"الموت أهون".. 3 أيام بحوالي مليوني ليرة، في مشفى خاص بطرطوس


"يموت أريحلو".. كان هذا أحد التعليقات على صورة فاتورة صادرة عن أحد مشافي مدينة طرطوس، بلغت قيمتها حوالي مليوني ليرة سورية في ثلاثة ايام فقط لأحد مرضى القلب، وتداولتها مواقع وصفحات محلية.

الفاتورة التفصيلية التي أثارت هذا الكم من السخط جاءت كما قال البعض وفق ما هو معتاد في المشافي الخاصة التي لا ضابط لها، وأغلبها مملوك لبعض الضباط بالشراكة مع أطباء عسكريين أو تجاراً، وباتت هذه المشافي مجرد شركات تسعى للربح على حساب المريض.

أجور خرافية

بالتدقيق في الفاتورة المنشورة، فقد بلغت تكلفة مستلزمات غرفة العمليات أكثر من نصف مليون ليرة فأجرتها 125000 ليرة، وثمن المواد المستهلكة في غرفة العمليات 411100 ليرة، بينما أجرة الفريق الطبي من جراح ومخدر ومساعدين قاربت المليون ليرة (أجرة الجراح قثطرة 100 ألف، أجرة الجراح المساعد الأول 325 ألف، أجرة الممرض مساعد جراح ثاني+ طبيب مقيم 32500 ليرة، أجرة التخدير- الفريق الطبي 275000 ليرة، أجرة مساعد المخدر- أجرة المؤكسج 250000 ليرة).


الموت للفقير أحسن

أغلب التعليقات انصبت على حال الفقير المريض الذي بالكاد يستطيع أن يأكل، فكيف إذا ابتلاه الله بمرض خطير، وهذا ما دعا أحدهم للتعليق بتمني الموت: "يلي ما معه بيموت بلالو هالعيشه مافي شي ينبكى عليه".. بينما أوصى أحدهم بأن لا يذهب أهله به إلى المشفى لأن الموت أقل تكلفة: "وصيتي محدا ياخدني عمشفى اذا بموت بكلف أقل".

مسالخ ولصوص..

التعليقات وصفت حال هذه المشافي وما تفعله بالمواطن العادي الذي قد يضطر للذهاب إليها، لأن المشافي العامة إما للجيش أو لذويهم أو لأصحاب الواسطات.

رأى أحد المعلقين أن هذه ليست مشافٍ وهؤلاء ليسوا بأطباء: "هي مسلخ حرام تكون مشفى".. بينما وصفها آخر بالفنادق الفارهة: "باليوم أجرة الغرفة 40 ألف وزيادة، شو رأيكن هاد مستشفى ولا فندق، اتقوا الله في خلقه، الطب صار تجارة وليس رسالة، ما عاد في انسانية ولا ضمير".

بينما تساءل أحدهم عن مصير مريض السرطان الذي يحتاج إلى علاج طويل الأمد: "الله يعين مرضى السرطان، هدول علاجن بدو كل اسبوع مليون.. وما بتعرف إيمتى ممكن يتم الشفاء".. ووصفهم آخر بأنهم لصوص: "حرامية بهيئة ملائكة.. كلهم حرمية وبرخصة".

واقع وأحلام

وأيضاً هناك مبالغ مضافة على الفاتورة كاستعدادات للعمل الجراحي وبعده - هذا دون ذكر الرشاوى والإكراميات- تصل إلى حوالي ما يقرب من نصف مليون ليرة.. فأجرة غرفة الإقامة هي 40 ألف ليرة، والمواد المستهلكة في القسم 82 ألف، واستشفاء 99 ألف، وفحوص مخبرية 45500 ليرة.

هي ثلاثة أيام فقط قد يكون من دفع ثمنها مقتدر ولكنها مفزعة لجمهور الفقراء الذين يشكلون غالبية السوريين، وأما بعض الحالمين فيرون أن التأمين الطبي الشامل هو الحل، وهذا ما أثار سخرية واسعة في بلد لا أمان فيه سوى للمجرمين واللصوص.

ترك تعليق

التعليق