كم قُتل من أبناء طرطوس حتى الآن؟!


بدأ إعلام النظام يطلق على محافظة طرطوس بأنها مدينة "الشهداء"، وذلك بالتزامن مع الحديث عن إطلاق العديد المشاريع الاقتصادية والخدمية فيها، وكأنه لولا ما قدمته هذه المحافظة من أعداد كبيرة من القتلى دفاعاً عن الأسد، فإنها لن تحظى بالرعاية والاهتمام الذي تحظى بهما الآن.. فهل إلى هذا الحد دم أبناءها رخيص على ذويهم، لدرجة القبول بمقايضته ببعض المشاريع الخدمية..؟!

يقول الناشط "أحمد حسن"، وهو من طرطوس، أن النظام السوري كان دائماً يتعامل مع أبناء محافظته على أنهم يأتون في المرتبة الثانية بعد أبناء محافظة اللاذقية، وهو المنطق الذي دفعه للزج بهم في واجهة المعارك التي يخوضها مع معارضيه، ما تسبب بخسارة المحافظة لخيرة أبنائها من الشباب.

وبيّن حسن، الذي هرب من الخدمة العسكرية إلى تركيا منذ ثلاث سنوات، ومنها إلى أوروبا، أن النظام يقدم أعداداً للقتلى في طرطوس تقدر بنحو 10 آلاف، بينما على أرض الواقع فإن العدد أضعاف هذا الرقم بكثير، مشيراً إلى أنه في كل بيت في طرطوس هناك "شهيد" أو أكثر. هذا عدا عن أعداد الجرحى الذين يقدرون كذلك بعشرات الآلاف.

وتابع حسن، أن ما يقوم به النظام من حركات، توحي باهتمامه بالمحافظة من الناحية الخدمية والاقتصادية، ما هي إلا حركات شكلية واستعراضية، الهدف منها امتصاص غضب الأهالي لفقد أبنائهم، لافتاً في الوقت نفسه، إلى أن الحديث عن هذه المشاريع مستمر منذ أكثر من أربع سنوات، بينما على أرض الواقع لم يتغير شيء، بل على العكس، فإن الأوضاع المعاشية تزداد سوءاً، والكثير من أبناء المحافظة لا يجدون قوت يومهم، لهذا يرى حسن، أن النظام كان منذ البداية حريصاً على عدم كفاية طرطوس من الخدمات والمشاريع الاقتصادية، من أجل أن تبقى الخدمة العسكرية، مصدر الرزق الوحيد لأبنائها.

وختم حسن بالقول، أنه لا يتوقع أن يتوقف أبناء محافظة طرطوس عن الدفاع عن الأسد، ليس حباً به، بل لأن النظام لم يترك لهم خيارات أخرى للعيش.

ترك تعليق

التعليق