"الوردة الشامية"..."أغلى من الذهب وأبقى من النفط"

أحيت قرية المراح، في منطقة النبك (القلمون)، أمس، مهرجاناً لقطاف "الوردة الشامية"، حيث تم حصاد 70 طناً من الورود التي تعد مصدر دخل مميز للمزارعين.

وتعد قرية المراح، التي تبعد نحو ستين كلم شرق دمشق، من أشهر القرى التي تزرع هذا النوع من الورود داخل سوريا.

ويصف العارفون "الوردة الشامية" بأنها "أغلى من الذهب وأبقى من النفط"، فهي إضافة لفوائدها الطبية والجمالية، تعتبر مصدراً لزيت عطري هو الأغلى من نوعه في العالم، يُباع الكيلو غرام الواحد منه بحوالي 40 ألف دولار، فيما تذهب تقديرات رسمية (تابعة للنظام) إلى أن الكيلو غرام الواحد من هذا الزيت يساوي 18 مليون ليرة (حوالي 64 ألف دولار)، يُستخدم لتصنيع أغلى أنواع العطور في العالم.

ويحتاج إنتاج الكيلو غرام الواحد من الزيت العطري المميز للوردة الشامية إلى تقطير أكثر من 10 أطنان من هذه الوردة.

وحسب "سانا"، فإن كامل إنتاج الوردة الشامية لهذا الموسم سيُباع لشركات عالمية تعنى بالطب. ويُعرف عن الزيت العطري المُستخلص من الوردة المذكورة فوائده العلاجية الهامة.

وتحوي قرية المراح، قرب النبك، على 2500 دونم مزروعين بالوردة الشامية.

وتتمتع زراعة الوردة الشامية بجدوى اقتصادية عالية، فإذا كانت مساحة دونم من الأرض مزروعة من القمح تنتج ما قيمته حوالي 255 دولاراً، فإن دونم أرض من الوردة الشامية يمكن أن يحصّل من بيع الورد الطازج مبلغاً صافياً ما يعادل 1063 دولاراً.

وتعد هذه الوردة الأشهر بين الورود في العالم على مدى العصور، فذكرت في الإلياذة والأوديسا للمؤرخ الإغريقي هوميروس، كما ذكرها الكاتب والشاعر الإنكليزي شكسبير في إحدى مسرحياته بقوله "جميلة كجمال وردة دمشق". اشتهرت بزراعتها دول كثيرة منها فرنسا وبلغاريا، ونقلها الحجاج المسلمون إلى المغرب العربي وتركيا وإيران.
 
ويذكر المؤرخون أن زراعة الوردة الدمشقية انتقلت إلى العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان وقدماء المصريين ثم إلى أوروبا في العصور الوسطى خلال حرب الفرنجة وأخذت أهميتها وشهرتها وانتشرت في أنحاء العالم لكثرة فوائدها العطرية والطبيبة والتجميلية والغذائية الكبيرة.
 

ترك تعليق

التعليق