قصة نظام الأسد مع الأبقار


ليس بريئاً المرسوم التشريعي الذي أصدره بشار الأسد على حين غرة، وبعد يوم واحد فقط من مناقشته وإقراره في مجلس الشعب، والذي يقضي بإعفاء الأبقار المستوردة من الرسوم الجمركية وكافة الضرائب ولمدة خمس سنوات، فقد عودنا نظام الأسد في مثل هذه الحالات، أنه لا بد أن يكون هناك صفقة فساد كبيرة وورائها أحد رجالات الأعمال المرتبطين به، والذي ينوي إدخال أعداد كبيرة من الأبقار، بشرط أن تحقق له أكبر قدر ممكن من الربح مع تسويقها بأقصى سرعة ممكنة..

وكما هو معروف، فإن النظام استهدف مناطق المعارضة دون تمييز بين بشر أو حجر، حتى الحيوانات والأشجار والنباتات لم تسلم منه، بل تعامل معها على أنها جميعها ثارت عليه.. لذلك هو المتسبب الأول في خسارة ثروة سوريا من الأبقار والتي كانت تتجاوز قبل العام 2011 ، الـ 5 ملايين رأس، بينما حالياً تشير الأرقام إلى أنها أقل من مليون بكثير.. فأين ذهب كل هذا الفارق..؟، وكيف صحا النظام فجأة، إلى أنه بات بحاجة ماسة لترميم ثروته الحيوانية، ومن الأبقار تحديداً..؟!، ومن جهة ثانية، ما هو مصدر هذه الأبقار، إذا ما علمنا أن العقوبات الأوروبية، لا تسمح له باستيرادها..؟

تشير معلوماتنا، التي حصلنا عليها من مصادر على اطلاع بقضية استيراد الأبقار، إلى أن أحد رجال الأعمال اللبنانيين المقربين من النظام هو من وقع عليه الاختيار لاستيرادها، لكنه اشترط أن يتم اعفائها من الرسوم الجمركية لدى إدخالها من لبنان إلى سوريا، وهو ما حصل عليه بأسرع من البرق..

كما وقعنا على أخبار تتحدث عن محاولات كانت تقوم بها جهات حكومية منذ العام 2015، لاستيراد الأبقار، ومنها اتحاد غرف الزراعة السورية، الذي استطاع توقيع عدد من الصفقات في هذا المجال، إلا أنه في اللحظات الأخيرة لم يسمح له باستيرادها بحجة الأولويات، الأمر الذي أسهم في استنفاذ المزيد من الثورة الحيوانية..

وفي سياق متصل، يتهم النظام معارضيه بأنهم قاموا بتهريب مئات الآلاف من الأبقار إلى دول الجوار وبالذات العراق وتركيا، وبيعها هناك بأثمان بخسة، إلا أنه لم يقدم أي دليل على عملية تهريب واحدة، ويميل الكثير من المراقبين، إلى أن عناصر جيش النظام والمخابرات كانوا يسرقون الأبقار من مناطق المعارضة ويقودونها إلى مناطقهم أو يبيعونها لمحال الذبح بأسعار بخسة.

ومهما يكن، يبقى الحديث عن فقدان سوريا لثروتها الحيوانية، ليس ذا قيمة، مقابل ما فقدته من ثروتها البشرية.. فما أهمية الحديث اليوم عن خسارة ملايين الخواريف والأبقار، إذا كان نصف الشعب السوري قد هجر بلده..؟!

ترك تعليق

التعليق