رغم طرده من الوزارة بفضيحة منذ عدة سنوات.. إلا أن نفسه لا تزال راغبة في توليها


تثير منشورات وزير الاتصالات الأسبق، عمرو سالم، على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، الكثير من التساؤلات عن سر اهتمامه بالشأن الحكومي السوري وخصوصاً ما يتعلق بموضوع الاتصالات، بالإضافة إلى الحديث عن بطولاته وانجازاته، في شتى المجالات التي عمل فيها، من "مايكروسفت" في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ومن ثم تسلمه دفة الوزارة من العام 2005 حتى العام 2007، والخروج منها بفضيحة فساد مدوية لاتزال آثارها عالقة به حتى اليوم.

وما يلفت الانتباه في منشورات الوزير الأسبق عمرو سالم، هو التأكيد على نزاهته، وسرد الإغراءات التي تعرض لها عبر سنوات عمله، والتي كان له أن يجني منها أموالاً طائلة، إلا أنه كان يرفض أن يسعى إلى مصالح شخصية، ويعتبر ما يقوم به، هو مهام وطنية وعلمية، بحسب وصفه.

ويضرب مثالاً "عندما وافقت على توقيع العقد مع شركة مايكروسوفت وقبول عرضهم الّذي عدّلوه ثلاث مرّاتٍ ظنّاً منهم أنّني كنت أرفضه لأسباب ماديّة، ولم يكونوا يعلمون أنّني كنت أرفضه لأنّ قلبي لم يكن يقبل بترك دمشق ولا الجمعيّة ولا من أحبّ فيها".

ولعل آخر ما كتبه الوزير سالم، منشوراً على صفحته في فيسبوك، تحدث فيه عن الأسباب التي لا تدفع الدولة للاستفادة من خبراته وخدماته الرفيعة، حيث أشار إلى حادثة قديمة من أيام حافظ الأسد، وبالتحديد في العام 1997، عندما كان في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، حيث عرض عليه وزير السياحة آنذاك دنحو داوود أن يوقع معه عقداً استشارياً، بعد سلسلة خدمات قدمها للوزارة.

ويقول سالم، أن الوزير داوود، وعلى الرغم من أنه حصل على موافقة الجمعية العلمية السورية لتوقيع العقد معه دون علمه، إلا أنه رفض أن يوقع العقد، كما رفض أن يتقاضى أي مبلغ مالي مقابل ما قدمه لوزارة السياحة من خدمات.

ويضيف "بعد شهرين أو ثلاثة أشهر، اتّصل بي السيّد الوزير ودعاني إلى فنجان قهوة في مكتبه. وعندما دخلت، قال لي: أنت غريب! وعندما سألته عن السّبب، قال أنّ هناك من كتب بك تقريراً قدّمه إلى الجهات المعنيّة يقول أنّني استغلّيت عضويّتي في مجلس الإدارة وحصلت على عقود بالملايين".

ويتابع "وصل الأمر إلى القصر الجمهوري، وتمّ سؤال السيّد الوزير /وزير السياحة/ عن العقود الّتي حصلت عليها، فذكر لهم القصّة، وقال لهم، لم يقبل حتّى بكلفة بنزين سيّارته".

وأضاف "علمت بعد ذلك أنّ من رفع التقرير، كان صديقاً لي ولم يكن موظّفاً في الدّولة ولا مسؤولاً، بل كان لديه عقود مع الوزارة وخاف أن أنافسه".

لذلك ينتهي سالم إلى خلاصة مفادها "لم تطفّشني الدّولة ولا الحكومة، بل طفّشني إنسانٌ غيران مع أنّه موهوب جدّاً ولم يكن لديه ما يخشى منه".

تجدر الإشارة، إلى أن الوزير سالم خرج من وزارة الاتصالات بفضيحة مدوية، وهو الخبير العالمي في مجال الاتصالات الذي استدعاه بشار الأسد من شركة مايكروسوفت في أمريكا، لكي يؤسس معه الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ثم عينه مستشاراً له، لكن سرعان ما تم اتهامه بالفساد عندما تولى وزارة الاتصالات، جراء عقد مع شركة "بوكو " الصينية، وقام النظام بالحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، بالإضافة إلى مدير عام مؤسسة الاتصالات آنذاك هيثم شدياق.

وعلى الرغم من صدور قرار ببرائته من قضية الفساد في العام 2008، إلا أن الوزير سالم لا يزال يعاني حتى اليوم، جراء السمعة السيئة التي لحقت به ولم يعد أحد يقبل بتشغيله مرة ثانية.
 
لذلك ظن كثيرون أن الوزير سالم سوف يعمل على تشكيل كتيبة في الجيش الحر، بعد قيام الثورة السورية، من أجل أن يسترد كرامته التي أهدرها بشار الأسد، لكن بدل ذلك، أخذ يتودد له، كما لو أن نفسه لاتزال راغبة بتولي منصب لدى هذا النظام.

ترك تعليق

التعليق