"دولار إدلب" لن يتصاعد كثيراً.. الليرة التركية، هي الأعلى في السيولة النقدية


سجل الدولار صعوداً ملحوظاً في محافظة إدلب، أمام الليرة السورية، بالتزامن مع اقتراب اندلاع معركة محتملة على أطراف المحافظة. لكن يبدو من عملية رصد لسوق الصرافة في ادلب أن هذا الصعود محدود، لاسيما مع ضعف السيولة النقدية من الليرة السورية والدولار وإغراق السوق بالليرة التركية.

وسجل الدولار في مدينة إدلب اليوم الأحد 460 شراء، 462 مبيع. وعلى الرغم من الإقبال على تصريف الليرة السورية بالدولار لم يتم تسجيل أي حالة لتصريف مبالغ كبيرة من الليرة السورية بل أكبر المبالغ لا تتجاوز الـ 3 آلاف دولار. يقول "أبو رفعت"، الذي يدير مكتب صرافة في إدلب، "هناك حركة ملحوظة لتحويل الليرة السورية إلى الدولار لكن من قبل سكان عاديين وبمبالغ صغيرة".

لذلك يبدو أن الصعود الحالي للدولار سيبقى محدوداً.

مصدر مطلع طلب عدم نشر اسمه، قال لـ "اقتصاد" إنه لا يتوقع ارتفاعاً كبيراً في سعر الدولار خلال الأيام القادمة وذلك بسبب قلة كمية الدولار والليرة السورية في الشمال المحرر.

وأشار المصدر إلى أن الليرة التركية تواجدت بكثرة في المنطقة نتيجة لعدة عوامل أهمها دخول أغلب أموال الدعم العسكري والإنساني إلى المنطقة بالليرة التركية كما أن أغلب الحوالات القادمة إلى إدلب تصرف بالليرة التركية. جميع ما سبق أدى لتجاوز نسبة السيولة النقدية بالليرة التركية الـ 80%، بينما تتقاسم الليرة السورية والدولار الـ 20% الباقية.

وتتعدد أسباب الارتفاع الحالي للدولار. وقال "أبو رفعت" لـ "اقتصاد" إن الحدث السياسي هو من يلعب الدور الأكبر في سعر الصرف. وتابع: "المواطن في إدلب شديد الحساسية تجاه أي حدث أو تصريح سياسي أو عسكري. إنه يسارع فوراً لبيع ما يملكه من الليرة السورية وشراء الدولار بهدف حماية نفسه من أي تدهور في العملة السورية".

وهذا يؤدي لعرض كميات كبيرة من الليرة السورية فيتصاعد سعر الدولار.

هناك سبب آخر في صعود الدولار -يقول أبو رفعت- ويتعلق بإغلاق المعابر بين إدلب وحماة وهذا أدى لعدم دخول الدولار من جانب النظام لاسيما مع تصادف إغلاق المعابر مع موسم الفستق الحلبي الذي يصدر من قبل تجار النظام نحو الخارج ويدفعون قيمته بالدولار لتجار الشمال المحرر ما ساهم في ضعف عرض الدولار.

هناك أسباب أخرى، تتمثل في ضعف الرواتب والدعم المالي الذي كان يقدم من الجهات المانحة بكميات كبيرة، لكن معظم موارد الدعم تقلصت وكانت تدخل إلى المناطق المحررة بالعملة الصعبة.

من جانبه اعتبر "عبدو درويش"، مدير شركة صرافة في سرمين بريف إدلب، أن ارتفاع الدولار في محافظة إدلب يعود إلى عدة أسباب عديدة أولها تدهور الليرة التركية ما تسبب بحدوث طلب كبير على الدولار عوضاً عن شراء الليرة التركية التي تشهد حالة من عدم الاستقرار. يقول درويش: "السكان متخوفون من ادخار أموالهم بالعملة التركية كما كانوا يفعلون سابقاً". ومع ذلك يحتفظ المئات بكميات جيدة من هذه الليرة.

وأفاد درويش أن الأخبار المتداولة في المحافظة عن اقتراب نشوب معركة إدلب أدت للجوء عشرات السكان لتحويل مدخراتهم من الليرة السورية إلى الدولار لكن تبقى هذه النقطة ضعيفة التأثير على سعر صرف الدولار لأن تواجد العملة السورية في أيدي السكان محدود.

وقال درويش: "طوال شهر رمضان استقر الدولار على 440. لكن عقب التصريحات التي أطلقها النظام وروسيا حول معركة إدلب بدأ الدولار في الصعود أمام الليرة السورية".

ترك تعليق

التعليق