤقت في إصدار جميع تأشيرات العمل الجديدة، وتأشيرات الزيارة الطويلة والقصيرة الأجل "حتى إشعار آخر" من دول مثل أفغانستان وباكستان وإيران واليمن وسوريا وليبيا والعراق وتونس دون إبداء أسباب. وأضافت أن حاملي التأشيرات بالفعل لن يتأثروا.

استحوذ هذا الكشف على اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي ومنافذ الأخبار في جميع أنحاء العالم، ما يؤكد المكانة العالمية لدولة الإمارات باعتبارها نقطة جذب للعمال الوافدين والزائرين الذين يفوق عددهم عدد السكان المحليين بما يقرب من تسعة إلى واحد في الدولة.

وعندما سألتها أسوشيتد برس عن الأمر، قالت إدارة الهجرة في البلاد إنها "ليست على علم بأي قائمة رسمية للجنسيات التي يتطلب منها تعليق التأشيرة".

وأكدت المنطقة الحرة بمطار دبي صحة الوثيقة لأسوشيتد برس وقالت إنها تنتظر مزيداً من الإيضاحات من المسؤولين.

في غضون ذلك، قالت شركات السفر والسلطات في جميع أنحاء المنطقة إن مواطنيها ممنوعون من دخول الإمارات.

وأضافت شركات سياحة في باكستان أن الإمارات منعت الرجال غير المتزوجين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً من دخول البلاد، على الرغم من أنه ما زال بإمكان أولئك الذين يسافرون مع عائلاتهم الحصول على تأشيرات.

والأسبوع الماضي، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إنها "علمت أن الإمارات أوقفت مؤقتاً إصدار تأشيرات زيارة جديدة" في خطوة "يعتقد أنها مرتبطة بالموجة الثانية من كوفيد – 19".

وكانت شركة "بيستوايز" للسفر الواقعة جنوبي إسلام أباد متشككة. وقال الوكيل جامشيت أغا إنه "مع هذه القيود المحددة للسن والنوع، من الواضح أن هذا لا علاقة له بفيروس كورونا".

وأضاف أنها على الأرجح مرتبطة بدواعي أمنية، أو مخاوف بشأن تجاوز الشباب الذكور فترات إقاماتهم للعثور على وظائف في دبي، وهي مركز مالي للمنطقة. تعتمد دبي على ملايين من العمال الأجانب منخفضي الأجور من دول جنوب شرق آسيا.

وزعمت عدة شركات سفر أيضا في أنحاء أفغانستان توقف الإمارات عن إصدار تأشيرات للمواطنين، دون تقديم أي تفسير.

في كينيا، انتشرت تكهنات بأن البلاد وضعت على القائمة السوداء للإمارات بسبب نزاع حول شهادات مزورة لنتائج سلبية لفحوص كورونا استخدمت للسفر إلى الإمارات، ما أسفر عن اعتقال 21 شخصا الخميس.

وقالت أربع شركات سفر في العاصمة نيروبي إنها تسعى إلى الحصول على توضيح من السلطات الإماراتية بعد رفض عشرات التأشيرات السياحية.

وقالت واحدة من الشركات، وهي "ترافيل شور أفريقيا"، إن 40 من عملائها المتجهين إلى دبي منعوا من استقلال رحلاتهم في اللحظة الأخيرة الخميس.

وأكدت شركتا سفر في لبنان، الذي أرسل عددا كبيرا من العمال المهرة للإمارات فيما انهار الاقتصاد فيه، تعليق طلبات التأشيرات حاليا إلا لأولئك الذين يحملون جوازات سفر أجنبية أو إقامة في دولة ثالثة. وتوقفت الشركتان عن إصدار تأشيرات حتى تتلقيا تعليمات واضحة.

وعانى وكلاء السفر في دمشق خلال الأسبوعين الماضيين لفهم سبب إزالة سوريا من قائمة الدول المؤهلة لطلب التأشيرات عبر الإنترنت. وافترض أحد وكلاء السفر أن الخطوة نتيجة لخطأ تقني حتى علم من آخر أن السلطات منعت أيضا إصدار تأشيرات للسوريين.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن العراق لم يبلغ رسميا بحظر السفر الإماراتي لمواطنيه، لكن البلاد علمت بالقائمة السوداء المزعومة وتتابع من خلال القنوات الدبلوماسية.

وقال موظف بشركة الطيران الاقتصادي "فلاي دبي" في بغداد إن الشركة تقبل طلبات تأشيرة أقل بكثير، في انتظار تعليمات متوقعة الأسبوع المقبل.

وأوضح سعيد محمد، وكيل في شركة "أرابيان نايتس تورز" في دبي أنه عادة ما يواجه صعوبات في الحصول على تأشيرات دخول الإمارات للمواطنين الإيرانيين والأتراك وأولئك من العاصمة اليمنية بسبب التوترات السياسية المستعرة.

ألقى اتفاق التطبيع الذي أبرمته الإمارات مؤخرا مع إسرائيل والذي يسمح الآن للإسرائيليين بزيارة مدن الإمارات دون تأشيرة، بظلاله على تغير الشرق الأوسط. فقد أصبح زعماء الخليج ينظرون إلى إسرائيل لا كعدو، كما كان الحال في السابق، وإنما كحليف رئيسي في مواجهة التهديدات المشتركة من إيران وجماعة الإخوان المسلمين.

بالرغم من مشكلات التأشيرة العتيدة، قال محمد إنه لم ير معدل 100 بالمائة لرفض التأشيرات خلال الأسبوع الماضي، إذ ترفض تأشيرات نحو 12 زائرا كل يوم من اليمن وإيران وتركيا وأفغانستان ودول أخرى.

وقال "نستطيع فقط افتراض أن هناك تغيرا ما في القانون، لكن في الحقيقة، لا أحد يعلم".

وكتب محمد حسيني، القائم بأعمال السفير الإيراني لدى الإمارات، على تويتر الخميس قائلا إنه يتابع مع وزارة الخارجية الإماراتية بعد سماعه عن حظر تأشيرات يشمل 13 دولة "مؤقتا وحتى إشعار آخر".

وذكر وكيل سفر في طهران أن الإيرانيين لم يحصلوا على تأشيرات لدخول الإمارات منذ بداية أغسطس/ آب.

وقالت وكيلة سفر أخرى في إسطنبول إنها ليست متفاجئة على الإطلاق من الحظر، خاصة مع زيادة توجه الإمارات لرفض تأشيرات تركية خلال الشهور القليلة الماضية، نتيجة لعداوة سياسية لا لفيروس كورونا، وفقا لها.

ترك تعليق

التعليق