"القامشلي ليست كردية"...جدل بالأرقام والخرائط حول التوزع الديمغرافي في الحسكة (1-2)

80% من سكان الحسكة وريفها أكراد حسب أحزاب وناشطين كُرد
30% نسبة الأكراد في الحسكة وريفها حسب الدراسات المتخصصة
62% نسبة القرى العربية في منطقة القامشلي
26% نسبة القرى ذات الغالبية الكردية في كامل محافظة الحسكة

"القامشلي ليست كردية"....بهذه العبارة عنون أحد الكتّاب، "مهند الكاطع"، مقالاً نُشر مطلع العام الجاري، تعليقاً على دراسة "التوزع السكاني في محافظة الحسكة السورية"، الصادرة عن مكتب دراسات "التجمع الوطني للشباب العربي".
الدراسة التي صدرت منذ أكثر من عام، عاد الجدل حولها اليوم في العديد من المدونات وصفحات المهتمين بالشأن "الكردي السوري" على "فيسبوك"، ربما بسبب تصاعد الحديث عن "مشروع الإدارة المدنية المؤقتة لتسيير مناطق شمال شرقي سوريا وشمالها"، والذي يرفع لواءه بالدرجة الأولى الاتحاد الديمقراطي الكردي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني ذو النزعات الانفصالية، بقيادة صالح مسلم.

وربما يرجع الجدل اليوم حول قضية التوزع الديمغرافي في محافظة الحسكة، إلى الاتفاق الذي عقده الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة، مؤخراً، مع المجلس الوطني الكردي، الذي يضم تجمعاً كبيراً من الأحزاب السياسية الكردية، والذي رفضه الاتحاد الديمقراطي الكردي، رغم التنازلات التي تضمنها الاتفاق من جانب ائتلاف المعارضة، والتي تضمنت تلميحاً لصيغة الفيدرالية، والإقرار بـ "الحقوق القومية للشعب الكردي"، وإسقاط لازمة "العربية" من اسم الدولة السورية.

نظرية "كردية"...
تقوم نظرية معظم الأحزاب الكردية السورية، وفي مقدمتها الاتحاد الديمقراطي الكردي، على مقولة آيدلوجية تُفيد بأن مناطق شمال شرق سوريا، وتحديداً محافظة الحسكة، هي مناطق ذات غالبية كردية، وأنها تُعدّ "غرب كردستان"، الوطن – الحلم للأكراد في كل من سوريا والعراق وتركيا وإيران. ويزعم قادة هذه الأحزاب ومنظّروها أن الأكراد يشكلون أكثر من 80% من سكان تلك المناطق، وأن مدن الجزيرة السورية، وتحديداً مدن وبلدات الحسكة، هي الجزء الغربي من وطنهم القومي "كردستان"، وأن مناطقهم تعرضت للكثير من حالات اغتصاب الأرض وتغيير الديمغرافيا لصالح المكوّن العرقي العربي.
لكن هذه النظرية خضعت للكثير من التفنيد على يدّ باحثين ومختصين، منهم باحثون أكراد، إذ يقول الدكتور "الكردي" عمر ميران، أستاذ شعوب الشرق الأوسط، في هذا الصدد: "إنهم يريدون أن يفهموا العالم بأن الأكراد كانوا أصحاب حضارة وعلم وتراث، وكل هذا غير وارد تاريخياً، وليس له أي إثبات علمي. أنا هنا لا أريد أن أنتقص من شعبي أو من نفسي، ولكن الباحث العلمي يجب أن يتحلى بالصدق والأمانة العلمية الدقيقة".

ويضيف عمر ميران: "لماذا يتم اختيار هذا الاسم "كردستان" علماً أنه يُلغي الوجود الفعلي للكثير من القوميات المتواجدة هناك من الآشوريين واليزيديين والكلدان والعرب والتركمان وغيرهم, فهل هذا هو العدل الذي يعدون به شعوبنا؟".

دراسة التوزع الديمغرافي في الحسكة
في مقابل تأكيدات ناشطين أكراد بالحق التاريخي للكرد في تلك المناطق –الحسكة وريفها-، يعتقد مختصون أن نسبة الأكراد في شمال شرق سوريا لا تتجاوز 30%.

