صدق أو لا تصدق.. موالون يطالبون "القائد" بإقامة صلاة "الاستكهراب"


رغم أنه مصطلح لا يمت للعربية بصلة إلا أنه بات الأكثر استخداماً في شبكات إعلام النظام وصفحات أنصاره في الساحل السوري في الأيام الماضية، يتناولونه بجدية حيناً وسخرية حيناً آخر.

"الاستكهراب"، واضح أن معناه صلاة تقام طلباً للكهرباء من رب العالمين، بعدما هطلت الأمطار عقب صلاة الاستسقاء التي دعا إليها رأس النظام الجمعة قبل الماضية، ها هم أنصاره يطالبونه بالدعوة إلى هذه الصلاة "المبتكرة" علّها تحل عقدتهم مع الكهرباء التي تصلهم بالقطارة، أو لا تصل.

أول من طالب بصلاة الاستكهراب هي سيدة من أقرباء الأسد في القرداحة هي رولا الأسد وكتبت على صفحتها في "فيسبوك": "بما أن قائدنا توسط لنا مع الرب وأسقط الأمطار فإني أطالبه بالدعوة لصلاة استكهراب".

وانتشرت الدعوة لهذه الصلاة بين الموالين بسرعة، انتشار النار في الهشيم، منهم من تداولها جاداً مقتنعاً بأن قائده الملهم يمكنه حلّ مشكلة الكهرباء عبر إقامة صلاة الاستكهراب أسوة بحلّه مشكلة الجفاف بصلاة الاستسقاء، ومنهم من نشرها من باب السخرية والتندر.

تاريخ طويل

اعتاد حافظ الأسد على الدعوة لصلاة استسقاء سنوية، كان يوجه بإقامتها عند التأكد من قدوم منخفض جوي ماطر، وما تكاد الصلاة التي يلتزم بإقامتها مشايخ السلطة تنتهي حتى يبدأ هطول المطر، وهذا من الأسباب التي دفعت بسطاء الموالين للاقتناع بحكمة قائدهم "المفدى" واقترابه من صفة الألوهية، وهو الأمر الذي دعوا إليه في مسيراتهم مرات عديدة بهتافهم المعروف "حلّك يا الله حلّك يقعد حافظ محلّك".

وتابع الابن بشار محاولة ترسيخ فكرة قدرة الرئيس على فعل كل شيء من خلال استمراره بالدعوة لإقامة صلاة الاستسقاء عند وصول منخفض جوي يحمل الأمطار.

هل يصدق القائد الجديد الملهم أيضاً نفسه بأنه قادر على استحضار الأمطار، وهل يمكن أن يبادر بالدعوة لصلاة استكهراب؟، قد يفعل ذلك عندما يجد حلاً لمشكلة الانقطاع المستمر، فيدعو لهذه الصلاة قبل تشغيل محطات توليد توفرها بشكل دائم.

يذكر أن حافظ الأسد وبعد معاناة طويلة من انقطاع الكهرباء في سوريا، ترأس في نهاية ثمانينيات القرن الماضي اجتماعاً في وزارة الكهرباء، وأمر القائمين عليها بتوفير الكهرباء بشكل مستمر، وكانت الوزارة قبل ذلك قد جهزت ثلاثة محطات توليد في ريف دمشق وحمص وسهل الغاب منحتها الصين لسوريا، وفي اليوم التالي تم تشغيلها دون انقطاع، ووظف الأسد هذا الحدث باعتباره إنجازاً فردياً في محاولة إقناع السوريين بأن تدخلّه في أي أزمة يعني إنهائها.

ترك تعليق

التعليق