كهرباء النظام للسوريين: استحموا واغسلوا خارج وقت الذروة


بعد مجموعة من النداءات من جمهور "فريق البراميل" استمرت ليومين، اجتمع وزيرا كهرباء ونفط النظام، وبشّرا هذه الجموع بأنه لن يتم قطع التيار الكهربائي في وقت نقل مباراة فريقهم مع منتخب فلسطين، وانهالت بعد القرار الدعوات والرضا على هذا الشعور الوطني العارم لكلا الوزيرين.

وطوال يوم أمس الأول، ومنذ الصباح، تحمّل هؤلاء قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة كرمى لعيون (نسور قاسيون) الذين سيفوزون، ومن أجلهم يمكن تحمل عناء العتمة وتعطل المصالح، ولكن ما إن بلغت السابعة مساء حتى بدأ سيل اللعنات على الوزارتين، وأما من حظي بالمشاهدة فطاولت لعناته "فريق البراميل" الذي ظهر دون مستوى الأحلام.

تقنين عشوائي

لم تستطع وزارة كهرباء النظام الايفاء بوعودها خلال فصل الشتاء، وعانى السوريون حتى في معقل الأسد (اللاذقية) من انقطاعات وصلت إلى 10 ساعات دفعة واحدة، وذلك بعد اعتراف الوزارة بعدم قدرتها على إنتاج ما يكفي، والسبب الحرب التي شنتها "العصابات المسلحة" على البنية التحتية، وعدم توافر قطع الغيار بسبب "الحصار الجائر".

في ريف دمشق الغربي الانقطاعات بحسب مواطنين ليست مدروسة، والتقنين عشوائي هذا عدا عن الأعطال التي تزيد من ساعات العتمة، وضعف كادر الصيانة، وبهذا الصدد يقول "أبو فراس"، سائق على خط دمشق- قطنا، "مسافة 24 كم هي بين مدينة قطنا ومدخل العاصمة لا يمكن أن ترى فيها بيتاً واحداً مناراً طوال ساعات الليل الطويلة، وحتى كهرباء الشوارع مطفأة وفي أحسن الأحوال ثلاثة أرباعها".

"م. ر" ربة منزل تقول: "لا تستطيع أن تحدد متى يمكن أن تغسل أو تكوي، وهذا عدا عن الأعطال التي تعتقد أنها (تقنين) ويتبعها تقنين لثلاث ساعات أي يمكن أن يمر نصف النهار دون كهرباء".

الفواتير في زيادة

المواطن يجب أن يدفع ما عليه من التزامات وإلا سيحول إلى القضاء بعد تأخره عن الدفع لدورتين، وأيضاً سيتم قطع التيار وسحب العداد، وهذا يترتب عليه مبالغ طائلة ورشاوى.

يضحك "محمد .ع" ساخراً: "ستدفع الفاتورة إن كان هناك تيار مستمر أو متقطع كما هي حالنا في (قدسيا)، وقيمة الفاتورة تزيد كل شهر ما بين 500-1000 ليرة دون أن يحضر مؤشر العداد، ونحن بالكاد نحس بوجود كهرباء".

الوزارة تنصح.. وتكذب

بعد أن فقدت وزارة كهرباء النظام أي حلول لشكاوى الناس لم تجد سوى إسداء النصائح، وإلقاء التهم على المواطنين باعتبارهم هم من يتسببون بهذه الانقطاعات والأحمال على الشبكة.

تقول الوزارة: "إن إطفاء 4 مليون مواطن شمعة واحدة فقط (800 واط) من المدفأة الكهربائية لمدة 10 ساعات يومياً يوفر حوالي 32 مليون واط أي ما يعادل محطة توليد قيمتها 600 مليون يورو، وإطفاء 4 مليون مواطن لمبة واحدة لا غير (100 واط) خلال خمس ساعات توفر ما يقارب 400 ميغا واط وإذا جمعنا هذه الكمية مع 600 ميغا واط يعني نهاية التقنين نهائياً".

وحسب جريدة الثورة التي نقلت ذلك عن مصدر في الوزارة: "المصادر أشارت إلى وجود تحركات تقوم بها وزارة النفط والثروة المعدنية لتأمين كميات إضافية من مادة الغاز لمحطات توليد الكهرباء، في حين كشفت المصادر على المقلب الآخر جهوزية وزارة الكهرباء لتوليد كامل حاجة القطر".

بين مقلب وآخر من الأوهام والإمكانيات الخرافية غير المتاحة يقول نفس المصدر: "الدارة المركبة في محطة تشرين استطاعتها 450 ميغا واط وهي تحتاج حالياً إلى مليون و500 ألف م3 غاز جاهزة للاقلاع من جديد شأنها في ذلك شأن الغازيتين (دارة بسيطة) في محطة تشرين أيضاً استطاعتها 250 ميغا واط واحتياجها 1،4 مليون م3، والدارة المركبة في محطة جندر(غازية +مرجل) استطاعتها 150 ميغا واط واحتياجها 800 ألف م3، وغازيتي بانياس وجندر تحتاجان 1،8 مليون متر مكعب غاز".

استحموا واغسلوا ليلاً

الوزارة تنفي عبر المصدر نفسه أنها طلبت من مشتركيها يوماً العيش في الظلام أو عدم التدفئة والاستحمام والغسيل والكوي.

المصدر يقول إن الوزارة المبجلة: "تمنت عليهم ترحيل هذه الملفات إلى خارج ساعات ذروة استجرار الطاقة الكهربائية الممتدة بين الساعة الخامسة عصراً وحتى العاشرة ليلاً فقط لا غير (فترة إنارة فقط) للحيلولة دون خلق أحمال كبيرة تزيد عن الكميات المولدة وتلحق بالمنظومة الكهربائية (مراكز تحويل ـ الكابلات ـ خطوط النقل ...) أضرار فادحة تتطلب صيانتها وإصلاحها ساعات أو أيام وعشرات الملايين من الليرات إن لم نقل مئات".

حتى تاريخه لم تنته اللعنات على الوزارة والوزير، وكان من الممكن أن يخفف فوز "منتخب البراميل" من سخط المؤيدين لكنه خذلهم أيضاً.

ترك تعليق

التعليق