تجارة النفط في دير الزور.. بين "الدودة" و"الحوت"

كما هي حال مؤشرات البورصة, ترتفع وتنخفض أسعار النفط الخام في أسواق بيعه في ريف دير الزور, وبين انخفاضات وارتفاعات حادة تتأرجح الأسعار.
وتُعزى أسباب تذبذب أسعار النفط الخام إلى إغلاق كتائب من الجيش الحر والكتائب الإسلامية ، لنقاط نقل رئيسة تسير عليها صهاريج النفط، وتحديدا على جسري الميادين والعشارة الواصلين من شط الجزيرة إلى شط الشامية على نهر الفرات، حيث توجد على طرف "الشامية" تجمعات للحراقات تشتري النفط من تجاره القادمين من "الجزيرة".

ويعود سبب إغلاق تلك المعابر إلى ازدياد معاناة سكان الريف الشرقي من دخان الحراقات وأخطار التلوث الناجمة عنها، حيث تحاول تلك الكتائب إبعاد الحراقات لمسافات بعيدة عن مناطق السكن في الريف الشرقي.

خلال الأسبوع الماضي واصلت أسعار النفط انخفاضها في أسواق ريف دير الزور الشرقي، إلى ما دون 3500 ليرة (20 دولار أمريكي ) للبرميل الواحد في ظل زيادة المعروض وقلة الطلب في مزادات بيع النفط في المحافظة.

وحتى وقت قريب كان برميل النفط يباع في مزادي قريتي "الزباري" و"الشويط" ومعظم مناطق تجمع الحراقات بـ6 آلاف ليرة على الأقل، في حين يباع بـ8 آلاف عند حراقات تكرير النفط، ويقفز إلى أضعاف هذا الرقم إن تم إيصاله إلى الرقة أو حلب وإدلب، حيث يباع البرميل الواحد بـ15 إلى 20 ألف ليرة، أما النفط الذي يُهرب خارج البلاد فيباع بأسعار أعلى بكثير.

وتتم عملية البيع والشراء بين المتعاملين على أساس سعة البرميل 220 لتر من النفط الخام، في حين يقاس برميل النفط العالمي بـ159 لترا فقط!. 

ويقول أبو مازن (اسم مستعار) وهو تاجر نفط في المنطقة الشرقية، إنهم يشترون البرميل من الجهات أو الأشخاص المسيطرين على البئر بـ 3 آلاف ليرة, ويجهدون لبيعه في المزاد أو لأصحاب الحراقات الذين يحجمون عن الشراء في حال توفرت لديهم كميات من النفط، أو أغلق الطريق الواصل إلى تجمعات الحراقات لينخفض السعر إلى 3 آلاف أو 3500 ليرة فقط, والمحظوظ من يبيع بأعلى من هذا السعر على حد قوله.

ووفق مصطلحات تجارة النفط فإن "الحوت" هو الصهريج أو الشاحنة المركب عليها صهريج يحمل كمية تزيد عن 75 برميلا من النفط الخام، أما " الحوت الأزرق" فهو الذي يحمل 300 برميل من النفط.

ففي سوق تجارة النفط في المنطقة الشرقية تطلق تسميات على السيارات وفق أحجامها، وعلى هذا تكنى الواحدة من الشاحنات الصغيرة من سعة 20 برميل بـ"الدودة".

ترك تعليق

التعليق