تنافس إيراني – صيني – روسي على سكك حديد سوريا


تلقّت مؤسسة الخط الحديدي الحجازي، الأسبوع الفائت، عبر هيئة الاستثمار السورية، عرضاً مبدئياً من قبل شركة "ميللي ساختمان" الإيرانية المُقرّبة من "الحرس الثوري الإيراني"، لدراسة وتنفيذ مشروع قطار ضواحي دمشق، ربطاً بمحافظة السويداء في الجنوب السوري، على أن يتم تنفيذه شراكةً مع الصين.

ويتمحور خط ضواحي دمشق في ثلاثة محاور: الأطول بينها بطول 30 كم ينطلق من "محطة الحجاز وسط دمشق، القدم، السيدة زينب، مدينة المعارض، مطار دمشق الدولي"، والثاني بطول 27 كم ينطلق من "الحجاز، الدير علي"، والثالث ينطلق من "الحجاز، دمر دمشق، الهامة" بطول 12 كم.

كانت الشركات الروسية قد دخلت على خط ترميم وبناء السكك الحديد في أواخر العام الماضي، بعد إعلان "قاعدة حميميم الروسية" مطلع العام ذاته بدء عمليات الصيانة الكاملة للخطوط الحديدية على امتداد الساحل السوري بذريعة استخدامها لنقل مُساعدات إنسانية، إلّا أنّ تقارير صحفية أشارت إلى استخدام "روسيا" لتلك الشبكة لأغراض عسكرية تُستخدم ضد القوى المُعارضة لنظام الأسد.

وسائل إعلام روسية كشفت منذ أيام اهتمام شركة "أورال فاغون زافود" الروسية المُختصّة بتصنيع العربات، بتصدير عربات الشحن لشبكة السكك الحديدية بسوريا، تتضمن الصهاريج والعربات المفتوحة والمنصات على أن يتم ترتيبها في العام القادم.

بدورها الصين أعلنت في العام السابق نيّتها تنفيذ مشاريع قطارات كهربائية سريعة في دمشق انطلاقاً من محطة القطارات الحالية في الحجاز وسط العاصمة بتفريع لثلاثة خطوط رئيسية.

وفيما يتعلق بمشروع قطار ضواحي دمشق، فقد أبرمت "مديرية الشؤون الفنية في المؤسسة العامة للخط الحديدي" عقداً مع شركات صينية عبر ممثلها الإقليمي "سليم عساف" بشرط تغطية الشركات 85% من قيمة العقد بفترة تنفيذ 13 سنة.

حتى عام 2016، قدّر مؤتمر عمال السكك الحديدية في دمشق خسائر وأضرار مؤسسة الخط الحديدي الحجازي بـ 180 مليار ليرة سورية منها 158 مليار ليرة أضرار مُباشرة، وأضرار غير مُباشرة بقيمة 22 مليار ليرة.

بينما وبحسب وكالة "سبونتيك" الروسية، بلغت خسائر قطاع السكك الحديدية في سوريا حتى الربع الأول من العام الحالي 530 مليار ليرة سورية منها 168 مليار ليرة أضرار النقل والمنفعة و 323 مليار ليرة أضرار غير مُباشرة في الأدوات المُحركة والمُتحركة.

وبحسب مواقع محلية تراجع عدد مستخدمي القطارات في سوريا من 5،3 مليون مُستخدم في عام 2010 إلى 154 ألف مُستخدم في عام 2013، وأدى تدهور قطاع السكك الحديدية إلى انخفاض عدد العاملين الذي انكفأ إلى 7000 عامل من أصل 12700 عامل قبل العام 2011.

وأعادت دوائر نظام الأسد مطلع العام 2017 تفعيل خط قطار النزهة على محور "الربوة، دمر، الهامة، الجديدة، بسيمة، عين الخضرة، عين الفيجة، دير قانون، وادي بردى، الزبداني، سرغايا"، بعد انقطاع استمر لخمسة أعوام.

وانطلقت خطوط القطارات في سوريا منذ عام 1893 على محور "دمشق، المزيريب" بطول 103 كم، وتم تدشين خط سكة حديد "دمشق، بيروت" عام 1895 بطول 147 كم، وفي عام 1903 تم إنشاء سكة حديد "دمشق، حلب".

وتتنافس إيران والصين وروسيا على تحصيل الحصة الأكبر من كعكة إعادة الأعمار في سوريا، إلّا أنّ صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قالت إنّ مسؤولين في "نظام الأسد" أوقفوا العمل باتفاقيات كثيرة ومُهمّة مع إيران خشية تعاظم التأثير الإيراني في البلاد، ولجذب شركات "روسية وصينية".

وعملت روسيا وما زالت للاستحواذ على عقود اقتصادية في مجالات إستراتيجية عديدة لا سيما في مجال الطاقة، بينما ترى الصين نفسها الرابح الأكبر في حال تنفيذ مشروعها لـ "طريق الحرير" أو ما يُسمّى حديثاً بـ "البحار الخمسة".

ترك تعليق

التعليق