إجراءات أمنية مشددة لشركات النفط الغربية في العراق تحسبا لضرب النظام السوري

الاحتماء بغرفة محصنة من القنابل في مكتب يخضع لإجراءات أمن مشددة في بغداد هو الواقع الجديد الذي يعيشه مسؤول في شركة نفط غربية يدير واحدا من المشروعات النفطية الكبرى في العراق.
وقد أجبره تزايد العنف وتفجيرات السيارات الملغومة على تقييد حركته ويقول خبراء أمنيون إنه الآن تحت مراقبة لصيقة من ميليشيات شيعية قد تهاجم أهدافا غربية إذا هاجمت الولايات المتحدة النظام السوري.

وتتعقب المجموعات الشيعية التي لها صلة وثيقة بإيران زملاء لهذا المسؤول يعملون على بعد 500 كيلومتر في حقول النفط الجنوبية العملاقة التي تقع قرب البصرة وهي مدينة أغلبية سكانها من الشيعة ويقول مسؤولون عراقيون إنه لا ينبغي على المسؤولين في شركات النفط الغربية الاقتراب منها.
وقال مصدر في صناعة النفط "الخطر هو الوجود في مكان غير مناسب في وقت غير مناسب."
وحتى الآن لم تؤثر الاضطرابات في العراق على عمليات شركات النفط العالمية أو تثنيها عن زيادة الإنتاج والارتقاء بالعراق إلى مرتبة ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك. لكن التقدم النفطي لبغداد تعثر بسبب اختناقات في الموانئ وخطوط الأنابيب والجمارك.

وقال المصدر "ستبذل بغداد كل الجهود اللازمة لاحتواء التداعيات لكن إذا فقدنا أحدا فسيكون هناك ضغط كبير للانسحاب .. ونحن لا نريد ذلك."

وهددت ميليشيا شيعية بمهاجمة المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة إذا أقدمت واشنطن على ضرب سوريا الذي يحظى رئيس نظامها بشار الأسد بدعم إيران.
ولا يشعر المديرون الأجانب في شركات مثل بي.بي وإكسون موبيل وإيني وتوتال ورويال داتش شل بالخوف بسهولة لأنهم اعتادوا على العمل في بيئات محفوفة بالمخاطر.

لكن مصادر أمنية عراقية تقول إن شركة إكسون - المعرضة للخطر بشكل خاص لكونها أمريكية - ترفض المجازفة وقد نقلت معظم قوتها العاملة في مشروع غرب القرنة-1 النفطي في جنوب العراق إلى دبي إلى أن تهدأ التوترات.
وقال مصدر في شركة أمنية تعمل في العراق "إكسون لا تجازف مطلقا ... وقد سحبت أغلب العاملين."ورفضت الشركة التعقيب.

وبالرغم من أن احتمال القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري مازال قائما فإن مسؤولين تنفيذيين كبارا يزورون العراق. فقد زار باولو سكاروني الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية بغداد في مطلع الشهر الجاري ومازال مسؤولو الإدارة العليا في مواقعهم في العاصمة العراقية.
وقال دبلوماسي غربي "يراجع الآخرون الإجراءات وخطط الطوارئ لكن لا توجد نية للإجلاء."

ويقول خبراء أمنيون إن من المتوقع أن تأخذ شركات النفط الأجنبية إشارة الانسحاب من البعثات الدبلوماسية. وتقول مصادر في الصناعة إن مئات من المسؤولين الغربيين في شركات النفط يتناوبون زيارة البلاد ومغادرتها وأغلبهم في حقول النفط الجنوبية وقليل منهم في بغداد.

ولم تقرر واشنطن سحب أحد من سفارتها لكنها لا تسمح لمن يقضون عطلتهم السنوية بالعودة. وقد وزعت على الموظفين أقنعة واقية من الغازات.

وقال المصدر الذي يعمل في شركة أمنية "طلبنا من عملائنا اتخاذ إجراءات احترازية إضافية .. الحد من أنشطتهم وعدم استقدام أحد إلى البلاد أو سحبه منها والابتعاد عن الطرق وعمل كل ما في استطاعتهم للحد من الظهور."

ومنذ عام 2010 تقوم شركات نفط عالمية باستغلال الحقول الجنوبية وقد رفعت الإنتاج 600 ألف برميل يوميا إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا.
وقد تعثر التقدم هذا العام بسبب مشكلات في البنية التحتية والجوانب اللوجستية وليس بسبب المسائل الأمنية.

وأنشطة شركات النفط الأمريكية في جنوب العراق صغيرة بالمقارنة مع الشركات الصينية والروسية والبريطانية. وتدير إكسون مشروع غرب القرنة-1 وتمتلك أوكسيدنتال حصة صغيرة في حقل الزبير المجاور الذي تديره إيني.

والمشروعات العملاقة الأخرى في المنطقة الجنوبية الهادئة نسبيا والتي يغلب الشيعة على سكانها هي حقل الرميلة الذي تديره "بي.بي" وهو أكبر حقل منتج في العراق وحقل مجنون الذي تديره "شل" وحقل الحلفاية الذي تديره شركة النفط الوطنية الصينية وحقل غرب القرنة-2 الذي تديره "لوك أويل" الروسية.

لكن محللين أمنيين يقولون إن قرب هذه الحقول من إيران يجعلها معرضة للخطر في حال شن هجمات انتقامية.
ولا يتوقع خبراء الأمن أن يلحق المسلحون ضررا دائما بمنشآت النفط العراقية التي ساهمت في توليد نحو 60 مليار دولار هذا العام.
ويتمتع الأجانب في المواقع الصحراوية النائية في الحقول النفطية شديدة الحراسة بمستوى مرتفع نسبيا من الحماية. وتوجد في معظم هذه المواقع مساحات لها أسطح شديدة الصلابة لمقاومة الهجمات الصاروخية.
غير أن شركة نفط الجنوب العراقية الحكومية التي تشرف على العمليات في المنطقة المحيطة بالبصرة نصحت الموظفين الغربيين في المنطقة بتقييد حركتهم.

وقال المصدر الأمني "سوف يطلقون صواريخ وقذائف مورتر وعدة قنابل ... سيكون أشبه بهجوم رمزي."

ترك تعليق

التعليق