اقتصاديات.. الطاقة الشمسية والطاقة الروحية


في علم الطاقة الروحية يقولون: إذا وضعت هدفاً نصب عينيك، وحشدت قدراتك النفسية لأجله، لا بد أن يتحقق، وذلك من خلال قانون الجذب، الذي سوف يهيئ لك كل الظروف لإنجاز هذا الهدف.

هذا الكلام على ما يبدو أن حكومة النظام تمارسه بشكل فعلي وعن قناعة في شتى خططها ومشاريعها، ويظهر ذلك جلياً على وجه الخصوص في توجهها نحو الطاقات المتجددة كخيار استراتيجي، إذ أنها أصدرت قبل عدة سنوات كل التشريعات والقوانين والتشجيعات، لحث المستثمرين والأهالي للاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء بدلاً من الطاقة التقليدية، ثم بعد ذلك أفردت مساحات واسعة في تغطيتها الإعلامية للحديث عن فوائد هذه الطاقة، بعضها شارك به رئيس النظام السوري نفسه. ومع ذلك، فإنه حتى اليوم لم يتحقق قانون الجذب الموعود.. فلم يتم بناء أية مشاريع طاقة شمسية كبيرة، كما أنه نسبة تحول المنازل نحو استخدام الألواح الشمسية، محدودة جداً.. وهنا نحن أمام مشكلة، إما أن الحكومة غير صادقة في نيتها وتوجهها، أو أن قانون الجذب الذي يتحدث عنه علماء الطاقة الروحية، غير صحيح.

في الشق الأول، كشفت التحقيقات التي قامت بها وسائل إعلام النظام، عن وجود خلل كبير في الألواح الشمسية المستوردة من الخارج، والتي تم منح امتيازاتها لبضعة مستوردين مرتبطين بالدائرة النفعية لأجهزة النظام الأمنية، كما كشفت التحقيقات عن خلل أكبر في بطاريات التخزين المستوردة، والتي تسببت بخسائر اقتصادية فادحة، سواء للأهالي أو للتجار.

وبحسب تحقيق لجريدة "تشرين" التابعة للنظام، يشير إلى أنه في البداية كان هناك تفاؤل كبير عند بدء العمل بمخبر اختبار تجهيزات الطاقة الشمسية الذي أشرف عليه المركز الوطني لبحوث الطاقة، لكن سرعان ما تضاربت مصالح المستوردين مع مصالح القائمين على عمل المخبر، بعد اكتشاف تجهيزات مزورة ومخالفة لما هو مكتوب على اللصاقة، وفي النهاية انتصر المستوردون وتم إيقاف عمل المخبر بالكامل.

وتضيف الصحيفة أن البنوك منحت قروضاً كبيرة للمستثمرين الذين يريدون إقامة مشاريع طاقات شمسية، لكن اتضح فيما بعد أن من أخذوا هذه القروض إنما استخدموها في تبييض أموالهم، ولم يكملوا هذه المشاريع، بحجة فساد البضائع المستوردة في الأسواق.

إذاً، وكما هو واضح، فإن الحكومة لم تكن صادقة منذ البداية في نيتها في التحول نحو استخدام الطاقات المتجددة، وهذا لوحده كاف لكي يبطل قانون الجذب، والذي نعتقد أنه هو الآخر: "جذب" بلهجة أبناء المنطقة الشرقية.

ترك تعليق

التعليق