بعد أن دمر مدن السوريين.. مطار حميميم يلوث مزروعات ريف جبلة


الكوارث التي جلبها النظام للسوريين تتلاحق، وبأيدي من يحمونه اليوم باسم الدفاع عن الدولة ووحدة البلاد، وهم يحققون ذلك من خلال تدمير كل البنى الاقتصادية والمجتمعية لسوريا التي باتت دولة محتلة.

مطار حميميم الذي بات مثار ذعر السوريين ممن خرجوا على النظام نتيجة ما تمطرهم به طائراته تحول في نفس الوقت إلى كابوس للمزارعين الذين يجاورونه.

صرف صحي ومخلفات وقود

سكان قرية حميميم أرسلوا بشكوى إلى (تلفزيون الخبر) الموالي الذي نشر الشكوى، وتتضمن شكواهم تسرب مياه الصرف الصحي ومخلفات وقود الطيران الروسي.. تقول الشكوى: "إن الآبار التي نستخدمها للسقاية تلوّثت بمياه الصرف الصحي التابع للمطار، لأنه مفتوح بشكل كامل، ما سبب ضرراً لزراعتنا وتوقفنا عن السقاية".

في الجانب الآخر من المصائب التي تخلفها محروقات الطيران عند تعبئة خزاناتها.. تتابع الشكوى: "عند قيام الجهات المسؤولة في المطار بتعبئة المحروقات للطائرات الموجودة داخله، تسرّبت إلى آبارنا ما أدى إلى تلوث المياه بداخلها، وأصبحت مياه آبارنا ملوّثة بالمواد النفطية أيضاً".

ثلاث سنوات تلوث.. ولا أحد

سكان البلدة الموالية التي تحتضن مطار الموت يقولون إن القصة قديمة، وهم نبهوا المسؤولين في المنطقة إلى هذه الكارثة منذ وقت طويل ولكن لم يستجب كالعادة لشكواهم أي أحد.

يقول المشتكون: "تقدمنا بطلب إلى الموارد المائية ليجدوا لنا الحل أو يقوموا بإغلاق الصرف الصحي بمسافة 100 متر بعد منازلنا، إلا أن الوضع مازال على حاله..المشكلة بدأت منذ ثلاث سنوات، وتقدمنا بشكاوي متعددة إلى الخدمات الفنية والموارد المائية والمحافظة، إلا أننا لم نجد أي استجابة، الآن لم نعد نستطيع استخدام آبارنا، تضررت زراعتنا، خاصة زراعة الحمضيات".

الجهات لا تنكر.. ولا تفعل

لا تنكر مؤسسات النظام المعنية حدوث المشكلة وإطلاعها عليها بل تذهب أكثر من ذلك عندما تتحدث عن معاينتها لآبار المنطقة وجدية شكوى الأهالي.. يقول مدير الموارد المائية: "المشكلة بدأت منذ عدة سنوات، لدينا اطلاع على وضع الآبار في المنطقة، وقمنا بزيارة المنطقة، وبتحليل مياه الآبار المذكورة أعلاه، لاحظنا تسرّب زيوت وشحوم و مياه صرف صحي التابعة لمطار حميميم إلى هذه الآبار، ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة".

يبدو أن هذه الجهة لا تجرؤ على مخاطبة سلطات الاحتلال الروسي التي ترى أنها أراضِ روسية، وكان منظر رئيس النظام وهو يُمنع من اللحاق بالرئيس الروسي في نفس المطار خير دليل على ذلك فكيف بمجموعة من بسطاء الفلاحين؟

المسؤول في مديرية الموارد المائية وعد بمعالجة المشكلة كي يداري عجزه، وهذا ما يمكن أن يقوم به، وإلا لماذا هذه السنوات من العجز عن معالجة مشكلة يمكن حلها بإغلاق الصرف الصحي وتحويله إلى البحر أو إلى أي مسار آخر بعيداً عن أراضي الفلاحين.. لكنه ذل الاحتلال والعملاء.

في ردود وتعليقات على الخبر دافع بعض المؤيدين عن وجود المطار في أنه كان السبب في حماية سوريا من "الإرهاب وسقوطها"، ورد البعض من المعارضين بقسوة الحقيقة.. كتب أحدهم: "هذا المطار الذي احتضن الطائرات والمقاتلين الروس حماة سوريا حماة الوطن.. وشو فيها اذا مات كم شخص من ورا (شـ ***) هؤلاء الابطال.. الرئيس لا تواخذني نسيت اذكرك بس بتذكر اخر مرة دخلت هل المطار يادوب حرس بوتين سمحولك تمشي".


ترك تعليق

التعليق