الأمراض المزمنة.. موت محتوم للسوريين
- بواسطة مسار برس --
- 23 تشرين الثاني 2014 --
- 0 تعليقات
لا تزال الأزمة الإنسانية ونقص الأدوية والكوادر والمعدات الطبية تثقل كاهل المجتمع السوري منذ لجوء الأسد إلى الحل العسكري لقمع الثورة السورية، ويُعدُّ ذوو الأمراض المزمنة من أكبر المتضررين في الحرب السورية، فإذا وُجد الأطباء فقدت المعدات، وإن وجدت المعدات فقدت الأدوية.
ويُعرّف المختصون الأمراض المزمنة بأنها "مجموعة من الأمراض التي لا تنتقل عن طريق العدوى، وهي تتطور لدى الشخص في عملية بطيئة وعلى مدار فترة طويلة نسبيا، وتضم هذ الأمراض 4 مجموعات رئيسية، هي أمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وداء السكري".
ويشير الدكتور أبو عبد الله مدير إحدى المشافي الميدانية بريف معرة النعمان بإدلب، في حديث خاص لـ"مسار برس"، إلى جملة من المصاعب التي يعانيها أصحاب الأمراض المزمنة في ريف المحافظة، وأهمها الأدوية، وفي مقدمتها أدوية الصرع الذي يؤدي عدم وجودها عند المريض إلى حدوث ما يعرف بـ"نوبات الصرع"، بالإضافة إلى النقص الشديد في الأدوية المثبّطة للمناعة (مرضى زراعة الكِلْية) وعدم وجود هذه الأدوية يعرّض المريض "لرفض نسيجي للكِلْية المزروعة منذ سنوات الزرع وبالتالي تكون النتائج كارثية".
وكانت الممثلة المقيمة لمنظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف أكدت، أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وجود عدد كبير من مرضى السكري والربو والأمراض المزمنة في سورية، مشيرة إلى أن تدهور الوضع الصحي في البلاد يعود إلى تدمير نصف المستشفيات في معظم أنحاء البلاد بسبب الصراع، وخروج أكثر من 700 مركز صحي من العمل.
الحصار ونقص العلاج يحصدان يوميا أرواح عشرات المرضى
وبيّنت هوف وقتها أن سوريا كانت قبل الثورة السورية تنتج 90 في المئة من الأدوية، مشيرة إلى أن إنتاج الأدوية، وبعد مضي أكثر من 3 سنوات ونصف من الثورة، انخفض بنسبة 60 أو 70 في المئة.
أما أبو خالد (60 عاما) الذي يعاني من مرض السكر، فيضطر إلى انتظار الدور في المشافي الميدانية للحصول على دوائه مجانا، ويضيف "كل شهر أو شهرين أحصل على علاجي، وفي حال عدم الحصول على الدواء أضطر إلى شرائه بأسعار غالية".
وتتسبب الأمراض المزمنة في عشرات ملايين الوفيات سنويا في الكثير من دول العالم، وتحْدث معظمها في الدول الفقيرة والنامية، وتلعب عدة عوامل دورا في ارتفاع نسب هذا النوع من الأمراض، مثل غياب التوعية الصحية وضعف التأمين الصحي وعدم كفاية برامج الرعاية الصحية ونقص التنمية وارتفاع معدلات الفقر.
وفي ظل المواجهات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا، بالإضافة إلى الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على كثير من المدن والبلدات، توفي الآلاف من السوريين الذين يعانون من أمراض مزمنة بسبب الصعوبة الفائقة في الحصول على العلاج المناسب وتراجع كل الخدمات الطبية والاجتماعية، وتدمير قوات الأسد للنظام الصحي في البلاد في الحرب التي تشنها على الشعب السوري منذ مايقارب الـ4 سنوات.
وذكرت مفوضية شؤون المساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات في الاتحاد الأوروبي في تقرير لها في أيار/مايو الماضي أن عدد المصابين بالأمراض المزمنة الذين توفوا جراء نقص العلاج بلغ نحو 200 ألف شخص، مشيرة إلى أن أكثر من نصف الأطباء السوريين غادروا إلى خارج البلاد.
ويشير الطبيب أبو سليم إلى معاناة مرضى السرطان والتهاب الكبد الوبائي، مؤكدا أنه، وفي ظل الظروف الحالية المتمثلة بصعوبة تأمين الأدوية لمرضى السرطان، فإن المشافي تضطر مباشرة إلى ترحيل المريض إلى تركيا لمعالجته في المشافي الحكومية هناك.
ويضيف الطبيب أن هناك نقصا شديدا في تأمين أدوية التهاب الكبد من نوعB التي تقدم للوقاية من تشمّع الكبد، وفي حال تأمينه فإنه يكون بأسعار غالية جدا.
وتعاني مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق وحي الوعر في حمص وبعض أحياء العاصمة كمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ظروفا إنسانية وصحية صعبة، حيث تمنع قوات الأسد دخول المواد الغذائية والطبية إليها، ما تسبب بانتشار العديد من الأوبئة.
وكانت مصادر طبية فلسطينية أكدت في شهر تموز/يوليو من العام الحالي ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق مثل السكري والقلب، فضلا عن انتشار بعض الأوبئة كالحمى التيفية "توفوئيد" والسل.
التعليق