على أبواب المدرسة.. السوريّ خائف، والنظام يكذب


لا تفصل السوري الفقير إلا أيام قليلة عن بدء مواسم الدفع الشتوية التي تكسر الظهر بعد استراحة الصيف غير الطويلة، وبات عليه أن يشعر بالرعب من مصاريف الدراسة والمونة ووقود الشتاء.

بداية الاستنزاف

أول تلك الكوارث المالية التي ستحل بالسوري العادي هي مصاريف المدرسة، وهي تعني استنفار كامل مدخراته إن وجدت أو وضع راتبه كاملاً أو الاستدانة من أجل تأمين مستلزمات الطلبة، وهذا يعني للأسرة المكونة من خمسة أفراد مبلغاً لن يقل عن 50- 70 ألف ليرة سورية ربما قد لا تكون كافية مع بدء طلبات العام.

"محمد. ر" موظف في بلدية بريف دمشق الغربي، قال لـ "اقتصاد": "بعد نهاية مصاريف العيد التي لم نقوى عليها بدأنا بالتفكير بمصاريف المدرسة ولدي ثلاثة أطفال في الابتدائي، والسنة الماضية اضطررت للاستدانة من أجل تلبية مصاريف لباسهم ودفاترهم".

"أم باسل"، ربة منزل من ريف دمشق الغربي، تقول: "لا بد من جولة على السوق لتقدير ما يلزمنا من مال لهذه السنة، ونحن بالكاد نستطيع أن نكمل الشهر، ولدينا أربعة أطفال موزعين على الابتدائي والاعدادي، وبحسبة صغيرة فقط ثمن (الشنطة) وحده ما بين 3000- 5000 ليرة يعني 20000 فقط، وربما نستطيع إصلاح ما نقدر عليه من حقائب السنة الماضية".

النظام كعادته.. ينافس

حكومة النظام في مثل هذه المواسم تنافس في السوق كأحد أطرافه وليست كداعم للمواطن، ووفق هذه السياسة كشفت تصريحات لما يسمى مدير مؤسسة السورية للتجارة لإذاعة (شام إف إم ) أن اكلفة اللباس المدرسي للأسرة المؤلفة من ثلاثة طلاب تصل إلى 30000 ليرة، وأن مؤسسته تبيع بأسعار أقل من السوق بـ 20- 25%، وهذا يعني أن اللباس لهذه الأسرة في السوق سيبلغ وحده حوالي 50000 ليرة دون حساب بقية المستلزمات الأخرى.

المواطن.. يكذّب النظام

وفق رواية المسؤول السابق فإن سعر صدرية المدرسة وسطياً 3000 ليرة، والحقيبة 4000، والقميص 3000، والبنطال بين 4500- 9000 ليرة.

هذه الرواية تخضع بحسب مواطنين للعرض والطلب والجودة. يقول "رامز . ح": "الحقيبة التي سعرها 3000 ليرة سورية لا تكفي الطالب لفصل واحد وتتمزق لأنها مصنوعة من البلاستيك السيء، وهذا يعني أن الطالب يحتاج إلى حقيبتين في السنة".

أما من لديه طالب واحد في المرحلة الإعدادية فهو يحتاج إلى مبلغ خيالي إذا كان طالباً حديثاً أي أنه يحتاج كل لوازم المدرسة. "أبو ابراهيم"، أب لخسمة طلاب اثنان في الإبتدائي ومثلهما في الاعدادي وابنة في المرحلة الثانوية: "في السنة الفائتة تجاوزت مصاريف أولادي 100 ألف ليرة سورية، وتكلفة طالب الاعدادي تتجاوز 30 ألف ليرة".

سوق منافسة

لم تعد المستلزمات المدرسية حكراً على مؤسسات النظام والمحال التجارية، وعادة ما تنتشر البسطات التي تبيع هذه المستلزمات بأسعار منافسة للأطراف الأخرى، وتكون عادة مستهدفة من جمهور الفقراء الباحثين عن أقل الأسعار بغض النظر عن الجودة العالية.

أما مصدر هذه البضائع فهو التهريب والمحال التي لا زبائن لها أو التي تبحث عن قدم في السوق المنافسة الجديدة، وبعض العاطلين عن العمل الذين يجدون فيها موسماً للرزق.

ترك تعليق

التعليق