"تكتم وعدم إفصاح".. ثلاثة أسئلة على هامش تصدير أول شحنة نفط "سورية" منذ 14 عاماً
- بواسطة اقتصاد --
- 16 ايلول 2025 --
- 0 تعليقات
طرح صحفي سوري متخصص بالشأن الاقتصادي، ثلاثة أسئلة، على خلفية الإعلان الرسمي عن تصدير 600 ألف برميل نفط خام ثقيل من ميناء طرطوس، على متن ناقلة بونانية "نيسوس كريستيانا"، قبل أيام، وذلك بعد توقف لنحو 14 عاماً عن تصدير النفط.
أولى تلك الأسئلة، وفق عدنان عبد الرزاق، هي ما يتعلق بالشركة "المجهولة" التي اشترت أول شحنة صادرات رسمية معلنة. والشركة، "بي سيرف إنرجي"، لم يعرف عنها أي نشاط تجاري سابقاً، سوى ارتباطها الحديث والمفاجئ بشركة بي بي إنرجي النفطية (BB Energy) المعروفة بنشاطها الدولي والقديم، منذ ستينيات القرن الماضي، بهذا القطاع، وعبر مكاتب ومراكز تجارية موزعة على دبي ولندن وسنغافورة وهيوستن بولاية تكساس الأمريكية.
وفي مقاله الذي حمل عنوان: "عن عودة تصدير النفط السوري المحيّر"، في صحيفة "العربي الجديد"، طرح عدنان عبد الرزاق سؤالاً ثانياً، وهو وجهة شحنة صادرات سورية النفطية، إذ لم تشر جميع الأخبار أو تصريحات المسؤولين السوريين إلى البلد المستورد، "ما زاد التكهنات وصعّد من التخمينات، والتي ذهب بعضها إلى أن الشركة المحدثة تأسست خصيصاً لاستيراد النفط السوري، ويكون مكتب "بي بي إنرجي" في دبي DMCC (Gulf) هو من اشترى الشحنة". ويتساءل الكاتب عن سرّ "..هذا التكتم وعدم الإفصاح، سواء حول الشركة المحدثة أو جهة صادرات النفط السوري أو حتى سعر التصدير".
ليكون السؤال الثالث، وفق عبد الرزاق، هو الأهم: "فمن أين جاءت سورية بـ600 ألف برميل نفط خام لتصدرها، وهي، أي الدولة، لا تسيطر سوى على مناطق سقف إنتاجها اليومي 20 ألف برميل. وجلّ مناطق الإنتاج المقدر بنحو 80 ألف برميل، شمال شرقي سورية، لم تزل تسيطر عليها (قسد)". ويطرح الصحفي السوري إشارات استفهام حول سرّ تصدير هذه الشحنة، في الوقت الذي "تتحايل فيه الدولة لتستورد وتؤمن احتياجات الداخل المقدرة بنحو 200 ألف برميل يومياً". معقّباً: "لماذا لم تكرر سورية النفط الخام في مصفاتي حمص وبانياس اللتين عادتا إلى العمل، فتختصر عناء التصدير وتكاليفه وتعيد الأمل والعمل إلى المصفاة والعاملين فيها".
ويدعو الكاتب في خاتمة مقاله إلى "الإفصاح ومكاشفة السوريين بواقع ثرواتهم وعائدات تصديرها"، بوصفه "أولوية قصوى لبناء الثقة قبل بناء البلد وإعماره"، مذكّراً بالعُرف الذي كان سائداً في عهد النظام البائد، يوم كان "النفط، إنتاجاً وتصديراً، من أسرار دولة الأسدين وممنوع على الشعب معرفة مصادر دخل وطنه وموطن إنفاقها".
وخاتماً بتساؤل: "إن لفّت السرية والأسئلة المعلقة أول شحنة تصدير نفط، بعد تحرير سورية، فما هو المتوقع حول قطاع يوصف بأنه كلمة سر الاقتصاد السوري وقوّته؟".

التعليق