أسعار البنزين وسيارات المازوت تُطيح بسوق "البيك آب" في ريف إدلب المحرر

بعد ارتفاع سعر البنزين وتجاوزه 250 ليرة سورية لليتر الواحد، انخفضت المبيعات في سوق السيارات المحلية التي تعمل على البنزين، وذلك في المناطق المحررة بريف إدلب. وكانت سيارات "البيك آب" أكثر السيارات التي انخفضت مبيعاتها، بعدما التهبت أسعارها، سابقاً، لدرجة غير مسبوقة، مع ارتفاع سعر الدولار.

 وحسب تقرير لـ "المركز الصحفي السوري"، أصبحت السيارة تشكل عبئاً مادياً على مالكيها. وقام البعض من هؤلاء بركن سياراتهم وعدم استخدامها نهائياً بعد ارتفاع أسعار البنزين، بالإضافة إلى الارتفاع غير المسبوق في السلع والمواد الغذائية.

"محمد"، مواطن من ريف إدلب الجنوبي، يروي لـ "المركز الصحفي السوري" قصته مع سيارته "البيك آب" من نوع "زاز دايو" روسية الصنع، يقول: "لقد اشتريت سيارتي هذه في عام 2010 بـ 235 ألف ليرة سورية عندما كان الدولار بـ 50 ليرة سورية، أي ما يعادل ثمن السيارة 4700 دولار، ومنذ أن ارتفع سعر البنزين أوقفت السيارة ولم أعد أركبها، لأن أي مشوار مهما كان صغيراً سيكلف 500 ليرة سورية، وأنا الآن أحاول أن أبيعها منذ أكثر من شهر حتى الآن لم أستطع بيعها، بسبب انخفاض ثمنها، حيث دفع لي تجار السيارات 260 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 1060 دولار باعتبار أن سعر الدولار اليوم بحدود 245 ليرة سورية، ولكني رفضت بيعها لأن خسارتي بها سوف تكون 3640 دولار أي ماي عادل 890 ألف ليرة سورية، فوجدت أفضل طريقة أن أوقفها حتى إشعارٍ آخر".

ومن جهة أخرى التقى المركز مع تاجر السيارات "هاشم"، فقال إن انخفاض أسعار السيارات "البيك آب" يعود إلى ارتفاع سعر البنزين من جهة وإلى الإقبال الكبير على استجرار السيارات الحديثة التي تعمل على مادة المازوت، حيث تمَّ استيرادها من الدول المجاورة كتركيا، وأصبحت هذه السيارات تغزو أسواقنا، مما ساهم بقلة العرض على سيارات البنزين وزيادة الطلب على السيارات الحديثة التي تعمل على المازوت، وخاصة أن سعر ليتر المازوت 90 ليرة سورية.

 ويتحدث التقرير عن أسواق السيارات في المناطق المحررة من ريف إدلب.

 وأضاف تاجر السيارات "هاشم" بأن زيادة أسعار البنزين أثرت على أسعار السوق لكن ليس بهذه النسبة التي تؤدي إلى انخفاض ملموس وكبير بالسوق، فهي طالت فقط الشريحة الأولى والشعبية من السيارات نوع "البيك آب" والسيارات التي لا تزيد سعة محركاتها عن 2000 سي سي. أما السيارات الحديثة التي تعمل على البنزين والتي يزيد سعة محركها عن 2000 سي سي، لم يتغير سعرها بل على العكس تماماً، لقد زاد سعرها مع ارتفاع الدولار، لأن من يملك السيارة التي تزيد سعة محركها على 2000 سي سي بالتأكيد لا يفكر بمصروف البنزين ولا يتأثر فيه لأنه من الطبقة الوسطى أو الثرية فلا حاجة لهؤلاء بالتفكير بالبنزين ولا بكيفية تأمينه.

في المقابل، حسب تاجر السيارات أيضاً، فإن90% من المبيعات في أسواق المناطق المحررة هي للسيارات الأوروبية المستوردة من تركيا، ومعظمها يعمل على المازوت، وهي رخيصة الثمن إذا ما قورنت مع أسعار السيارات في مناطق النظام، الذي يفرض رسوماً جمركية كبيرة على السيارات، فمثلاً سعر السيارة مثل "الكيا فورتي" ببلد المنشأ اليوم تصل إلى 2 مليون ليرة سورية على سبيل المثال يضاف إليها الرسوم الجمركية وأجور الشحن وضريبة الرفاهية لتصل إلى المستهلك بسعر لا يقل عن 3 مليون ليرة سورية.

ويختم التقرير بأن أسعار الكثير من المواد لم تعد تتناسب مع دخل المواطن٬ خاصة في الوقت الذي فقد فيه العديد من الناس وظائفهم أو انخفضت رواتبهم إلى النصف أو أكثر مع انهيار الليرة السورية مقابل الدولار، وأصبح مصروف السيارة يشكل عبئاً على المواطن السوري.

ترك تعليق

التعليق