خبراء يكشفون زيف مساعي النظام في التحول للطاقة البديلة


أثارت التحركات التي يقوم بها رئيس وزراء النظام، حسين عرنوس، بلقاء الفعاليات الاقتصادية وحثهم على إقامة مشاريع توليد الكهرباء من الطاقات البديلة، وذلك في أعقاب خطاب بشار الأسد بمناسبة ما يسمى بالقسم الدستوري، أثارت هذه التحركات حفيظة العديد من الخبراء والمطلعين على آلية عمل الطاقات البديلة في توليد الكهرباء، إذ كشفوا بأن الدول عادة ما تستعين بها لترميم احتياجات توليد الكهرباء وبنسب بسيطة، وليس للاعتماد عليها بشكل كامل، كما هو مقترح في سوريا..!

وكتب رجل الأعمال الموالي للنظام، فيصل العطري، والمقيم في الصين، واصفاً هذا الحديث المحموم عن التحول للطاقة البديلة، بأنه يفتقد للخبرة، ويعجز عن الإجابة على أبسط الأسئلة فيما يتعلق بمسألة إنتاج الكهرباء.

وتساءل العطري في منشور كتبه على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "من أين نحصل على الطاقة بعد غياب الشمس أو في الأيام الغائمة..؟".

وأضاف أن "محاولة تغذية بلد بأكملها بالطاقة عن طريق الألواح أشبه بنقل ماء البحر بجردل، فهذه التقنية مفيدة كدعم للشبكة ولكن لا يمكنها أن تكون هي المصدر".

واقترح العطري نمطان من الطاقة يمكن الركون لهما:

"1- طاقة الرياح وهي مصدر هام جداً خاصة أننا في بلد يحوي عدداً مقبولاً من الفتحات الهوائية التي يمكن أن توضع بطريقها مزارع ريحية تولد الطاقة بطريقة منتظمة.
2- استخدام الطاقة الشمسية ولكن بتقنية تركيز الطاقة الشمسية CONCENTRATING SOLAR POWER CSP ولعل أهم ميزات هذه التقنية أنها تؤمن طاقة مستمرة بمختلف الظروف ليلاً ونهاراً وبمختلف ظروف العمل".

وأوضح أن هذه التقنية تتألف من عدد كبير من المرايا المقعرة يتم تركيبها بطريقة معينة وعلى محركات خاصة بحيث تشكل دائرة يوجد بمركزها برج يحوي بأعلاه خزان من الملح يتم تسليط المرايا على هذا الخزان فترتفع حرارته لتصل لـ 800 درجة مئوية حيث تقوم هذه الحرارة بتحريك توربينات بخارية تتصل بمولدات كهربائية، لافتاً إلى أن حرارة الملح المنصهر تبقى مختزنة وهي كافية لاستمرار عمل العنفات البخارية بعد غياب الشمس.

وأضاف أنه يمكن الحصول على هذه التقنية من "الصين التي طورتها وتميزت بها وبالتالي يمكن للحكومة السورية أن تستدرج عروضاً من أحد الشركات الصينية لبناء وتشغيل واستثمار هذه المحطات لمدة 25 سنة لقاء نسبة من الأرباح".
 
ورأى أنه من أبرز الميزات التي يمكن الحصول عليها من خلال تمكين الصين من استثمار مثل هذه المشاريع في سوريا:

"1- كهرباء مستمرة وثابتة تؤمن أحد أهم عوامل بناء الصناعة والسياحة والتجارة.
2- تحويل قطاع الكهرباء من خاسر تدعمه الدولة لرابح تحصل الدولة على جزء من أرباحه وتستعيده بعد فترة زمنية.
3- التخلص من التلوث البيئي الذي تسببه العنفات الحالية والمولدات والبطاريات.
4- الحفاظ على مئات الملايين من الدولارات التي تُهدر سنوياً لاستيراد حلول ترقيعية لا تسمن ولا تغني عن جوع.
5- بيع الفائض من الطاقة إلى بلاد الجوار".

وفي السياق ذاته كشف مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء، تناقلت تصريحاته العديد من وسائل الإعلام التابعة والموالية للنظام، بأن أكثر من 90 بالمئة من الألواح الشمسية الموجودة في الأسواق، لا أحد يعرف مصدر تصنيعها، بالإضافة إلى أنها ذات جودة متدنية، ما يعني بأن التحول لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية لا بد أن يسبقه عقود مع شركات معروفة في العالم من أجل استيراد الألواح الشمسية، أو إقامة مصنع في سوريا لإنتاج هذه الألواح.

كما استطلعت جريدة "قاسيون" الموالية للنظام، في وقت سابق، آراء العديد من الخبراء والمحللين، الذين رأوا بأن الاستفادة من الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء مكلف جداً، ويحتاج إلى عشرات ملايين الدولارات، بعكس ما يروج بعض المسؤولين، وأشاروا كذلك إلى أنها تحتاج إلى مساحات شاسعة من الأراضي، فضلاً عن أعطالها الكثيرة، لذلك هم ينصحون بالاستفادة من طاقة الرياح أكثر، بدلاً من طاقة الشمس.


(الصورة المرفقة لرئيس وزراء النظام، حسين عرنوس)

ترك تعليق

التعليق