"بستان الشهداء" لإطعام 5000 محاصر وتحدياً لجوع المخيم

بدأ عدد من الناشطين في مخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية عموماً بتنفيذ مشاريع زراعية، كأحد أساليب مواجهة الحصار المستمر منذ ما يقارب العام.

وبعد أن ألف أهالي المخيم تناول الصبار الذي وصلت أسعاره إلى ما يقارب 500 ليرة، وما تيسر من الحشائش، خرجت إلى الضوء مجموعة من المشاريع التي تكفي لتغطية بعض احتياجات الأهالي، تم تنفيذها في أراضٍ زراعية تعتبر مرصودة من قبل قناصي النظام لكن لا حل أمامهم سوى استثمارها.

لم يمضِ وقت طويل على بدء العمل في زراعة "بستان الشهداء" كما يطلق عليه الناشطون القيّمون على مشروع مؤسسة بصمة الاجتماعية العاملة في مخيم اليرموك، فمنذ شهرٍ ولغاية الآن أصبحت محاصيل الكوسا جاهزة للتوزيع حسب ما يقول الناشط سامح همام أحد القائمين على المشروع في المخيم.

ويؤكد همام أن مؤسسة بصمة الاجتماعية تقوم بزراعة أحد الأراضي بمساحة 7000 متر مربع، وأيضاً تقوم بمساعدة الأهالي الراغبين بتنفيذ مشاريع زراعية في بعض التجمعات السكانية، كدعم للمشاريع الصغيرة التي بدأت حديثاً في المخيم.

ومن المفترض أن يغطي المشروع ربع حاجة سكان المخيم أي ما يقارب 5000 شخص يمكنهم الاستفادة من منتجات المشروع الذي من المتوقع أن يقدم الأسبوع القادم حوالي 300 كيلو، من المنتجات المختلفة "الكوسا الفاصولياء الباذنجان اللبوبياء البندورة.. إلخ".

وفي المخيم الذي يعاني من حصارٍ بات أشد في الفترة الماضية حتى بعد كل الأحاديث التي جرت عن بداية توقيع الهدنة، ليس من السهل تأمين مستلزمات مثل هذا المشروع، وهنا ينوه الناشط إلى أن المشكلة الرئيسية في موضوع المياه المتوافرة في الآبار، لكن للاستفادة منها نحتاج إلى غطاس الذي لا يعمل دون مازوت الذي لا يقل سعر ليتره عن ألف ليرة داخل المخيم، ويضيف الناشط: نحن بحاجة يومياً إلى حوالي 6 ليتر من المازوت "أي ما قيمته 6 آلاف ليرة" من أجل سقاية الأرض، أما البذار والأسمدة فهي متوفرة.

وفي منطقة كمخيم اليرموك تتعرض للقصف والقذائف تبقى المشاريع الزراعية عرضةً للقصف والعاملون فيها يعرضون حياتهم للخطر حيث يقول الناشط: الأرض التي نعمل على زراعتها هي في أطراف المخيم، وسقط عليها قذيفتين منذ فترة، والأرض كلها مرصودة بقناصة النظام، لكن لا نفر أمامنا سوى إنشاء هذه المشاريع لمواجهة الجوع والموت.

أما عن آلية توزيع المنتجات فالأولوية لأسر الشهداء التي ليس لها معيل، ومن ثم يتم مساعدة المطابخ الجماعية الستة المقامة في المخيم لإطعام الأهالي.

ويشير همام إلى أن القسم الآخر من المشروع قائم على تمويل المشاريع الصغيرة، ساعدت المؤسسة في هذا الإطار عدداً من المشاريع لأهالي قاموا بزراعة مساحات صغيرة يمكن أن يستفيد منها عدد من السكان.

 

ترك تعليق

التعليق