نحو 4 بالمئة من الشعب السوري.. رجال أعمال!

لا يمكن أن تتوقف عند الرقم الذي أصدره المركز السوري للأبحاث والدراسات، "مداد"، والذي يقول بأن 66 بالمئة من الشعب السوري يعيشون على رواتبهم، أو الرقم الثاني الذي يقول بأن نحو 29 بالمئة يعملون لحسابهم الخاص، لأنها أرقام قريبة من الواقع.. لكن الرقم الذي يستوقفك، هو القول بأن 3.7 بالمئة من الشعب السوري هم رجال أعمال.. وهو يعني فيما يعنيه أنه إذا أتينا إلى قرية عدد سكانها 10 آلاف نسمة، فإنه يفترض أن يكون فيها 350 رجل أعمال بالحد الأدنى.. وفي دمشق التي يبلغ عدد سكانها نحو 5 ملايين نسمة، يجب أن يكون فيها نحو 200 ألف رجل أعمال.. فهل هذا الرقم منطقي؟!

الغريب أن وسائل إعلام النظام، تعاملت مع الرقم على أنه عادي، وراحت تروج له وتجري المقابلات مع باحثي المركز السوري للدراسات، والذين يعمل أغلبهم، كمدرسين في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، دون أن تجري أي معالجة ولو بسيطة للرقم المشار إليه، كما فعلنا نحن..

والسبب بحسب رأينا أن هذا المركز، يدار من قبل أجهزة المخابرات، وهو دائماً يصدر أرقاماً خرافية عن الاقتصاد السوري لا تمت للواقع بصلة، مستفيدة بالطبع، أي المخابرات، من وجود نخبة من الاقتصاديين المرموقين في هذا المركز، في محاولة لإقناع الشارع السوري بأن من يصدر هذه الأرقام هي هيئة محترمة، وليس الحكومة التي لم يعد يصدقها أحد..