لأول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين...لبنانيون يعانون جراء تهريب المازوت إلى سوريا

لعقود، تربى السوريّ واللبنانيّ على لازمة معروفة على الحدود بين بلديهما، وهي تهريب المازوت من سوريا إلى لبنان، حيث كانت مجمتعات سكانية على طرفي الحدود، تعتاش بشكل شبه كامل على مهنة التهريب عموماً، وتحديداً تهريب المازوت.

اليوم انعكس المشهد تماماً، فسعر المازوت بسوريا بات يقترب من السعر العالمي، بل وربما يتجاوزه أحياناً، بعد قرارات رفع الدعم الأخير عنه، ناهيك عن شح المادة وعدم توفرها أصلاً، مما يضطر السوريين إلى شراء هذه المادة من السوق السوداء بأسعار أعلى بكثير من السعر الرسمي المحدد من جانب حكومة النظام.

ونتيجة لما سبق، بدأت مناطق لبنانية تعاني جراء فقدان مادة المازوت الأحمر، نتيجة السماح بتصديره إلى سوريا، بعد أن أقرت حكومة النظام السماح للقطاع الخاص باستيراد المازوت براً وبحراً.

إلى جانب ما سبق، يبدو أن المعتاشين على التهريب من اللبنانيين على الحدود يتجاوزون محدودية إجازات التصدير التي تمنحها الحكومة اللبنانية عبر تهريب المازوت الأحمر إلى سوريا، الأمر الذي خلق أزمة في السوق اللبنانية.

وقد أصدر وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية اللبناني قراراً بوقف إجازات تصدير المازوت إلى سوريا، حتى أجل آخر، إلى أن يكتفي السوق اللبناني من السلعة، بعد أن تفاقم شح المادة في مناطق البقاع اللبناني القريبة من الحدود السورية.

إلا أن هذا الإجراء الرسمي اللبناني، لن يكفي، حسب مراقبين، إذ إن التهريب كفيل بأن يحل مكان إجازات التصدير الرسمية، حسب تقرير نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية صباح اليوم.

بكل الأحوال، يبدو أن مسار التاريخ انعكس، وباتت حركة تهريب المحروقات عكسية، من لبنان إلى سوريا، الذي باتت أسعار بعض السلع فيها أعلى من نظيرتها في لبنان، رغم تدني أجور السوريين مقارنة بنظرائهم اللبنانيين.

ترك تعليق

التعليق