آيفون 6S غيّر مفهوم استخدام آيفون بشكله الحالي


حظي الإعلان عن هواتف آبل الجديدة آيفون 6S و6S بلس بضجّة إعلامية هائلة إذا ما قُورن بالإعلان عن هواتف آيفون السابقة وتحديدًا المُحدّثة المُدرجة تحت عائلة S والتي تصدر مرّة كل سنتين.

هذه الضجّة لم تأتي من فراغ، فالأجهزة الجديدة تُقدم بالفعل بعض الميّزات العتادية المُميّزة، بعدما اقتصرت التحديثات على هذه الفئة في إضافة ميّزات داخل النظام مع بعض التحسينات البسيطة من ناحية المعالج والكاميرا.

ولعل وحدة المُعالجة الجديدة M9 في أجهزة آيفون 6S و6S بلس، التي تسمح بتنفيذ بعض المهام بشكل دائم دون الحاجة إلى إعادة تحميلها من جديد، من أهم الإضافات إلى جانب خاصيّة اللمس ثلاثي الأبعاد 3D Touch التي تسمح بالتعرّف على قوّة ضغط المُستخدم على الشاشة لتنفيذ عمليات مُختلفة.

وجود وحدة المُعالجة الجديدة يعني أن ميّزات مثل سيري سوف تعمل بشكل دائم وتبقى تحت طلب المُستخدم في أي وقت دون الحاجة للضغط على زر هوم بشكل مُطوّل كما كان الحال في السابق، فبمجرد أن يقول المُستخدم  Hey Siri ستسجيب له دون أن يُأثر ذلك على أداء الجهاز أو البطارية.

هذه المفاهيم الجديدة ستُغيّر بشكل بسيط طريقة استخدام الآيفون بشكله الحالي الذي يعتمد على زر هوم بشكل كبير، فالمُستخدم بإمكانه الآن أيضًا الضغط على – وليس لمس – آيقونة تطبيق الكاميرا على سبيل المثال لتظهر قائمة لالتقاط صورة سيلفي أو تصوير فيديو فورًا، وهو تغيير جيّد ويختصر للوقت إذا ما قورن بالسابق.

عندما قدّم ستيف جوبز هواتف آيفون لأول مرّة عام 2007 قال إن الجهة الأمامية للجهاز تأتي بزر واحد فقط نُطلق عليه اسم هوم، وهو يأخذ المُستخدم إلى القائمة الرئيسية بشكل فوري أينما كان داخل النظام. ستيف ركّز على هذا الزر تحديدًا لأن هواتف نوكيا وبلاكبيري كانت المُسيطرة في ذلك الوقت، لكنها تُقدم الكثير من الأزرار على الجهاز ويحتاج المُستخدم للضغط على أكثر من زر للعودة إلى القائمة الرئيسية، وهو ما دفع هذه الشركات لإعادة التفكير قليلًا في واجهات الاستخدام والأزرار الموجودة على أجهزتها.

لكن ما ركّز عليه ستيف يبدوا أنه في طريقة للزوال في هواتف آيفون القادمة، نعم، زر هوم الذي استخدم بشكل واسع منذ ثمانية أعوام حتى هذه اللحظة يبدوا أنه لن يبقى طويلًا في تصاميم أجهزة آبل القادمة.

لو عُرضت هذه الفكرة في وقت سابق قبل عام أو عامين، لكُنا على الأغلب رفضناها وبشدّة كبيرة، وربما تخليّنا عن اقتناء هواتف آيفون بسببها، لكن الآن وبعد آيفون 6S يبدو أن الفرصة أصبحت مُناسبة إلى حد كبير.

وظيفة زر هوم الأساسية هي إعادة المُستخدم إلى الشاشة الرئيسية من أجل التوجه إلى تطبيق آخر أو التحكم بإعدادات الجهاز، فضلًا عن إمكانية فك قفل الجهاز باستخدام مُستشعر البصمة أو تفعيل سيري من خلال الضغط على هذا الزر لفترة طويلة.

هذه الوظائف أصبح بالإمكان الاستغناء عنها بشكل كامل بفضل جاهزية سيري بشكل دائم، فالمُستخدم بإمكانه نطق Hey Siri ثم نطق Open WhatsApp لتقوم بتشغيل التطبيق بشكل فوري دون الحاجة للضغط على أي زر أو البحث عن التطبيق داخل شاشة التطبيقات، وبالتالي فإن الحاجة للعودة إلى شاشة التطبيقات الرئيسية لم تعد من الأولويات للمُستخدم.

أما فيما يتعلّق بمستشعر البصمة، فإن شركات تصنيع هذه المُستشعرات وتحديدًا شركة Synaptics التي تتعاون مع سامسونج لتوفيره داخل أجهزتها، فإنها بدأت بالفعل بالعمل على دمج المُستشعر داخل الشاشة للتخلّص من مشكلة وجود زر لهذا الغرض على الجهاز. كما قامت آبل في شهر فبراير/شباط من العام الجاري بطلب الحصول على براءة اختراع تتعلق بدمج مُستشعر البصمة داخل شاشاتها مُتعددة اللمس وبالتالي فإن هذا المُستشعر في طريقة للزوال بهيئته الفيزيائية على الجهاز أيضًا.

بهذه الحالة يبقى زر هوم تقريبًا دون عمل، فباستخدام زر التشغيل يُمكن تشغيل الشاشة أو قفلها، وبمجرد وضع الإصبع على الشاشة يتم مسح البصمة وفك قفل الجهاز في حالة تطابقها مع البمصة الموجودة داخل النظام.

إزالة زر هوم من هواتف آيفون يعني بشكل أو بآخر الحصول على شاشة أكبر بقليل من شاشات الهواتف الحالية التي تأتي بقياس 4.7 إنش في آيفون 6S و5.5 في آيفون 6S بلس.

الحصول على شاشة أكبر يعني أن استخدام الجهاز بيد واحدة ليس من الأمور السهلة وهو الأمر الذي هوجمت عليه آبل بشدّة بعدما أطلق هاتفي آيفون 6 و6 بلس، لأنها عند الإعلان عن آيفون 5 قالت أن الشاشة أكبر لكن استخدام الجهاز بيد واحدة ما زال مُمكنا، بل وتهكّمت على الأجهزة من شركات ثانية، لكن بعد الإعلان عن أجهزة بشاشة 4.7 انعكس التهكم عليها لأن الأجهزة الجديدة ليست مُلائمة 100% للاستخدام بيد واحدة.

المُشكلة السابقة حلّها موجود بالفعل، وهو استخدام سيري، فالمُستخدم يُمسك بالجهاز بيد واحدة ويُملي على سيري ما يرغب بتنفيذه، لتقوم هي بالباقي.

ما يُميّز أجهزة آيفون هو تجربة الاستخدام الموحدة منذ عام 2007 والتي لم تتغيّر كثيرًا، فوجود زر هوم يشعر أي مُستخدم بالطمأنينة أينما توجه داخل الجهاز، لكن التغييرات الكبيرة في السوق قد تتيح الفرصة لنا لمُشاهدة هواتف آيفون جديدة دون زر هوم في الأعوام القادمة وليس من الضروري أن تكون في آيفون 7، لأن مثل هذه الخطوة لن تُقدم عليها آبل إلا بعد التأكد 100% أنها جاهزة لتغيير تجربة الاستخدام، لأن تغييرها دون التفكير بشكل مُطوّل قد يُطيح بأجهزة آيفون خارج المُنافسة وبالتالي سيعود ذلك بالسلب على آبل التي تُشكل هواتف آيفون ثُلثي دخلها.

ترك تعليق

التعليق