مخيم للنازحين الأردنيين في المفرق احتجاجاً على اللجوء السوري
أردنيون: أصبحنا في بلادنا لاجئين
أم أشرف: صاحب البيت طردني ليؤجّر سورياً بمبلغ مرتفع
فوجئ أهالي حي الزهور بمحافظة المفرق الأردنية مساء الثلاثاء الماضي بنصب أكثر من عشر خيام على امتداد الطريق الواصل بين دوار "جرش" ودوار"إيدون" وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة التي دعا إليها ما يُسمى "حراك نشامى المفرق" كنوع من الاحتجاج على إخلاء المؤجّرين لمواطنيهم الأردنيين وإحلال اللاجئين السوريين مكانهم مقابل بدل إجارات عالية مقارنة بما اعتاد على دفعه المواطن الأردني. ويُذكر هنا أن أكثر من 70 قضية إخلاء ضد المستأجرين الأردنيين منظورة أمام القضاء الأردني.
سكان هذا المخيم الذي أطلقوا عليه اسم "مخيم النازحين الأردنيين رقم واحد "علقوا أمام الخيام يافطات تحتج على وجود السوريين مثل "أصبحنا في بلادنا لاجئين " و "لا للعمالة السورية في المفرق و "أنت أردني لا تستطيع أن تجد بيتاً".
جاءت فكرة هذا الاحتجاج الرمزي -بحسب كريم مشاقبة- أحد الداعين إليه بعد تلقي "حراك نشامى المفرق" العديد من الشكاوى من قبل الكثير من الأردنيين الذين يقوم أصحاب البيوت التي يسكنونها برفع أجرتها، وبعضهم طُرد من منزله الذي كان يستأجره بسبب كثرة اللجوء السوري وطمع المؤجرين بالمبلغ الكبير الذي يدفعه هؤلاء اللاجئين، ونتيجة لذلك ارتفعت أجار البيوت إلى أكثر من 300 دينار أحياناً، ما أثّر على السوريين والأردنيين معاً وأصبح تأجير البيوت للسوريين بمثابة استثمار مربح جداً لدرجة أن الأب أصبح يُخرج ابنه والأخ يخرج أخيه من المنزل لإسكان السوريين طمعاً بالأجرة المرتفعة التي يدفعونها -كما حصل فعلاً في العديد من الحالات.
اعتصام مفتوح
سكان هذا المخيم "الطارئ" الذين التقتهم"قتصاد" طالبوا بإيجاد حل لمشكلتهم مع غلاء أجور البيوت من قبل الجهات الرسمية، مهددين بتنفيذ اعتصام مفتوح وإضراب عن الطعام -بحسب مشاقبة– الذي أضاف أن العديد من المسؤولين الأردنيين وبعض أعضاء مجلس البرلمان طلبوا منا فك الاعتصام فقلنا لهم: لا يمكن أن نفك الاعتصام حتى تتحقق مطالبنا وإذا ما تدخلت السلطات الأمنية سنقوم بتنفيذ إضراب عن الطعام والشراب وستتحول مدينة المفرق إلى مدينة خيام في حال استمر الوضع على حاله دون تدخل من الجهات الرسمية.
أحمد العقيلان العموش –أحد منظمي هذا الاحتجاج يرى أن عدم تعامل الجمعيات الخيرية في محافظة المفرق بصورة عادلة مع اللاجىء السوري وذوي الحاجة من الأردنيين خلق حالة من الحساسية وجعل بعض اللاجئين قادرين على دفع ما يطلبه المؤجرون –ويطالب بضرورة ضبط الجمعيات الخيرية التي لا تتوفر المساواة في عملها، وكثرة هذه الجمعيات أتاحت نزعة الطمع لدى السوري والأردني المؤجر على حد سواء وعندما تكون هناك أربع أو خمس هيئات تدفع للسوري، يصبح بإمكان هذا اللاجئ السوري أن يستأجر البيت حتى ولو كان آجاره 300 أو 400 دينار.
هذه الحالة بحسب العموش خلقت نوعاً من الحساسية بين اللاجئ السوري والمواطن الأردني. ولذلك قرر المواطنون المتضررون من الارتفاع الجنوني في آجار البيوت الإقامة في هذه الخيام التي تم شراؤها بسعر 50 ديناراً للخيمة الواحدة من اللاجئين السوريين الذين يحصلون عليها من منظمات الإغاثة ويقومون ببيعها -على حد زعمه-
أردنيون في الشارع
"أم أشرف الشديفات" سيدة أردنية مستأجرة قام صاحب المنزل الذي كانت تسكنه بطردها مع ابنها ولذلك لجأت إلى هذا المخيم: "كنت أدفع لصاحب البيت 100 دينار فجاء لاجىء سوري ودفع له 150 ديناراً فقام صاحب البيت بطردي منه".
وتضيف أم أشرف بلهجة حزينة: "بعت ثياب ابني لأصرف على البيت والآن أصبحت بلا بيت "أما اللاجئة أم محمد خزاعلة وهي موظفة أردنية فتقول "كنت أدفع 70 ديناراً كأجرة للمنزل الذي أسكنه، وقبل حلول الشهر الحالي فوجئت بأنه يريد 100 دينار ولما رفضت هذه الزيادة قام بطردي ولجأت إلى حراك نشامى المفرق الذي قاموا بتأمين خيمة لي ضمن المخيم الذي يأوي عائلات أردنية وجدوا أنفسهم في الشارع مع عدم وجود قوانين صارمة فيما يتعلق بحقوق المستأجرين وقد تفاقمت هذه المشكلة كما تقول أم محمد مع تدفق اللاجئين السوريين إلى محافظة المفرق وطمع بعض المؤجرين الأردنيين.
وتشير الأرقام الإحصائية إلى وجود نحو 80 ألف لاجئ سوري يقطنون في مدينة المفرق التي تقع على بعد 19 كم من الحدود الأردنية السورية.
التعليق