"الإمام" جميل الأسد، ملك المعابر.. و"بشار" و"باسل" شركاء


أنشا جميل الأسد شركة للتخليص الجمركي وفتح لها مكاتباً في مرفأي طرطوس واللاذقية وفي كل المعابر الحدودية، وفرض نفسه على الدولة وعلى كل العاملين بقطاع التخليص الجمركي، باعتباره الطريق الأقصر لجمع المال دون تكلفة.

ذلك حيز سنرويه بناء على مصادر خاصة، من سيرة "جميل الأسد"، شقيق "حافظ"، الذي كان أحد رموز الفساد في العائلة الحاكمة.

حافظ الأسد يوجه أقربائه لتبييض أموالهم

توجه "جميل الأسد" بتعليمات من أخيه "حافظ الأسد" لتنظيم هوايته بجمع المال عن طريق ظاهره شرعي، بعد أن وجه حافظ الأسد وعبر ابنه باسل أقربائه لتغطية أعمالهم غير المشروعة بمشاريع تجارية لتبييض أموالهم التي جمعوها من التشبيح وتهريب المخدرات والدخان والأسلحة.

أنشا شركة باسم شركة الساحل للتخليص الجمركي ورخصها بشكل نظامي في عام 1989م، واتخذ لها مقراً رسمياً في شارع 8 آذار من مدينة اللاذقية، وعين مديراً لها، المدعو "هيثم شحادة"، الذي فرضه لاحقاً ولدورتين متتاليتين عضواً في مجلس الشعب، حيث ألزم القيادة القطرية لحزب البعث بترشيحه عن طريق الجبهة الوطنية التقدمية، وهو الذي لا يحمل سوى شهادة التعليم الأساسي "التاسع".

وتميز هيثم بتحمله لكل الإهانات التي كانت يوجهها له جميل الأسد وأبنائه منذر وفواز، وطاعته العمياء وعمله بالواسطة الذي كان يجني منه أموالاً طائلة بعيداً عن معلمه جميل الذي كان يتجاهل أعماله مقابل خدماته.

شراكة باسل وعمه "الإمام" جميل

بدأ عمل شركة الساحل بالهيمنة على مرفأ اللاذقية، حيث فرض جميل ضريبة على التجار المستوردين بنسبة معينة من الأرباح المقدرة، والتي كان يقدرها بـ 2،5 % باعتباره "قيّماً على جمع الزكاة" التي يفرضها الشرع الإسلامي بصفته الدينية التي اتخذها لنفسه وهي "الإمام".

بالإضافة إلى إجبار كل المخلصين الجمركيين على دفع مبلغ شهري حسب أعمال كل مكتب وشهرته والتي تراوحت بين 25 و50 ألف ليرة شهرياً، وبعد ذلك تحول الأمر إلى إلزام كل المخلصين الجمركيين بختم معاملاتهم عن طريق مكتبه حصراً مقابل دفع مبلغ 1500 ليرة سورية لكل معاملة، وتمكن من منع السلطات في مرفأ اللاذقية من تمرير أية معاملة ليس عليها ختم شركة الساحل تحت طائلة الفصل من الوظيفة.

وفي بداية عام 1990 امتد عمل الشركة ليشمل مرفأ طرطوس، وليطبق نفس الإجراءات التي كان يقوم بها في مرفأ اللاذقية ويضع يده على المرفأين.

وحسب مصدر كان يعمل في مكتب اللاذقية فإنه كان يتم تقاسم الأرباح مع الابن الأكبر لـ "حافظ الأسد"، "باسل"، الذي قُتل بعد عامين في حادث سيارة، وكان "باسل" يعين موظفاً من ضباط الحرس الجمهوري ويستبدله كل ثلاثة أشهر لمراقبة العمل، ولم يكن الضابط يتدخل بسير عمل الشركة وإنما كان يرفع تقارير دورية لسيده، وهذا كان مصدر ازعاج لجميل وأبنائه.

بشار الشريك الجديد
 
وبعد وفاة "باسل الأسد" عمد "جميل" إلى فتح مكتب في معبر "باب الهوى" بمحافظة إدلب وعين مديراً له من مدينة جسر الشغور، وافتتح مكتباً أيضاً في معبر باب السلامة شمال حلب بإشراف أحد رجاله من محافظة حلب، وتمدد بعد ذلك إلى معبر "تل أبيض" و "نصيبين" ليسيطر على كل المعابر الحدودية مع تركيا.

وتمدد بعد ذلك إلى معبر "التنف واليعربية" مع العراق ومعبر نصيب مع الأردن ليحكم الطوق على كل المعابر الحدودية البرية لسوريا مع تركيا والعراق والأردن، وأصبح شريكه بشار الأسد بعد وفاة أخيه، واستمر الحال على هذا الأمر حتى وفاة جميل في نهابة عام 2004.

نظام موحد

هذا وقد وضع مجموعة من المحامين الذين يعملون في الشركة نظاماً موحداً لعمل مكاتب شركة الساحل على كافة أراضي سوريا، وكان يتم تطبيقه بدقة وصرامة، وكل من يحاول مخالفة هذا النظام من التجار والمخلصين الجمركيين كانوا يتعرضون لعقوبات شديدة، يطبقها عليهم "جميل" بنفسه، تبدأ من الإهانة إلى تحصيل أضعاف مضاعفة من الأموال منهم بالقوة كغرامة، وصولاً إلى الحرمان من ممارسة العمل.

لم يقترب جميل من المعابر الحدودية مع لبنان وذلك لأنها كانت من اختصاص أبنائه باعتبارها منطقة التهريب التي تخضع لهم ولضباط الجيش والأمن ابتداء من دمشق وحتى ساحل البحر في طرطوس.
 

ترك تعليق

التعليق