الصائمون قسراً منذ عامٍ ونصف.. ينتظرون الفرج والشبع في رمضان

"أمنيتي الوحيدة في رمضان أن يكسر الحصار ويدخل الطعام إلينا"، هذا ما قالته سيدة من الغوطة الشرقية، فلا أمنيات للمحاصرين الصائمين قسراً منذ ما يقارب العام والنصف في رمضان سوى الحصول على طعامهم وشرابهم.

أم وليد السيدة التي قضى زوجها بفعل مرض السكري ولم تستطع أن تقدم له أي شيء يخفف من آلامه بسبب منع دخول الدواء والعلاج، تعيل الآن أطفالها الستة وأكبرهم لا يتجاوز عمره 15 عاماً تقول: اعتدنا على الجوع، بات من الطبيعي أن تمر علينا عدة أيام دون أن نتناول أي شيء، وأحوالنا الصحية تسوء يوماً بعد يوم، لا سيما أولادي وهم في فترة نموهم.

لا يمكن القول إن الغوطة الشرقية عاجزة تماماً عن تأمين طعام أبنائها رغم الظروف الصعبة والقاسية، لأنه من غير الممكن إغلاق المنطقة بشكلٍ كاملٍ مئة في المئة، لكن مشكلة المحاصرين لا تتمثل فقط في عدم دخول المواد إنما أيضاً توافرها بأسعار خيالية، كما يقول الناشط أبو فهد من الغوطة، حيث يشير إلى أن المواد تتوافر حيناً وتنقطع حيناً آخر لكن، إن تواجدت فليس بإمكان عائلات الغوطة الحصول عليها، ومعظم أبناء المنطقة هم الآن فقراء لا يملكون أي شيء حتى للمقايضة، والتعويل على الجمعيات الخيرية القائمة واللجان الإغاثية أن تنشط أكثر في رمضان لمساندة هذه الأسر.

ويطالب الناشط الكتائب العاملة في الغوطة أن تنظر إلى حال المحاصرين في رمضان وأن تقدم لهم وجبات الإفطار، فالوقوف في وجه النظام ومحاربته لا يكون فقط بالسلاح، إنما أيضاً بتأمين الطعام للمدنيين المحاصرين.

من جانبه أعلن المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة عن إطلاق حملة "رمضان يحيينا" والمتضمنة ستة مشاريع إغاثية (سلة رمضان، إفطار صائم، كشك رمضان المتنقل، كسوة عيد، فطرة عيد، لعبة وعيدية)، وحسب المكتب فإن الهدف منها إيصال قليل من السعادة إلى قلوب المحتاجين، ولو بتعويض شيء يسيرٍ مما حرموا منه، ودعا المكتب للتبرع من أجل تحقيق هدف الحملة.

في حرستا لا تجد السيدة فاتن إلا محاولة مساعدة المدنيين هنا من خلال فكرة مطبخٍ أقامته منذ حوالي الستة أشهر قائم على تبرعاتٍ فردية، "مطبخ إيد وحدة"، هكذا أطلقت عليه لتساعد ما يقارب 150 عائلة من أبناء حرستا المحاصرين، وهو عبارة عن مواقد حطبية وبعض المتطوعين، يقومون بتجهيز الوجبة ومن ثم نقلها وتوزيعها على العائلات، وفي رمضان تسعى لأن تزيد عدد الوجبات التي كانت لا تتجاوز مرتين أسبوعياً، لكن الأمر مرتبط بإمكانية تأمين التبرعات، لا سيما وأن كل وجبة تكلف أكثر من 150 ألف ليرة سورية، بسبب غلاء المواد في المنطقة التي تتوافر من خلال التهريب.

هذا حال رمضان في الغوطة الشرقية، أما في مخيم اليرموك فللشهر الفضيل نكهة الانتظار، فبعد أن قضى ما يقارب 140 شهيدا بفعل الجوع تم التوقيع أخيراً على مبادرة تحييد المخيم، قبل عدة أيام، والأهالي ينتظرون على دوار البطيخة بشكلٍ يومي لتنفيذ وعد النظام لهم بإعادتهم إلى المخيم وفتح الطريق أمامهم وهو الأمر الذي لم يحدث إلى الآن، علاوةً عن استمرار الجوع فلم يوزع في المخيم سوى ما يقارب 1% من الحاجة الفعلية للمساعدات الإنسانية، حسب الناشط "أبو اليزن" الذي يقول: بعد كل الشقاء الذي مر به المخيم يستمر النظام في المماطلة بإدخال المساعدات وفتح الطريق أمام العائدين إلى المخيم، ويبدو أنه سيستمر في المماطلة، وربما يتم خرق الهدنة من قبله، كما حدث في العديد من المناطق الأخرى.

ترك تعليق

التعليق