"انسلخ عن سوريته" لأسباب لم يكشف عنها.. ملياردير سوري يعتزم شراء "مارسيليا"


وصفته "فوربس" الأمريكية، السنة الفائتة، بـ "أفقر ملياردير عربي"، في العام 2015، إذ بلغت ثروته مليار دولار، دخل بها قائمة أثرى أثرياء العالم. أما بالنسبة لبلده الأصلي سوريا، فقد أكد رجل الأعمال الفرنسي، سوريّ الأصل، محمد الطراد، أنه لا يفكر بالعودة إليها، وأكد أنه "قطع تذكرة بلا عودة"، إذ كانت آخر زيارة له في العام 1972.

منحة سورية لم تشفع لبلده في ذاكرته

حصل الطراد على منحة دراسية سوريّة، أهّلته للدراسة بفرنسا نهاية الستينات، الأمر الذي غيّر مجرى حياته من بدوي يتحدر من الرقة، ولا يعرف تاريخ ميلاده لأنه من "البدو الرُّحل"، إلى أحد أثرياء العالم الكبار. لكن لم يشفع ذلك لسوريا، في ذاكرة الطراد، الذي على ما يبدو يحمل ذكريات غير مشجعة حيالها. فقد قطع تواصله مع بلده الأم منذ أكثر من أربعين سنة.

بمليار واحد دخل قائمة "فوربس"

برز اسم الطراد على لائحة أثرياء العالم، السنة الفائتة، لأول مرة، بعد أن ارتقى إلى مرتبة "ملياردير"، بمليار واحد، دفع البعض للتعليق بأنه "أفقر ملياردير عربي".

وبرز اسم الطرد من جديد، اليوم الجمعة، حينما أعرب رجل الأعمال الفرنسي، سوريّ الأصل، عن رغبته في شراء نادي مارسيليا لكرة القدم، المعروض للبيع منذ مدة.

ضجة حول نيته شراء "مارسيليا"

وعبّر رجل الأعمال السوريّ الأصل، المقيم في فرنسا منذ عام 1969، ورئيس نادي مونبلييه، محمد الطراد، عن رغبته بشراء نادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم المعروض للبيع من قبل مالكته مارغاريتا لوي-دريفوس.

وقال الطراد لقناة "بي إف إم بيزنيس" الفرنسية الجمعة: "يمكن أن يكون ذلك وسيلة اتصال عظيمة. مرسيليا ليست بعيدة عن مونبلييه. أنا منفتح ولا أضع أهدافاً أمامي... لذلك لما لا (شراء) مرسيليا".

وتابع الطراد الذي انتخب أفضل مستثمر عالمي في عام 2015: "إنه ناد جميل مع جمهور رائع. حتى عندما لا تكون النتائج جيدة، يبقى الجمهور رائعاً".

وأضاف الطراد، وهو في المرتبة الـ54 على لائحة أغنياء فرنسا والـ1694 عالمياً: "في الوقت الراهن أحاول التركيز على فريق مونبلييه للكرة المستطيلة وجلب الألقاب. إذا أحرز مونبلييه لقب البطولة هذه السنة سأنظر في الملف".

مقاول ناجح

وحصّل الطراد ثروته من العمل في مجال المقاولات، إذ يدير الطراد اليوم شركة للسقالات تحتل الريادة في الميدان أوروبياً.

ويتحدر الطراد من البدو الرحّل في الجزيرة السورية (الرقة). وصل إلى فرنسا عام 1969،  حيث كان عمره لا يتجاوز 20 عاماً، لمتابعة دراسته بعد حصوله على منحة من بلده الأصلي سوريا بفضل نتائجه الدراسية الجيدة، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الإعلاميات.

لماذا قررت دريفوس بيع "مارسيليا"؟

بالعودة إلى نادي "مرسيليا"، فإن مالكة النادي مارغاريتا لويس دريفوس أعلنت قبل أسبوعين في رسالة إلى الجماهير عرض مرسيليا للبيع قائلة: "أتفهم غضبكم لعدم قدرة أولمبيك مرسيليا على المنافسة وأبلغكم قراري ببيع النادي إلى أفضل مستثمر ممكن على المدى البعيد".

