انقطاع الكهرباء يفرض على أهل دمشق طريقة حياة جديدة

تستمر معاناة سكان دمشق وريفها مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، حيث باتوا يرتبون حياتهم اليومية وأعمالهم الروتينية مع ساعات قطع الكهرباء وعودتها.

وتبلغ ساعات القطع في العاصمة دمشق لما يقرب 12 ساعة يومياً، في حين تصل في الريف القريب الذي ما زال تحت سيطرة النظام إلى 16 ساعة يومياً.

"لقد نسينا المؤونة وكل الأطعمة التي تحتاج إلى تبريد" بهذه الكلمات عبّرت أم طارق التي تقطن في ساحة القصور وسط دمشق، وبينت أنها كغيرها من ربات المنازل باتت تعتمد على المعلبات والمواد الغذائية الأخرى التي لاتحتاج إلى تبريد، لافتة إلى أن ساعات قطع الكهرباء الطويلة إنّما ساهمت خلال الفترة الماضية إلى إفساد الأطعمة المفرّزة على اعتبار أن الكهرباء تأتي ثلاث ساعات لتنقطع ثلاث أخرى على مدار اليوم الواحد.

وأكدت السيدة نور التي تقطن في جرمانا بريف دمشق ما قالته أم طارق إلا أنها لفتت بدورها إلى الخسائر المادية التي تكبدها سكان دمشق وريفها خلال الأشهر الماضية خصوصاً أن الكثير من العائلات اضطرت إلى رمي كل الأطعمة المخزنة في ثلاجاتها بعد فسادها.

ولعل معاناة السكان لاتقتصر على ربات المنازل فقط إنما يتعداه للطلبة على اعتبار أن هذ الشهر هو شهر الامتحانات بالنسبة لطلبة الشهادات والجامعات.

وهنا أشار أبو محمد إلى أن معاناة كبيرة يعيشها الطلاب اليوم، على اعتبار أن القطع يستمر حتى ساعات متاخرة من الليل لدرجة أن الطلاب باتوا يحددون موعد دراستهم حسب مواعيد الكهرباء.

وهنا بيّن أحد الطلبة في ريف دمشق بأن الأجواء الدراسية صعبة جداً، لناحية الوضع الأمني الصعب في العاصمة من جهة، وبسبب قطع الكهرباء الذي يزيد عن 16 ساعة في اليوم الواحد من جهة أخرى.

وأكد الطالب أنّ هناك عدم اكتراث واضح من قبل حكومة النظام لأجواء الامتحانات التي تشمل في هذه الفترة من العام مختلف المراحل الدراسية.

أما بالنسبة للوضع الاقتصادي في العاصمة، فإن الانقطاع المستمر للكهرباء أثر أيضاً على أصحاب المحال الذين باتوا يتذمرون من عدم قدرة حكومة النظام على حل هذه المشكلة.

ولفت سمير وهو صاحب أحد محال بيع المواد الغذائية في الشعلان بأنهم ضاقوا ذرعاً بوعود حكومة النظام التي فشلت في حل مشكلة أعطال الكهرباء وتأمين الوقود اللازم لها، ولفت إلى أن وضع الكهرباء إنما يزداد سوءاً يوماً بعد يوم فلا بصيص أمل حسب وصفه في حل هذه المشكلة.

ترك تعليق

التعليق