وفي سلسلة متتابعة حول التركيبة الديموغرافية لسكان مدن وقرى محافظة الحسكة، قام مجموعة من الناشطين المستقلين الذين يعملون في إطار قوى معارضة تحمل اسم "التجمع الوطني للشباب العربي"، ناشطة بالذات في الجزيرة السورية، بإجراء دراسة تبّين زيف إدعاء أن مدن الجزيرة السورية الفُراتية تحمل صبغة قومية أحادية أو أنها ذات غالبية كردية، وقاموا بإيضاح تفصيل ذلك، وبالأرقام والأسماء والخرائط، كيف أن معظم المدن السورية تحوي خليطاً من مختلف ألوان الطيف السوري، بحيث يصعب الجزم بغلبة عنصر على آخر.

الدراسة المذكورة حملت عنوان "دراسة هامة حول التوزع السكاني في محافظة الحسكة السورية"، وخضعت للكثير من التعديلات بناء على ملاحظات وتنبيهات متابعين، حيث قام مكتب الدراسات التابع لـ"التجمع الوطني للشباب العربي" بإعادة النظر في تلك الملاحظات وتصحيح بعض الأخطاء، خاصة لجهة لحظ المكون الآشوري والسرياني في مناطق الحسكة.
توضح الدراسة أن محافظة الحسكة مقسمة إدارياً إلى أربع مناطق، هي بالترتيب من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي: منطقة المالكية، القامشلي، رأس العين، الحسكة.
قام معدّو الدراسة بالبحث في التنوع القومي الموجود في المحافظة، وبحسب كل منطقة، وبينّوا كيفية التوزع القومي في قرى المحافظة، والذي ينعكس على المدن، التي أُنشئ معظمها أيام الانتداب الفرنسي على سوريا.

تفاصيل الدراسة

"توزع القرى في منطقة المالكية
يتبع للمالكية إدارياً ناحيتان مهمتان هما ناحية اليعربية وناحية الجوادية وبلدة رميلان، يبلغ عدد القرى التابعة لمنطقة المالكية (ديريك) 294 قرية موزعة كالآتي:

115 قرية كردية في منطقة المالكية نسبتها 39.11 %
148 قرية عربية في منطقة المالكية نسبتها 50.34%
16 قرية سريانية آشورية نسبتها 5.44 %
14 قرية مختلطة بين المكونات (عربي +أكراد) نسبتها 4.76 %
1 قرية مختلطة بين المكونات (سرياني +أكراد) نسبتها 0.34 %

توزع القرى في منطقة القامشلي
يتبع للقامشلي إدارياً عدة بلدات ونواحي مهمة هي: ناحية عامودا وناحية القحطانية (قبور البيض) وناحية تل حميس وبلدة جزعة، كما يتبعها عدد كبير من القرى تبلغ 549 قرية ويتوزع فيها السكان كالآتي:

185 قرية كردية في منطقة القامشلي و نسبتها 33.70 %
345 قرية عربية في منطقة القامشلي ونسبتها 62.28 %
6 قرى سريانية آشورية في منطقة القامشلي ونسبتها 1.1 %
9 قرى مختلطة بين المكونات (عرب +أكراد) نسبتها 1.64 %
3 قرية مختلطة بين المكونات (عرب + سريان ) نسبتها 0.55 %
1 قرية مختلطة بين المكونات (سريان +أكراد) نسبتها 0.18 %

توزع القرى في منطقة رأس العين:
يتبع لمدينة رأس العين إدارياً ناحية مهمة هي ناحية الدرباسية، كما يتبعها عدد كبير من القرى تبلغ 279 قرية ويتوزع فيها السكان كالآتي:

96 قرية كردية في منطقة رأس العين ونسبتها 34.41 %
167 قرية عربية في منطقة رأس العين ونسبتها 59.85 %
16 قرية مختلطة بين المكونات (عرب + أكراد ) نسبتها 5.37 %

توزع القرى في مدينة الحسكة
مدينة الحسكة هي مركز المحافظة، يتبعها إدارياً عدة بلدات ونواحي مهمة وهي: تل تمر، الهول، الشدادي، العريشة، مركدة، بئر الحلو، كما يتبعها عدد كبير من القرى تبلغ 595 قرية ويتوزع فيها السكان كالآتي:

57 قرية كردية في منطقة الحسكة ونسبتها 9.58 %
501 قرية عربية في منطقة الحسكة ونسبتها 84 %
28 قرية آشورية في منطقة الحسكة ونسبتها 4.7 %
9 قرى مختلطة بين المكونات (عرب + أكراد) نسبتها 1.51 %

الإجمالي في أعداد القرى وتوزعها على مستوى كامل محافظة الحسكة:
مجموع قرى محافظة الحسكة والتي تم حصرها من خلال الدراسة على واقع القرى الحالي هو 1717 قرية، موزعة على أربع مناطق إدارية بحسب المدن التالية (الحسكة، رأس العين، القامشلي، المالكية)، كما ويتبع المحافظة حوالي 14 ناحية وبلدة تشكل تجمعات سكانية هامة وهي: (مركدة، الشدادي، العريشة، الهول، البئر الحلو، تل حميس، تل تمر، الدرباسية، عامودا، القحطانية (قبور البيض)، اليعربية (تل كوجر)، الجوادية، الرميلان، جزعة).