وتابعت "لحظة اختيار المشتري سأبلغ عمدة المدينة والمشجعين بالأمر".

وورثت مارغاريتا لويس-دريفوس نادي مرسيليا عام 2009 بعد وفاة زوجها، رجل الأعمال روبير لوي-دريفوس، والذي كان اشتراه عام 1996.

ويعاني مرسيليا، المتوج عشر مرات بالدوري الفرنسي، هذا الموسم حيث يحتل المركز السادس عشر، ويبتعد 5 نقاط عن خطر الهبوط قبل ثلاث مراحل من النهاية.

سيرة نجاح الطراد باتجاه الثراء

وبالعودة إلى مسيرة الطراد المهنية في طريقه للثروة، فقد اشتغل الطراد من سنة 1975 إلى 1980 مهندساً لدى شركة "ألكاتيل"، ثم "طومسون" قبل أن ينتقل إلى أبو ظبي للعمل لدى شركة نفطية.

وحسب تقرير قديم لـ "فرانس برس"، فإن مسار الطراد كمقاول انطلق منذ سنة 1984 حيث أنشأ مقاولته الخاصة للإعلاميات بفرنسا التي باعها عاماً بعد ذلك. اشترى بعدها شركة للسقالات (ألواح خشبية أو معدنية تعلق بطريقة تمكن العمال من الوصول إلى الأماكن المرتفعة) والتي شكلت انطلاقة لبناء صرح شركته المعروفة اليوم باسم "مجموعة الطراد".

30 عاماً بعد ذلك، تعد الشركة اليوم أول مجموعة على المستوى الأوروبي المختصة في السقالات، والتي يوجد مقرها الرئيسي بمدينة مونبلييه بجنوب فرنسا، وتشغل 7300 عاملاً، وحققت رقم معاملات بـ870 مليون يورو العام الفائت.

وبشرائه لشركة "هيرثيل" الهولندية في آذار من السنة الفائتة، ستضاعف شركته رقم معاملاتها إلى 1,6 مليار يورو، وسيصل عدد عمالها إلى 17000 عامل.

وبعيداً عن مجال الأعمال والتجارة، يهوى محمد الطراد رياضة الكرة المستطيلة. وفي 2011 ترأس نادي مونبلييه لهذه الرياضة في وقت كان يعاني فيه هذا الفريق الكثير من الصعوبات، وضخ فيه 2.4 مليون يورو، وقام بإصلاح هيكلي للنادي.

في آذار من السنة الفائتة، دخل الطراد إلى قائمة أثرياء العالم التي تنجزها مجلة "فوربس" الأمريكية. وأصبح يحتل المرتبة 1741، وعلق البعض على هذا الترتيب مازحاً بكونه من أفقر أغنياء العالم.

وتنشط مجموعة الطراد في أكثر من 100 بلد، في مجال الإنشاء والصناعة، بما فيها الولايات المتحدة، لكن الغالبية العظمى من عملائه في أوروبا، لاسيما فرنسا.

"انسلخ عن سوريته" لأسباب لم يكشف عنها إعلامياً

واستطاع السوري العربي أن يتعلم الفرنسية ويؤسس شركة عالمية داخل بلد معروف بحاجة اقتصاده إلى قفزة في قطاع المشاريع، ولعبت شركته بالصدفة دوراً في الحفاظ على الهندسة المعمارية الفرنسية.

لم يزر الطراد سوريا منذ عام 1972، عندما التقى والده شيخ العشيرة حينها. يقول عن هذه الحادثة: "أدركت سريعاً أني لا أستطيع القدوم مرة أخرى. إلى أين أعود؟ لقد حجزت تذكرة دون أن أفكر بالعودة".

ويبلغ الطراد من العمر الآن، 66 عاماً.

ترك تعليق

التعليق