نفط الحسكة للكرد والشبيحة والنظام

تعيش محافظة الحسكة التي تتربع على حقول النفط والغاز هذه الأيام على وقع حرب بين أطراف عدة، بهدف السيطرة على أكبر منابع الثروة في سوريا.

إذ دارت معارك ضارية خلال الشهر الفائت بين أطراف تمثل بعض كتائب الجيش الحر والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات كردية مدعومة من النظام السوري ومليشيات طائفية عراقية تتبع للمالكي من جهة ثانية، أدت إلى سيطرة أطراف من القوات الكردية على مناطق واسعة تضم العديد من آبار النفط والغاز، وكثير من هذه الآبار يتمتع بميزة الضخ الذاتي.

وعليه تم اتفاق بين أربعة أطراف تمثل كلا من النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي وما يسمى جيش الدفاع الوطني، الذي يقوده الزعيم العشائري محمد الفارس وبعض الشخصيات المسيحية الموالية للنظام.

وبالتنسيق مع حزب الاتحاد الديمقراطي قام وزير النفط لدى النظام السوري (سليمان العباس) بزيارة لم يعلن عنها إلى حقول رميلان التي تسيطر عليها القوات الكردية، في شهر أيلول سبتمبرالفائت، تهدف إلى الاطلاع على حال هذه الحقول، وتجددت الزيارة في/14/ الشهر الحالي، وكانت هذه المرة بهدف ترتيب اتفاق لتوزيع الحصص من النفط بين هذه الجهات الأربع.

وأكد مصدر مطلع فضّل عدم الكشف عن اسمه للمكتب الإعلامي في الهيئة العامة للثورة، أن اجتماعاً عُقد بين ممثل عن النظام وممثل عن حزب الاتحاد الديمقراطي، وممثل عن الزعيم العشائري محمد الفارس، وممثل عن القوى المسيحية الموالية للنظام، حيث تم الاتفاق بموجبه على اقتسام الثروة النفطية بين هذه الجهات الأربع، فتكون حصة الحزب الكردي (20 بالمئة) و(10بالمئة) لما يسمى جيش الدفاع الوطني في القامشلي و(10 بالمئة) للقوى المسيحية و(60 بالمئة) للنظام.

وذكر المصدر أن الاتفاق ينص على مرور النفط إلى الأراضي العراقية من حقول رميلان عبر الخط الذي يربط هذه الحقول بالعراق من أيام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ليتم تصديره وبيعه عن طريق الحكومة العراقية لصالح هذه الجهات الأربع.

وفي وقت سابق كانت القوات الكردية قد وقعت عقوداً مع النظام ممثلاً بوزارة النفط ومسؤولٍ باسم وحدات (حماية الشعب) لحماية حقول رميلان النفطية لمصلحة نظام الأسد، لقاء مبلغ شهري يقدر ب (50) مليون سوري شهريا.

وتعاني محافظة الحسكة الغنية بالثروات واقعاً معيشياً وخدمياً غاية في السوء، إذ إن الكهرباء منذ نحو سنة لا تأتي إلا ساعات معدودة في النهار، وقد يستمر الانقطاع لعدة أيام أحيانا، وتعاني كذلك من شح في المياه ونقص كبير في الخبز، وواقع صحي لا يلبي الحد الأدنى من حاجات المواطنين.

ترك تعليق

التعليق