الحجر الأسود يعود إلى واجهات البناء لحماية محاصري ريف حمص من قذائف الأسد

لجأ العديد من سكان ريف حمص الشمالي، والذين يتعرضون بشكل دائم للقصف المدفعي والصاروخي والبراميل المتفجرة من قبل النظام، لجؤوا لحماية بيوتهم السكنية، عن طريق بناء جدار من الحجر الأسود الصلب، ملاصق للجدران الاسمنتية، حيث ثبت عمليا، أن البيوت المبنية من الحجارة، أقل تأثرا بالقذائف والبراميل من المنازل الاسمنتية.

وعلم مراسل "اقتصاد" في حمص، أن العديد من السكان بالريف الحمصي المحاصر، قاموا ببناء سكن مؤقت لهم من الحجارة في الأراضي الزراعية، يلجؤون إليه في حال تعرضت بلدتهم للقصف من قبل النظام، كما أحدثت عملية التنقيب عن الحجارة ونقلها وبنائها، فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل بالريف المحاصر. 

وقال عبد العزيز (26عاما)، الذي ينقّب عن الحجارة بالأراضي الزراعية التابعة لقرية "طلّف" التركمانية "أبحث أنا وأولادي عن الحجارة (وجوه)، ونبيعها لسائقي الجرارات الزراعية بـ25 ليرة للقطعة الواحدة، وهي جاهزة للبناء، لأنها كانت مبنية سابقا في قرى قديمة تعود لعشرات السنين.

وأضاف لمراسل "اقتصاد"، في حمص، أن دخلهم اليومي، من هذا العمل يقارب 2000 ليرة سورية.
ويقول أبو محمد، الذي يعد أشهر بنّاء للحجر بريف حمص، إنه عاد للعمل بمهنته التي يعشقها منذ عامين تقريبا، مشيرا إلى أن العديد من ورشات العمل بانتظاره.

وأضاف قائلا: البعض يبني غرفة، أو أكثر من الحجر بالأراضي الزراعية، والبعض يقوم ببناء سور من الحجر المغموس بالاسمنت، حول غرف نوم أطفاله لحمايتهم من شظايا القذائف.

وأشار إلى أن البيت الحجري، لا تخترقه قذائف النظام الخطرة، والمعروفة بـ(57)، التي تخترق 6 جدران اسمنتية قبل أن تنفجر.

وردا على سؤال "اقتصاد"، عن تكلفة المتر المربع من الحجر، وما هي نوعه، قال البنّاء أبو محمد إن معظم الحجر الموجود بالريف الشمالي، حجر بازلتي أسود، ينزعه العمال من بقايا جدران بيوت قديمة مطمورة تحت التراب، ولا تحتاج إلى تشذيب، أما كلفة بناء المتر المربع من الحجر فتتراوح ما بين (2500 -2000) ليرة سورية، وهي نفس كلفة البناء بالخفّان (البلوك) تقريبا.

ترك تعليق

التعليق