اليرقان على رأس قائمة أمراض دمشق وريفها
- بواسطة اقتصاد --
- 02 آذار 2015 --
- 0 تعليقات
أصبح مرض اليرقان، التهاب الكبد الوبائي A، المرض الأبرز في مشافي العاصمة دمشق وريفها خلال الفترة الماضية، حسب تقرير صادر عن مكتب دمشق الإعلامي.
فإذا كنت من سكان مدينة دمشق أو ريفها، وغلبت عليك حالة من الوهن والتعب، وارتفعت درجة حرارك جسمك مع أعراض أخرى كالإسهال والإقياء، عليك على الفور التوجه إلى أقرب مخبر للتحاليل، فيعتقد أنك مصاب بمرض "اليرقان"، وأن فايروس التهاب الكبد الوبائي (A) قد وصل إليك بعد أن أصبح المرض الأبرز في مشافي العاصمة دمشق وريفها.
يعتبر مرض اليرقان والمعروف بـ (التهاب الكبد الوبائي A) من الأمراض الوبائية غير الخطرة إلا أنه ينتشر بسرعة بين الناس، وهو حالة سريرية تتميز باصفرار الجلد والعينين بسبب تراكم "البيليروبين" في الجسم، ويعتبر من الأمراض الأكثر انتشاراً في حالات الحرب.
وقام مكتب دمشق الإعلامي بالتواصل مع ناشطين في الهيئات المدنية والطبية بدمشق وريفها وتبين ما يلي:
بدأ ظهور هذا المرض بشكل محدود في مناطق من ريف دمشق وغوطتها الشرقية خلال السنة الفائتة، حتى اتسعت دائرته بشكل متسارع لتشمل المئات من المصابين، وليصل انتشاره إلى العاصمة دمشق، خاصة أن فترة احتضان الفايروس تمتد من أسبوع إلى أسبوعين قبل أن يعلم المريض أنه مصاب.
أخبرتنا إحدى الطبيبات التي فضلت عدم ذكر اسمها أن سبب هذا المرض في دمشق يعود للأطعمة الملوثة في المطاعم والمحال التي لا تعتني بالنظافة، إضافة لشرب المياه الملوثة، وأضافت أن " العدوى لا تتم إلا عن طريق الجهاز الهضمي، وبالتالي فإن الاتصال المباشر بالمريض أو استخدام أحد أدواته هي أهم ما ينقلها".
أربع حالات وفاة سجلت في دمشق نتيجة مرض اليرقان في الأسابيع الماضية، وتضيف الطبيبة أن " اليرقان ليس خطراً لدرجة الموت إلا في حال وصل لإلتهاب صاعق، أي فشل كبدي، ويكون ذلك عند المرضى الذين لا يتمتعون بعناية صحية لازمة، وحمية عن جميع الأطعمة والأدوية، إضافة لأصحاب المناعة الضعيفة".
وكانت صفحات دمشق الإخبارية قد تداولت قبل حوالي الشهر خبراً عن وفاة الشابة " هادية أكرم بلش" بعد إصابتها بالمرض عقب عودتها من أحد المطاعم، حيث دخلت حينها المشفى لمدة أربعة أيام قبل أن توافيها المنية.
هذا الحال بالنسبة لمدينة دمشق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وبالانتقال إلى الجنوب الدمشقي الذي يعاني حصاراً خانقاً من قبل النظام، فإن حالات انتشار اليرقان كانت قد زادت بشكل كبير جداً خلال الشهرين الماضيين، وذكرت الهيئة الطبية العامة في جنوب العاصمة أن ثلاثة ضحايا سقطوا في الجنوب بينهم طفل جراء إصابتهم باليرقان، بعد أن وصلوا لحالة خطرة دون وجود العناية المناسبة لعلاجهم.
وأضافت الهيئة أن عدد الحالات المصابة بالمرض منذ بداية العام بلغت 600 حالة على الأقل.
الحصار، وما يصاحبه من نقص التغذية والمناعة لدى المدنيين، و انعدام المياه الصالحة للشرب في ظل قطعها من قبل قوات الأسد عن جنوب دمشق، و اعتماد الفلاحين على مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة في سقاية المزروعات كبديل، إضافة لقلة النظافة العامة لدى الأهالي بسبب عدم توفر المياه النظيفة واستخدامهم مياه الآبار الارتوازية، كل ذلك هي أهم أسباب انتشار اليرقان في الجنوب الدمشقي.
ويرافق ذلك نقص حاد بالمواد الطبية والكوادر ومتطلبات الإسعاف الأولي، ما يحول دون إمكانية علاج الحالات المتقدمة والخطرة من هذا المرض.
وادي بردى في الريف الدمشقي، وتحديداً بلدات عين الفيجة ودير مقرن، غزاها مرض اليرقان أيضاً، وكان مكتب دمشق الإعلامي قد نشر تقريراً مفصلاً عن انتشاره في الوادي الأسبوع الماضي، حيث بلغت نسبة انتشار المرض حوالي 7حالات يومياً، معظمهم من الأطفال بين سن 5 سنوات الى 15 سنة.
وكانت مدارس قرية "دير مقرن" في وادي بردى قد علقت الدوام لمدة عشرة أيام، ريثما يتم الكشف عن سبب انتشار المرض، وللحد دون انتقاله للمزيد من الأطفال.
ويرجح الأطباء في الهيئة الطبية بالمنطقة أن سبب انتشار الفايروس يعود إلى تلوث خزانات المياه، وعدم تنظيفها من قبل المؤسسة العامة للشرب منذ ثلاث سنوات في حين كانت تنظف سابقاً بشكل دوري كل ستة شهور تقريباً.
كما سجل انتشار واضح للمرض في مدينة التل وعدة بلدات قريبة منها بريف دمشق أيضاً.
"أنت مصاب باليرقان"، هذا ما تبين من نتيجة تحليلك، وبدأ الإصفرار يظهر بوضوح على جسمك وعينيك. يُجمع الأطباء على أنه لا يوجد علاج معين ونوعي لالتهاب الكبد الوبائي A، إلا أنه يجب الأخذ بالاعتبار وضع كل حالة، فالراحة هي الأهم بالنسبة لك، وخاصة راحة الكبد، وذلك بتجنب التداخلات الدوائية قدر الإمكان، والحمية اتجاه الأطعمة وخاصة تلك التي تحوي كميات كبيرة من الدسم، وفي حال تطور الأمر إلى حالات شديدة فمن الواجب استشارة الطبيب.

التعليق