احتجاجات في العاصمة اللبنانية بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور


 تظاهر مئات اللبنانيين يوم الأحد في شوارع العاصمة بيروت وغيرها من المناطق، احتجاجا على أزمة اقتصادية تفاقمت على مدار الأسبوعين الماضيين مع تراجع قيمة العملة المحلية للمرة الأولى منذ ما يزيد على العقدين.

يعاني لبنان من ديون من بين الأعلى في العالم، حيث بلغت 68 مليار دولار أو ما يزيد على 150 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي.

كثير من المحتجين بوسط بيروت هاجموا ساسة البلاد يوم الأحد وأنحوا عليهم باللائمة في الفساد المستشري في البلد الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة.

احتشد محتجون يوم الأحد في ساحة الشهداء قبل أن يتحركوا نحو مقر الحكومة حيث تمركزت قوات مكافحة الشغب.

هتف بعض المتظاهرين "الشعب يريد اسقاط النظام" بينما منعتهم شرطة مكافحة الشغب من السير في اتجاه مقر الحكومة. يشار إلى أن هذا هو الشعار الذي رددته ما تسمى انتفاضات الربيع العربي عام 2011.

هتف متظاهرون آخرون "سلمية" وحاولوا إيقاف الشباب الذين اشتبكوا مع قوات الأمن.

في وقت لاحق الأحد، أغلق عشرات المتظاهرين الطرق الرئيسية في العاصمة بإطارات محترقة وحواجز تسبب اختناقات مرورية. بدأ الكثير منهم في التفرق بعد الظهر.

بالرغم من عشرات المليارات من الدولارات التي أنفقت منذ انتهاء الحرب الأهلية، التي استمرت 15 عاماً، عام 1990، فإن لبنان ما زال يعاني بنية أساسية متدهورة بما في ذلك انقطاع الكهرباء على مدار الساعة يومياً وأكوام القمامة في الشوارع وغالباً ما تكون إمدادات المياه محدودة ومتقطعة من شركة المياه المملوكة للدولة.

كانت قيمة العملة اللبنانية قد تراجعت الأسبوع الماضي مسجلة 1650 ليرة للدولار، في متاجر الصرافة بعد أن ظلت ثابتة عند قيمة 1500 ليرة للدولار منذ عام 1997.

بالرغم من أن السعر الرسمي لا يزال ثابتا عند 1500 ليرة للدولار، فإن الناس يجدون صعوبة في الحصول على عملة صعبة بهذا المعدل من البنوك المحلية.

دعا إلى هذه الاحتجاجات نشطاء من المجتمع المدني وأفراد.

وسط مخاوف من حدوث إضراب مفتوح في محطات الوقود، انتظر الناس، الأسبوع الماضي، لساعات طويلة للتزود بالوقود.

بسبب نقص العملة الصعبة، صدرت شكاوى من مستوردي الوقود والأدوية والقمح، من أنهم يشترون المنتجات من الخارج بالدولار الأمريكي ويبيعونها بالعملة المحلية في لبنان.

من المقرر أن يصدر البنك المركزي اللبناني تعليمات لتنظيم طرق تمويل واردات الوقود والأدوية والقمح الثلاثاء.

ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الدولة أن المحتجين الغاضبين أغلقوا لفترة وجيزة الطريق في بلدة المصنع الشرقية والمؤدي إلى العاصمة السورية دمشق.

كما أوردت الوكالة إغلاق الطرق في المناطق الشمالية الشرقية من بعلبك والهرمل.

هناك أيضا احتجاجات في مدينة طرابلس الشمالية ومدينة صيدا الجنوبية.



ترك تعليق

التعليق