لماذا عكس الدولار اتجاهه؟

بعد أن وصل الدولار لأسعار قياسية غير مسبوقة تجاوز معها حاجز الـ 382 ليرة في مناطق مختلفة من سوريا، خلال الأسبوع الفائت، تدخل مصرف سوريا المركزي يوم الثلاثاء الماضي، في سوق الصرف، معلناً عن خطة لضخ الدولار في السوق، للجم تدهور الليرة، وقد نجحت هذه الخطة في الهبوط بالدولار بدمشق، 20 ليرة على الأقل، وتراجع الدولار في مختلف مناطق سوريا، منذ يوم الأربعاء الفائت.

خطة المركزي التي أعلنها، قضت ببيع الدولار للعموم على ثلاث مراحل، من يوم الأربعاء الفائت حتى الأحد الذي يليه بـ 365 ليرة، ومن يوم الأحد حتى يوم الأربعاء( الذي هو يوم غد)، بـ 355 ليرة، ومن يوم الأربعاء (الغد)، حتى يوم الأحد الذي يليه بـ 345 ليرة.

المركزي نفذ المرحلة الأولى من الخطة بالفعل، وباعت شركات صرافة مرخصة بدمشق الدولار للعموم بـ 365 ليرة، وقد هبط الدولار بدمشق إلى ما دون هذا السعر قبل أن تنتهي المرحلة الأولى من الخطة.

لكن منذ يوم الأحد، كان من المفترض أن ينفذ المركزي المرحلة الثانية من خطته، وهي بيع الدولار للعموم بـ 355 ليرة، لكن المركزي لم ينفذ ذلك إلا على نطاق محدود للغاية، وقد استشعرت الأسواق ذلك، ومع توقف ضخ الدولار في الأسواق من جانب المركزي، عاد الدولار للارتفاع، اعتباراً من عصر أمس الأول الأحد، ليرتفع 13 ليرة خلال يومين.

اليوم الثلاثاء، أعلن المركزي عن جلسة تدخل جديدة في السوق، دون أن يعلن مصير خطته التي توقف عن تنفيذ مرحلتها الثانية، وبانتظار نتائج الجلسة وما ستُفضي إليه، تُوحي الصورة الأولية بأن المركزي عاجز عن المزيد من الضخ في الأسواق، فيما يبدو أن الأسواق لن تهدأ إلا بمزيد من ضخ الدولار.

وهكذا، علينا أن نتوقع مزيداً من ارتفاع الدولار إذا لم يواصل المركزي ضخ الدولار من جانبه، بأسعار أقل من الأسعار الرائجة في السوق، وهو استنزاف كبير لاحتياطي المركزي من العملات الصعبة، من غير المُتوقع أن يواصل المركزي السير فيه، مما يعني أن الدولار سيواصل الارتفاع في الفترات القادمة، على الأغلب، بعد فترة هدوء أو تراجع محدود، بدفع من تدخلات نفسية للمركزي، وضخ محدود للدولار في الأسواق، للتهدئة، لا أكثر.

ترك تعليق

التعليق