قطف الزيتون في الأردن.. موسم للرزق والفرح والطقوس الشعبية

وسط أجواء احتفالية لا تخلو من الأهازيج والأغاني الفلوكلورية، ينطلق في الأشهر الثلاثة الأخيرة من كل عام، موسم قطف الزيتون في المملكة الأردنية، الذي ينتظره المزارعون بـ"شغف"، كون ثمار الزيتون تمثل رافدًا أساسياً، ومصدر رزق يعينهم على تأمين احتياجاتهم الحياتية الأساسية.

وتعد شجرة الزيتون علامة فارقة ومميزة لكثير من المدن وسط وشمالي البلاد، ويعتبر قطافها، إضافة لكونه حدثًا اقتصاديًا مهمًا للمزارعين، فهو موسم للفرح وإحياء الطقوس الشعبية والتراثية.

وتربط هذه الثمرة سكان بلاد الشام (الأردن، وفلسطين، وسوريا، ولبنان) بعلاقة وجدانية، فهي تنبت بكثرة في هذه المناطق وتمتاز بجودة استثنائية، وتدر على مزارعيها دخلًا ماديًا جيدًا.

وفي تصريحات خاصة لـ "الأناضول"، قال نمر حدادين، الناطق الإعلامي بوزارة الزراعة: "إن قطاع الزيتون قطاع مهم وحيوي في الأردن، فهناك حوالي 20% من المواطنين يعتمدون عليه بشكل مباشر أو غير مباشر، وتقدر قيمة الاستثمار فيه نحو 2 مليار دينار أردني".

وأضاف حدادين أن "حوالي 15 مليون شجرة زيتون مزروعة في البلاد على مساحة أرض تقدر بحوالي مليون و300 ألف دونم" (الدونم يعادل 1000 متر مربع).

وتوقع أن يصل إنتاج الزيتون العام الحالي، 200 ألف طن، إضافة إلى 40 ألف طن ستستخدم لأغراض "الكبيس" (الحفظ بمحلول ملحي)، و30 ألف طن ستخصص لـ"العصر" وانتاج زيت الزيتون.

وأوضح حدادين، أن عدد معاصر الزيتون يبلغ 130 معصرة، مشيرا أن زيت الزيتون يمتاز بجودة عالية ويتم تصديره إلى دول الخليج العربي، وأمريكا، واليابان، وغيرها من الدول.

وخلال جولة لمراسل "الأناضول"، في قرى محافظة اربد (شمال)، لرصد مظاهر موسم قطاف الزيتون، قال المزارع الأردني، محمود محمد الوردات "إن موسم الزيتون للعام الحالي غير مشجع، فنسبة الزيت في الثمار خفيفة، فكل ثمانية كيلو غرامات من الزيتون تنتج كيلو واحد فقط من الزيت، بالمقابل كانت ذات كمية الزيت في العام الماضي يمكن انتاجها من ثلاثة أو أربعة كيلو غرامات".

وأضاف أن "الإنتاج السنوي في مزرعتي التي تضم 150 شجرة زيتون يتراوح ما بين 20- 25 صفيحة زيت (400 كغم) ويصل سعر الصفيحة الواحدة 77 دينارًا أردنيًا (108 دولارات أمريكي)".

أما المزارع بدر الرباعي، فقد اختلف مع سابقه من حيث مستوى الإنتاجية للموسم الحالي، مشيراً أن انتاج الزيتون من حيث الكم والنوع، أفضل من السنوات الماضية بكثير.

من جانبه، قال محمود بشارات، صاحب إحدى معاصر الزيتون للأناضول، إن موسم الزيتون كان متدنٍ في بدايته، حيث أثرت موجة الغبار التي ضربت البلاد في أيلول/ سبتمبر الماضي عليه، ولكن تساقط الأمطار في أكتوبر/ تشرين الأول أدى لتحسين الانتاج.

وذكر بشارات، أن معصرته تنتج ما يصل 20 طن من الزيت يومياً، على مدار موسم القطاف الذي لا يتجاوز الأربعة اسابيع، بشكل عام.

يشار أن الأردن ينتج زيت الزيتون بمواصفات تضاهي الأصناف العالمية، مما وضعه على الخريطة العالمية للزيتون وزيته، وبات يستقطب استثمارات دولية لهذا القطاع، وينقل التجارب العلمية إلى الأردن بهدف تعزيز التجارب المحلية من خلال معارض الزيتون السنوية التي تنظمها وزارة الزراعة.

ترك تعليق

التعليق