بشار الأسد.. لغو وتنظير اقتصادي


بعد غيابه لأكثر من ثلاثة أسابيع جراء إصابته بفيروس كورونا، اختار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أن تكون عودته من خلال ترؤس جلسة لمجلس الوزراء، احتل الشق الاقتصادي الحيز الأكبر منها، وخصوصاً الشق المتعلق بانهيار سعر صرف الليرة السورية، وارتفاع الأسعار.

وتميز كلام بشار الأسد باللف والدوران على الموضوع الذي يتناوله، مستخدماً صيغاً غير مفهومة، كقوله في معرض حديثه عن التشريعات والقوانين التي صدرت مؤخراً: "لا يوجد شيء مستحيل وأنه إذا لم نكن قادرين على حل كل المشاكل فإننا نستطيع أن نحل جزءاً من المشاكل.. وعندما لا نستطيع اليوم أن نحل مشكلة معينة نستطيع أن نحل مشاكل أخرى تخفف عن المواطن".

وقوله كذلك وهو يتحدث عن سعر الصرف "من الخطأ في مثل هذه الحالة.. أو هذا النوع من المعارك أن يعتقد الناس أن هذا الموضوع هو موضوع إجرائي.. إذ أن الموضوع أوسع.. حيث هناك مضاربون ومستفيدون.. وهناك معركة تقاد من الخارج".

وفي متابعة لموضوع انهيار سعر صرف الليرة السورية، حمّل بشار الأسد المسؤولية للأعداء دون أن يسمهم، لكنه قال إن "أدوات الأعداء في هذه المعركة واضحة بالنسبة لنا.. ومن خلال وضوحها ومعرفة الآليات التي استخدمت قمنا نحن باستخدام آليات معاكسة.. وقد أثبتت هذه المعارك التي خضناها أن سعر الصرف في سورية الجزء الأكبر منه هو حرب نفسية.. مثل أي حرب تماماً"، مشيراً إلى أن "سعر الصرف لا يقل أهمية عن المعركة العسكرية لاستقرار البلد.. مثله مثل الحرب.. مثل الأمن الغذائي.. مثل الكثير من العوامل الأخرى.. يجب أن يتم التعامل معها كمعركة".

وعن مشكلة ارتفاع الأسعار قال رئيس النظام السوري "إن ارتفاع سعر الصرف صباحاً لا يبرر ارتفاع الأسعار مساء.. هذه نقطة أساسية لا يمكن تبريرها ولا يمكن القبول بها.. وهذه اللصوصية يجب التعامل معها بشكل حازم.. ولا بد أن تتدخل وزارة التجارة الداخلية بقوة وأن تسرع في إصدار قانون جديد يتضمن عقوبات رادعة".

وتضمن كلام بشار الأسد الكثير من اللغو والتنظير، فيما يتعلق بمسؤولية الوزير والمسؤول الحكومي، بالإضافة إلى حديثه عن الفساد والفوضى، الإنتاج وتوزيع الموارد، وضرورة أن تدعم المحافظة التي تنتج المحافظة الأخرى التي لا تنتج، معتبراً أن دورة عجلة الإنتاج مرتبطة بحسن استخدام هذه الموارد.

واعتبر الكثير من المراقبين أن كلام بشار الأسد كان عاماً ومخيباً للآمال أو بصورة أدق لم يكن لديه ما يقوله، وهو على الأغلب أراد منه إعلان شفائه من فيروس كورونا وعودته إلى مهامه، لا أكثر ولا أقل.

ترك تعليق

التعليق