جرمانا...ضائقة المازوت تحل محل تهديدات "الهاون"

في جرمانا، التي تعد معقلاً من معاقل مؤيدي نظام الأسد حسب وصف "رويترز"، يبدو أن ضائقة فقدان المازوت حلت مكان مخاطر قذائف الهاون التي كانت تهدد حياة سكان المنطقة حتى صيف العام المنصرم.

ومنذ أن تمكنت قوات نظام الأسد من استعادة المليحة المجاورة لجرمانا، في آب الماضي، لم تعد قذائف الهاون تتساقط على المنطقة، إلا نادراً، الأمر الذي يوفر أجواءً أفضل من الأمان لسكانها الذي يغلب عليهم التأييد لنظام الأسد.

وكانت جرمانا تتعرض لقذائف هاون بمعدل 10 إلى 15 قذيفة يومياً خلال العام الماضي.

وحسب تقرير لـ "رويترز"، أصبح سكان جرمانا قادرين على التنقل ليلاً دون خوف، لكنهم يعودون إلى منازلهم الباردة، حيث حلت ضائقة البرد وعدم القدرة على تأمين المازوت، محل ضائقة فقدان الأمن سابقاً.

وتنقل الوكالة عن أحد سكان المنطقة، وهو موالٍ للنظام، أنهم يستخدمون أخشاب الأشجار، وأحياناً الأثاث، لتدفئة المنازل.

ومع الزيادة الأخيرة، ارتفع سعر المازوت بنسبة 257% مقارنة بأسعاره قبل العام 2011، حيث كان يُباع بأسعار مدعومة.

وتؤكد الوكالة أنه نادراً ما يمكن العثور على المازوت بالأسعار الرسمية، إذ يُباع بضعف سعره المُعلن في السوق السوداء، وذلك في حال العثور عليه.

ونتيجة لذلك ازدهرت تجارة الحطب، وقال تاجر حطب في جرمانا وهو محاط بأكياس من الخشب الجاهز للبيع إن الطلب قد ازداد بنسبة خمسين في المئة "حتى بائعي الفواكه والخضروات أصبحوا يبيعون الحطب"، حسب "رويترز".

وقال أحد المارة وهو يراقب ما يجري إن التجارة الجديدة تلحق ضرراً ببساتين سوريا التي تعد مورداً مهماً لإيرادات البلاد. ولكن في الشتاء القارس تبدو الأولويات قصيرة المدى.

وأخبر أحد سكان جرمانا "رويترز" بأنه يتقاضى 4 دولارات يومياً من عمله كموزع لمنتجات مواد التنظيف مشيراً إلى أن "كل الأسعار تضاعفت"، وأنه يركب دراجة هوائية لتوفير الأموال بدلاً من استخدام المواصلات العامة. وأضاف "لم نشو اللحمة منذ شهرين أو ثلاثة".

ورغم ما سبق، أكد شاهد العيان لـ "رويترز" تأييده لنظام الأسد.

وكان وزير النفط في حكومة الأسد، سليمان العباس، قد أقر في جلسة لـ "مجلس الشعب" أن "الوزارة اضطرت إلى ترشيد توزيع طلبات المحروقات على المحافظات نتيجة عدم توفر النفط الخام المحلي وقلة كميات النفط الخام الموردة إلى مصفاتي حمص وبانياس"، مضيفاً أن "الأولوية حالياً هي لتأمين احتياجات القطاعات الأساسية كالجيش والقوات المسلحة والأفران والمشافي والاتصالات".

وساهم الطقس البارد في زيادة الطلب على المحروقات، والحطب. ومع وقوع حقول النفط السورية بأيدي جماعة تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق فإن حكومة النظام باتت تعتمد بشكل شبه كلي على إيران، التي تزود حليفها الأسد بالوقود عبر خط الائتمان.

ووفقاً لتقرير للأمم المتحدة صدر العام الماضي بلغ الناتج الإجمالي المحلي السوري 33 مليار دولار في عام 2013 أي ما يقرب من نصف مستواه قبل عام 2011.

 

ترك تعليق

التعليق