لماذا لم يسع النظام لاسترجاع حقوله النفطية من تنظيم الدولة..؟!


كثيرة هي الأسئلة التي كانت تستفزنا ونحن نتابع أخبار استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على أغلب الإنتاج النفطي السوري قبل أكثر من ثلاث سنوات، وكذلك استيلاء القوات الكردية على حقول رميلان، إذ أن النظام لم يبد محاولات لاسترجاع تلك الحقول، أو أنه لم يعمد حتى لقصفها وإحراقها حتى لا يستفيد منها التنظيم.. فلماذا..؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال، دعونا نعطي لمحة عن واقع إنتاج النفط في سوريا، قبل العام 2011، ومن هي الشركات العالمية المسيطرة على هذا الإنتاج وحصة الحكومة السورية منه.

من المعروف أن إنتاج سوريا من النفط كان قبل العام 2011 يتراوح بين 340 ألف برميل يومياً إلى 370 ألف، وفي أحيان قليلة كان يصعد إلى ما فوق 380 ألف برميل يومياً.. وكان يقوم باستخراج هذه الكمية من النفط عدة شركات عالمية، يأتي على رأسها، شركة شل الهولندية البريطانية بالشراكة مع شركة الفرات للنفط، وجميع حقولها تقع في منطقة الرميلان، ويبلغ إنتاجها أكثر من 110 ألف برميل يومياً.. أما الشركة الثانية فهي شركة توتال الفرنسية في منطقة دير الزور وتستخرج النفط بالشراكة مع شركة نفط دير الزور السورية، ويبلغ إنتاجها نحو 70 ألف برميل يومياً.. أي أن انتاج الشركتين يبلغ أكثر من 200 ألف يومياً.. أما طبيعة الشراكة مع الشركتين السوريتين، فهي تقوم على جانبين، الأول أن يكون نسبة كبيرة من كادر الشركتين الأجنبيتين هم سوريون، أما بالنسبة للإنتاج، فتقوم الحكومة السورية بشرائه منهما بسعر أقل بقليل من الأسعار العالمية وبالليرة السورية حصراً..

أما ما تبقى من الإنتاج النفطي والبالغ أكثر من 150 ألف برميل يومياً، فكانت تستخرجه عدة شركات، منها كندية على وجه الخصوص ومنها سورية.. وكان يتم شراء النفط بنفس الطريقة..

بمعنى أوضح، فإن الإنتاج السوري النفطي في أغلبه، كانت الحكومة السورية تشتريه من الشركات الأجنبية بالكامل تقريباً، تستهلك منه حاجتها المحلية والبالغة أكثر من 100 ألف برميل يومياً، والباقي تقوم بتصديره بالدولار، عبر شركات أجنبية أخرى، كان يسيطر عليها محمد مخلوف خال بشار الأسد، ويجني من خلالها أرباحاً شخصية طائلة..

ولعل ذلك يفسر سر عدم اهتمام النظام لضياع إنتاجه النفطي، كونه كان بالأساس يشتريه من الشركات الأجنبية.. والمتغير الوحيد الذي حصل معه، أنه كان يشتريه بالليرة السورية، بينما أصبح الآن يشتريه بالعملة الصعبة.. أو أن إيران هي من تقوم بتزويده بالنفط.. الأمر الذي لم يدفعه لاسترجاع حقوله النفطية لأنها بالأساس ليست له وهي ملك للشركات الأجنبية، وعندما قام تنظيم الدولة الإسلامية بالسيطرة على الحقول النفطية، ظل النظام يشتري النفط الخام منه وبالليرة السورية دون أن يؤثر ذلك على اقتصاده بشكل كبير..

ترك تعليق

التعليق