"دولار دمشق" في رمضان...ثلاثية الصيام والـ 1000 ليرة الجديدة واتفاق فيينا

بدت أسواق العملة بسوريا، خلال شهر رمضان، وكأنها صائمة، هي الأخرى، إذ حظيت باستقرار ملحوظ، وتحركات طفيفة، باستثناء الارتفاع الملفت الذي شهده الدولار عقب طرح الـ 1000 ليرة الجديدة. لكن الدولار سرعان ما خسر مكاسبه، في تراجع بدا وكأنه يتزامن مع الإعلان عن اتفاق إيران النووي مع الغرب في فيينا.

وللمفارقة، أنهى "دولار دمشق" شهر رمضان على نفس الأسعار التي سجلها في أول أيامه.

وحسب "سيرياستوكس"، سجل الدولار بدمشق، مساء اليوم الخميس، 297 ليرة شراء، 299 ليرة مبيع، وهي نفس أسعار "دولار دمشق" في أول أيام رمضان.

وقد حظي سوق العملة بدمشق، ومعظم المناطق السورية، باستقرار ملفت خلال الشهر الفضيل، ولم يتجاوز هامش صعود وهبوط الدولار ليرتين فقط، معظم أيام الشهر، الأمر الذي أرجعه مراقبون إلى تزايد تحويلات المغتربين لأهاليهم خلال رمضان، وقبيل العيد، وهو ما اتضح تأثيره جلياً مع تراجع الدولار بصورة مستمرة في الأيام الأخيرة من رمضان.

لكن من جانب آخر، يمكن ربط تراجع الدولار بدمشق، في الأيام الأخيرة من رمضان، بالتزامن مع إعلان اتفاق فيينا بين إيران والغرب، الأمر الذي خلق أجواءاً من الطمأنينة لدى النظام الحاكم بدمشق، المدعوم من طهران، وهي طمأنينة لا بد أنها انعكست على الأسواق، وتجلت في سوق العملة منها بالذات.

وكان طرح الـ 1000 ليرة الجديدة قد حرك سوق العملة خلال الأسبوع الثالث من رمضان، وارتفع الدولار بصورة ملحوظة، متعدياً حاجز الـ 300 ليرة، بعد استقرار ملفت خلال الأسبوعين الأول والثاني من الشهر.

ويبدو أن توقعات المراقبين قد صدقت حينما توقعت حصول تضخم نتاج طرح الـ 1000 ليرة الجديدة، لكن يبدو أن هذا التضخم كان أقل بكثير من النسب المُرتقبة، الأمر الذي قد يُفسر بأن طرح الـ 1000 ليرة الجديدة جاء قبل أيام من ارتفاع أكيد في قيم تحويلات المغتربين بالعملات الصعبة لأهاليهم في الداخل، والتي عادة ما تعزز من القوة الشرائية لليرة، كما أن اتفاق فيينا جاء لاحقاً، أيضاً، ليعزز من الاعتقاد بقدرة النظام السوري على المزيد من الصمود.

في هذه الأثناء، لا يبدو أن الحديث المتفاقم بخصوص اعتماد الليرة التركية، بدل السورية، في مناطق الشمال السوري، الخاضعة لسيطرة فصائل من المعارضة، أثر بأي شكل على سعر الليرة بدمشق، والتي حافظت على استقرارها، لتبقى متماسكة أمام نظيرها، الدولار، وتختم رمضان بنفس الأسعار التي بدأته بها.

ترك تعليق

التعليق