فراريج النظام تموت برداً.. والأسعار تطير


النظام من أزمة إلى أخرى، وكذلك المواطن من هوة إلى أخرى بعد أن انهار اقتصاد البلاد على وقع الدمار الذي خلفته آلة القمع والدمار الأسدية، ولا يكاد يمر يوم دون أن تخلق أزمة جديدة يكون ضحيتها المواطن الذي بالكاد يقدر على الحياة.

أزمة الغاز والوقود المستمرة منذ بداية الشتاء ألقت بنتائجها على قطاعات اقتصادية تمس حياة الناس، وآخرها الارتفاع الكبير المفاجئ الذي طرأ على أسعار الفروج، المادة الوحيدة المتبقية للمواطن التي قد تُشعر عائلته بأنهم على قيود البشر بعد أن صار لحم الخروف من بقايا ذكريات الأمس حين بلغ سعر الكيلو ربع راتبه الشهري وتجاوز 6000 ليرة للكيلو غرام.

الأسعار تحلق

وصل سعر كيلو الفروج المذبوح بالأمس إلى 2300 ليرة سورية في العاصمة دمشق مرتفعاً حوالي 600 ليرة للكيلو، وهذا وفق وسائل إعلام النظام ومواقع التواصل التي تحدثت عن صدمة بأسواق بيع الفروج نتيجة هذا الارتفاع الكبير.

هذه الأسعار ليست في دمشق وحدها بل في أغلب المحافظات، ونقلت "تشرين"، الجريدة الناطقة باسم حكومة النظام أن هذا الارتفاع يبلغ حوالي 35% عن السعر قبل أسبوعين.

أما في حلب فقد ارتفع سعر الفروج المذبوح حوالي 25% وفي السويداء وصل سعر كيلو الفروج الحي إلى ألف ليرة وعزا الباعة ارتفاع أسعاره إلى انخفاض العرض مقابل الطلب بسبب توقف بعض المداجن عن الإنتاج.

البرد يقتل الصيصان

بالعودة إلى السويداء فقد توقفت 129 مدجنة عن العمل، والسبب يعود لبيع المربين لمنتجهم بأقل من سعر التكلفة ما أدى إلى تراجع الإنتاج، وفي دمشق نقلت الصحيفة عن أحد الباعة أن "17 مدجنة لتربية الدواجن في ريف دمشق توقفت عن الإنتاج بسبب ارتفاع تكاليف تربية الدواجن وكذلك لنفوق أعداد كبيرة من الصيصان نتيجة البرد الشديد وقلة مادة المازوت اللازمة لتشغيل مولدات التدفئة".

الفروج من الماضي

مواطنون تحدثوا لـ "اقتصاد" عن وصول الفروج إلى ارتفاعات كبيرة قبل هذه الأزمة الجديدة، وقالت أم مروان: "الفروج كان حلماً بالنسبة لنا ولا يدخل بيتنا إلا في أول الشهر وهذه حال أغلب الجيران".

في ريف دمشق الغربي حيث يعيش عدد كبير من المهجرين ويعانون من غياب المعيل وغلاء بيوت الايجار وقلة العمل قال "أبو أحمد" وهو أحد مهجري "الحجر الأسود": "من يستطيع أن يدفع 5000 ليرة ثمن فروج لا يتجاوز وزنه 2 كيلو غرام لعائلة تتألف من 6 أشخاص، وصل فينا الحال إلى الكفر بهذه الحياة".

لا وقود لتدفئة المداجن

وفي أسباب هذه الارتفاعات المباشرة، نقلت جريدة "تشرين" عن باعة في سوق الجزماتية بالمديان أن "ارتفاع أسعار الفروج تعود إلى نفوق عدد كبير من الدجاج نتيجة البرد وانعدام التدفئة نتيجة عدم توافر مادة المازوت ولجوء العديد من المربين إلى تدفئتها على الفحم والذي قد لا تفي بالغرض بشكل جيد مما أدى إلى قلة توافر الفروج في الأسواق".

أيضاً من الأسباب التي ساهمت بهذه الارتفاعات، كثرة الطلب وقلة العرض، وارتفاع تكاليف تربيتها وأسعار الأعلاف.

مؤسسات عاجزة.. وكاذبة

في أحاديث مع بعض سكان دمشق وريفها، أجراها موقع "اقتصاد"، شكك الكثير منهم في قدرة النظام ومؤسساته على تجاوز الأزمات المتلاحقة التي تخنق الناس، مشيرين إلى أنهم اعتادوا هذه المماطلة والتسويف، وتصريحات مسؤوليي النظام التي لا تتجاوز البحث عن أعذار واهية. وقال أحدهم: "النظام عاجز عن تأمين مستلزمات السكان حتى في مناطق مؤيديه. الطوابير التي ترونها ما هي إلا انعكاس لأزمات ستستمر، والقادم يبدو أسوأ".

ترك تعليق

التعليق