وبناء على ما تقدم من تفصيل في التوزع السكاني في محافظة الحسكة، يمكننا أن نجمل هذه الدراسة بالنتائج التالية:
إجمالي عدد القرى في محافظة الحسكة 1717 قرية

العدد الكلي للقرى العربية في المحافظة 1161 قرية وتشكل 67.62 % من إجمالي القرى.
العدد الكلي للقرى الكردية في المحافظة 453 قرية وتشكل 26.38 % من إجمالي القرى.
العدد الكلي للقرى الآشورية السريانية 50 قرية وتشكل 2.91 % من إجمالي القرى .
عدد القرى المختلطة (عربية + كردية) 48 قرية وتشكل 2.79 % من إجمالي القرى.
عدد القرى المختلطة (عربية +سريانية) 3 قرى وتشكل 0.17 % من إجمالي القرى.
عدد القرى المختلطة (سريانية+ كردية) 2 قرية وتشكل 0.12 % من إجمالي القرى.

ملاحظات للتوضيح :
ملاحظة (1): تم احتساب القرى الكردية والقرى اليزيدية على أنها قرى كردية.
ملاحظة (2): تم احتساب القرى التي تحوي أقلية تقل عن 10% من سكان القرية على أساس الأكثرية، علماً أن نسبة هذه القرى لا تتجاوز 5% من مجموع قرى المحافظة أي حوالي 75 قرية، (ومثال ذلك: قرية تحوي مئة منزل 91 منها من المكون الكردي و9 من المكون العربي يتم احتساب القرية على أنها ذات مكون كردي).
ملاحظة (3): تم احتساب القرى على أساس الوضع الراهن للسكان وليس على أساس الملكية على اعتبار أن معظم القرى تعود ملكيتها إلى شيوخ القبائل والعشائر (قبل قانون الإصلاح الزراعي).
ملاحظة (4): في العقود الثلاثة الماضية حصلت هجرات كبيرة للسكان من الريف إلى المدينة، ما جعل من الصعوبة بمكان تحديد النسبة الحقيقية لسكان المدن وخاصة مدينة القامشلي، والتي تعتبر من المدن الحديثة التي أسست سنة 1922 والتي لم تكن موجودة ولم تحوِ أي سكان قبل هذا التاريخ.
ملاحظة (5): أسماء القرى الموجودة على الخريطة هي الأسماء المعتمدة للقرى في الدوائر الرسمية، والخريطة الأساسية هي الخريطة المتداولة والمجمع على مصداقيتها، بينما تم الاعتماد على مئات الأشخاص القاطنين في مختلف القرى من ذوي الخبرة والمصداقية في تحديد ساكني القرى.
ملاحظة (6) الدراسات الديموغرافية في منطقة الجزيرة ليست بالأمر السهل، لذلك ينوه التجمع الوطني للشباب العربي مسبقاً بأنه احتمال أن تكون هناك نسبة خطأ لا تتجاوز 2% في هذه الدراسة، وهي نسبة لا تؤثر على النتائج المستخلصة من الدراسة...".

وتختم الدراسة إلى أن الأكراد يشكلون 25 – 30% من عدد السكان في محافظة الحسكة، ونسبة 8-10% من عدد سكان سوريا.

نقف عند هذه النقطة، إذ سنحاول في مادةٍ تاليةٍ استعراض نموذجٍ من ردود بعض الناشطين الأكراد على الدراسة المفصلة آنفاً، ونقدم جدلاً حول "الحقائق" التي يعتمدونها.

"القامشلي ليست كردية"...جدل بالأرقام والخرائط حول التوزع الديمغرافي في الحسكة (1-2)
2013-09-24
80% من سكان الحسكة وريفها أكراد حسب أحزاب وناشطين كُرد 30% نسبة الأكراد في الحسكة وريفها حسب الدراسات...

