واشتعل ضرب "الكفوف" بين رجال أعمال حلب ودمشق


كان رئيس النظام السوري بشار الأسد، قد أصدر الشهر الماضي المرسوم التشريعي 127 لعام 2017، والذي يقضي بتخفيض الرسوم الجمركية على المواد الأولية للمنتجات الصناعية بنسبة 50 بالمئة.. إلى هنا لا يوجد أية مشكلة، غير أن وزارة الاقتصاد أصدرت قراراً فيما بعد، تعتبر فيه الأقمشة والخيوط من المواد الأولية، الأمر الذي أثار غضب رجال الأعمال والصناعيين في حلب، معتبرين أن ذلك سوف يؤثر على صناعة النسيج الحلبية لصالح التجار ومستوردي الأقمشة، والذين ينتمي أغلبهم لمدينة دمشق.. ووصل الأمر بفارس الشهابي رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، إلى حد اتهام عماد خميس، رئيس الحكومة، بأنه متحيز لمدينة دمشق وصناعيها وتجارها.. وهنا تدخل رئيس غرفة صناعة دمشق، سامر الدبس، للرد على الشهابي، مشيراً إلى أن 70 بالمئة من صناعة النسيج أصبحت في دمشق، بعد أن هرب صناعيو حلب إلى خارج البلد هم ومعاملهم..

 وبيّن الدبس أن إعفاء الأقمشة من الرسوم الجمركية بنسبة 50 بالمئة، سوف يؤدي إلى تخفيض أسعارها في الأسواق ما يعني أنها في النهاية لصالح المواطن والمستهلك، إلا أن الشهابي استمر بهجومه على الحكومة وعلى تجار دمشق، متهماً إياهم بأنهم هم من سعوا لاستصدار هذا القرار..

حكومة النظام، التي أثارت الفتنة بين الطرفين، تدخلت بطريقة غريبة، إذ التقى خميس بصناعيي حلب ودمشق، وكلف وزير الاقتصاد والصناعة، بتقديم قاعدة بيانات عن صناعة النسيج والخيوط في حلب، خلال أسبوع، وذلك من أجل اتخاذ قرار نهائي بالموضوع..

وهنا اعترض صناعيو حلب، معتبرين أن فترة أسبوع غير كافية لعمل قاعدة بيانات، وأن رئيس الحكومة يثبت من جديد أنه سوف يحسم المسألة لصالح صناعيي وتجار دمشق، وخصوصاً أن وزير الاقتصاد الذي تم تكليفه باللجنة هو صاحب القرار.. فكيف سيكون الخصم والحكم في نفس الوقت..؟!

ولم تتوقف تفاعلات القضية عند هذا الحد، بل انتقلت بحسب وسائل إعلام النظام، إلى مجلس الشعب، حيث جرت مشادة كلامية بين فارس الشهابي، ومحمد حمشو، أمين سر غرفة تجارة دمشق، الذي وجه كلاماً للشهابي، فيه الكثير من الاتهامات المبطنة لصناعيي حلب، إذ قال له: "إنكم كصناعيين ولديكم الإمكانيات المالية الكبيرة، لم تستطيعوا حماية مدينتكم الصناعية وكان الأولى بكم وكل مصنع من مصانعكم لديه المئات والآلاف من العمال أن تقوموا بتسليح عشرة عمال لحماية كل مصنع، كان لديكم سور عظيم يحمي المدينة".

كان كلام حمشو بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، بين صناعي حلب ودمشق، إذ اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي الحلبية بتوجيه السباب والشتائم لحمشو وتجار دمشق، وبتوجيه من فارس الشهابي، بحسب ما خمنت وسائل إعلام مقربة من النظام..

بدورها، حاولت وسائل إعلام النظام لعب جميع الأدوار، فبعضها وقف مع صناعيي حلب واعتبر قرار وزير الاقتصاد بأنه يستهدف صناعة النسيج الحلبية بشكل مباشر، وبعض الوسائل تناولت صناعي حلب وبالذات فارس الشهابي وشنت هجوماً عليه متهمة إياه بأنه يتحث بطريقة غير لائقة وغير وطنية، وكأنه يعتبر حلب دولة مستقلة عن سوريا.. وقلة من وسائل الإعلام التي وقفت على الحياد دون أن تميل إلى هذا الطرف أو ذاك، فيما حاول موقع سيريانديز لصاحبه أيمن القحف، أن يكسب كلا الطرفين، صناعيو حلب وتجار دمشق..!!

ترك تعليق

التعليق