سرقة مجمع الأبرار في لبنان حوّلت نزلاءه الجرحى السوريين من متهمين إلى مطرودين!

" فقط في وطني...الشهيد لا قبر له، الجريح لا مشفى له، الحر لا بيت له، المواطن لاوطن له، والسكوت والتخاذل والخيانة والسرقة والغباء السياسي والعهر والعربدة لامثيل لها، هذا ما كتبته الناشطة "رفاد العلي" التي كانت تتولى إدارة مركز الاستشفاء في أورفة بتركيا، ولكن مرضى هذا المركز أصبحوا مهددين بالطرد بين ليلة وضحاها لعدم إمكانية دفع الآجار السنوي للمبنى الذي يشغله المركز.

وفي لبنان تكررت القصة المؤلمة ذاتها بعد تخلي جمعية عيد القطرية عن تمويل مجمع الأبرار في مدينة طرابلس اللبنانية (منطقة أبي سمرة)، فأمهلت إدارة المجمع الجرحى السوريين الموجودين فيه بإخلائه قبل بداية تموز القادم، وكان هذا المجمع قد تعرض لحالة سطو وسرقة مبلغ قُدر بنحو مائة وعشرين ألف دولار أمريكي، وتمكنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من معرفة هوية الفاعلين وتوقيفهما بتاريخ 29/05/2014 في محلة باب الرمل –طرابلس، وهما اللبنانيان و. ح. (مواليد عام1984)، وأ. س. (مواليد عام 1979) الذين اعترفوا بإقدامهم على سرقة أموال من داخل مكتب الإدارة بواسطة الكسر والخلع.

  • بيت الزكاة اللبناني

حول حيثيات طرد الجرحى السوريين من مركز الأبرار وخفايا ما جرى يقول مشرف صفحة تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان:

مركز الأبرار هو عبارة عن مجمع تم افتتاحه لاستقبال الجرحى السوريين الذين يقصدونه لإكمال عملية الاستشفاء، وكان الجريح يأتي من سوريا ويبقى في المستشفى لأشهر طويلة، وكانت تكاليف العلاج مرتفعة جداً، ولذلك قامت اللجنة الطبية في ذلك الحين باستئجار هذا البناء من "بيت الزكاة اللبناني" وكانت هناك عدة جهات تمول هذا المشروع وأهمها جهة "هيئة شام" وبقي هذا المركز لفترة طويلة وهو يتكفل بكل ما يحتاجه الجريح حتى وصل الأمر إلى متابعة الجريح والتكفل بالعمليات الجراحية ومتابعة تركيب الأطراف الاصطناعية لدى الجهة التي تتكفل بها، وللعلم فإن كل جريح مقيم في المركز كان يتقاضى كل أسبوع بدل طعام مبلغ 90 ألف لبناني أي ما يعادل 60 دولار أسبوعياً، وإذا حسبنا التكلفة الإجمالية لكل جريح فإنها تبلغ حوالي 240 دولار في الشهر.

  • سرقة المجمع

وحول المشاكل والعقبات التي اعترضت عمل المجمع في الفترة الأخيرة يقول محدثنا:

لا أخفي عنك أن هناك الكثير من المشاكل والعقبات التي اعترضت عمل المركز في الأشهر الأخيرة، ولكن في كل مرة كانت الأمور تُحل والحمد لله إلى يوم انتهاء عقد آجار المركز وإصرار بيت الزكاة على استلام البناء، وهنا أبلغ المسؤول عن المجمع كل الجرحى بأن البناء سيسلم بعد ثلاثة أشهر إلى بيت الزكاة وكانت الأمور تجري على هذا الأساس إلى يوم حدوث السرقة المشهورة والتي تم فيها سرقة مبلغ 120 ألف دولار وهذا المبلغ كان مخصص للأشهر الثلاثة المتبقية من العقد من رواتب للجرحى ومستحقات باقية للآجار ومصروفات نثرية للمركز، وعلى هذا الأساس وهنا أبلغ المسؤولون عن المركز انه لم يتبقَّ أي دولار لإكمال الأشهر المتبقية، وعلى الجرحى مغادرة المركز وقبل مغادرتهم المركز انكشف السارق وتم إبلاغ المدير باستلام المبلغ بعد عدة أيام، فعاد المدير وأبلغ الجرحى إمكانية البقاء إلى انتهاء العقد، ويضيف محدثنا: مضى إلى الآن أكثر من أسبوع ولم يتم تسليم المبلغ المسروق إلى مركز الأبرار من قبل المحكمة وهنا استفحلت المشكلة أكثر، إذ تم الاتفاق مع الجرحى بإخلاء المركز الذي لم يكن قد بقي على مدة تسليمه في الأساس سوى أيام، وتم إعطاء كل جريح 300 دولار أمريكي من "هيئة شام"، وتأمين من ليس لديهم مكان للنوم في شقتين في طرابلس وتزويد كل شقة ببراد وحرامات وفرش أما باقي الجرحى فهم مستأجرون لمنازل مع عوائلهم، وتم الاتفاق على متابعة كافة الحالات التي لم ينته علاجها من تركيب أطراف لإصابات البتر من خلال التنسيق مع الصليب الأحمر الدولي للأطراف العلوية، وجمعية الإرشاد والإصلاح للأطراف السفلية، كما يتم تقديم العلاج الفيزيائي في المجمع مجانا لبعض الجرحى المقيمين مع أسرهم خارج المجمع.علماً أن المبلغ المستعاد (99400) دولار من أصل 120 ألف دولار بعد أن صرف منها اللصوص فارق المبلغ، ولم يتم طرد الجرحى كما تناقلت صفحات فيسبوك والمواقع الإلكترونية.

ويُذكر أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان تجاوز المليون في آخر تقرير للهيئة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومع هذا العدد بات لبنان يستضيف النسبة العليا من اللاجئين السوريين مقارنة بعدد السكان بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب في سوريا.

وجاء في التقرير إنه بين كل ألف لبناني هناك 220 سورياً، أي ما يوازي ربع سكان البلد المضيف، وهو بذلك يستضيف أكبر تجمع للاجئين في تاريخه ولجأ إلى لبنان خلال السنتين الماضيتين آلاف الجرحى والمصابين من المناطق الحدودية كالقصير وتلكلخ وقلعة الحصن والزارة وبعضهم في حالات صحية حرجة.

ترك تعليق

التعليق