ترك تعليق

التعليق

  • الجزيرة لها تاريخها و لكن لا يحق لأحد نسبها لنفسه و لكن القرى العربية و الوجود العربي الكثيف هو حقيقة لا غبار عليها . هناك مستوطنات للجميع فكثيرون من السريان الاشوريين حصلوا على قرى لم تكن لها حالهم من حال العرب المغمورين و الكورد القادمين من جنوب شرق تركية في الوقت الذي خسر أيضاً السريان قرى هائلة وقت مذابح الأتراك و حلوة واحدة منها . التاريخ معقد بنزعه و لننظر لمستقبل المنطقة الان . الجزيرة لا تقبل تسمية كوردستان البتة فهي تلغي الآخرين و تعطي الأولوية لنكون واحد فقط على حساب الآخرين
  • أن الاكراد ليس لهم تاريخ في سورية وقد جاؤنا مع فتوحات صلاح الدين الايوبي رحمه الله وسكنو بيننا على أساس أنما المؤمنون أخوة بس هذا الجيل الجديد الذي أصبح يرى الاسلام ألد أعدائه وينتهجون نهج اليهود على أساس هذهي ارضهم التاريخية بئس الادعاء أن القامشلي لو نأتي لم تكن موجوده قبل 100 سنة واليوم أغلب الاكراد يقولون أصلنا من سرخت أو سرخط
  • مداخلة
    2013-10-09
    اخي الباحث اود ان اوجه انظاركم بان هذه المناطق الهول، الشدادي، العريشة، مركدة، بئر الحلو، لم يتكلم احدا من الاكراد بانها مناطق كردية وحتى لا يوجد فيها اكراد وانما اصبحت تابعة لمحافظة الحسكة (فغربي كردستان )ليست محافظة الحسكة وانما غالبيتها وبالاضافة الى منطقة كوباني وعفرين اي الخط الشمالي لسوريا اما بالنسبة لموضوع القرى المحيطة للقامشلي فاني اشك في النتائج ويرجى اعادتها والتاكد منها
  • غير دقيقة
    2013-10-09
    اتذكر اني اطلعت منذ عده اشهر على الخريطه المسماه التوزع الديمغرافي لمحافظه الحسكه . والتي قام بنشرها التجمع الوطني للشباب العربي ....واتذكر اني سارعت في البحث عن قريتي بين القرى فلم اجدها ...ثم بحثت عن قريه اخرى جارة تعود للايزديه فلم اجدها ؟؟؟ ثم اكتشفت قريه عربية جارة على الخريطه ولكنها غير موجوده على الواقع ؟؟؟ حينها اغلقت الخريطه دون عوده . شكرا للدقه والموضوعيه .
  • يبدوا بان السيد مهند الكاطع سيكون البديل المعترف به بديلا لمحمد طلب هلال السئ الصيت ؟؟ دراسات بهذا الشكل تحتاج الى طاقم من اهل الاختصاص يملكون مؤهلات علمية وتحت اشراف هيئة من قبل الدولة (الدولة ( طبعا في ظل نظام ديموقراطي ) بالاضافة الى مراقبين يملكون مؤهلات تخولهم الانتداب والمتابعة من منظمات عالمية ,معترف بها ومشهودة لها
  • لمن
    2013-11-17
    طيب انتو يا احبائي شو بتقولو هي كرديه؟؟ والا عربيه؟؟ والا مسيحيه اذا بتقولو كرديه اصبح اطلعو من تركيا لانكم قتلتو الارمن واستحليتو ارضهم واذا قلتم عربيه فرضيتا بكم ضيوفنا واخواننا
  • لو صدرت هذه الدراسة من مركز درسات تابع للنظام لما كنت تفاجئت، لكن تصدر عن مركز دراسات يعتبر نفسه محسوب على المعارضة فهذا قمة الشوفينية والعنصرية. فكيف تغفل الدراسة وهم من شباب وطني ومحايد مشروع الحزام العربي الذي طبقه البعث بحق مئات القرى والمناطق الكردية.وغيّر من التركيب السكاني للجزيرة لصالح العرب. كنت أنتظر ان أقرأ في نهاية الدراسة ضمن التوضيحات بأن هذه الأرقام هي بعد تطبق مشروع التعريب بحق الكورد لكن تعمد القائمون على الدراسة عدم ذكر لذلك.ربما لزيادة الموضوعية والحيادية والمهنية للدراسة. هذه قمة الشوفينية ان تعارض النظام البعث فيما يترافق مع رغباتك، فيما لا تعترف بالغبن الذي مارسه على الكورد.